انتهت معركة التمديد لتبدأ اليوم مجددًا معركة رئاسة الجمهورية، وفي ظل انسداد الوضع الداخلي يبدو أن معطيات إقليمية ستلعب دورها لإيصال رئيس جديد للجمهورية اللبنانية.


بيروت: انتهت معركة التمديد للمجلس النيابي لتفتح معركة أخرى ألا وهي رئاسة الجمهورية اللبنانية، وابتداءًا من بداية الأسبوع المقبل سيشهد لبنان اتصالات بهدف إيصال رئيس جديد للبنان، رغم أن الأفق الداخلي لا يزال مسدودًا في ظل تعنت فريق سياسي على عدم التوجه إلى مجلس النواب وممارسة مهامه الديموقراطية.
رغم ذلك، ظهرت في الأفق بعض معطيات إقليمية يمكن أن تساهم في انتخاب رئيس للجمهورية اللبنانية، أهمها الحراك المقبل لوزراء خارجية روسيا وأميركا وفرنسا وإيران، لوضع الخطوط الأخيرة للإتفاق النووي بين إيران والمجتمع الدولي، وذلك قبل الـ24 من الشهر الحالي، موعد انتهاء المهلة للتوقيع على هذا الاتفاق، ويمكن القول إن نجاح هذا الأمر قد يؤدي إلى هدوء إقليمي ما سينعكس إيجابًا على لبنان حيث قد نشهد انتخاب رئيس.
ويقول النائب خالد زهرمان (المستقبل) لـ"إيلاف" إن معركة رئاسة الجمهورية لا تزال مستمرة، وخلافنا كان بموضوع التمديد مع الفريق الآخر وبخاصة التيار الوطني الحر، إذ اعتبرنا أن تكون الأولوية للانتخابات الرئاسية، والمفروض أن تنصب كل الجهود اليوم على هذه النقطة وأن تكون المعركة الوحيدة من دون الدخول في زواريب السياسة.
أما النائب عاصم قانصوه (8 آذار) فيقول في حديثه لـ"إيلاف" إن معركة رئاسة الجمهورية بدأت بعد انتهاء التمديد للمجلس النيابي اللبناني، ومددنا على أساس الانتخابات وكي يطرح قانون انتخاب جديد، وأنا من الاشخاص الذين طرحوا قانونًا للانتخابات من 42 صفحة على أساس النسبية.
&
المرشح المفترض
عن مرشحهم كفريق لرئاسة الجمهورية يقول زهرمان :" المبادرة التي طرحها رئيس الحكومة السابق سعد الحريري كانت واضحة من خلال ترشيح رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع، ومنفتحون لأي حوار يوصلنا إلى مرشح توافقي، ولدينا كل الثقة أن البلد يُحكم بالتوافق وإن حظوظ جعجع وحظوظ عون ليست كبيرة للوصول إلى سدة الرئاسة، ولكننا في الوقت عينه مع عدم وجود مرشح توافقي، فإن مرشحنا هو جعجع الذي يمثل كل فريق 14 ذار، ولكن كما قلت منفتحون على الفريق الآخر للتوصل إلى مرشح توافقي، ولكن الفريق الآخر للأسف لا يزال متمترسًا بموضوع التوافق، ويتبع سياسة "أنا أو لا أحد".
عن الأوفر حظًا لرئاسة الجمهورية يرفض زهرمان تداول الأسماء، ويقول إن هناك شخصيات عدة وسطية قادرة أن تقود البلد.
أما النائب قانصوه فيقول إن هناك العديد من المرشحين الوسطيين، ومقبولين من الجهتين، 14 و8 آذار، ومن الأسماء المطروحة الوزير السابق زياد بارود، وجان عبيد، وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة.
&
الأفق الداخلي مسدود
وردًا على سؤال أن الأفق الداخلي لا يزال مسدودًا في ظل تعنت فريق سياسي بعدم التوجه إلى مجلس النواب وإجراء الانتخابات، يجيب زهرمان:" للأسف ضيعنا الفرصة أن نلملم هذا الاستحقاق قبل نهاية ولاية رئيس الجمهورية في آيار (مايو)، واليوم إذا فعلاً كنا جديين مع الاستقلالية لدينا الأمل أن نستعيد الاستحقاق إلى الداخل اللبناني، وأن تكون صناعة الرئيس لبنانية.
وفي هذا الصدد يقول قانصوه: "يجب أن يرجع النواب إلى ضمائرهم ويحسموا خياراتهم قبل أن يصيب الفراغ البلد، وعدم النزول إلى مجلس النواب بسبب تعنتهم وتمسكهم بمواقفهم وبمرشحهم هو أمر غير مقبول ومرفوض.&
&
الأفق الإقليمي
ولدى السؤال ظهرت في الأفق بعض المعطيات الإقليمية كالتوقيع على الاتفاق النووي قبل ال24 من الشهر الحالي، كم يساهم ذلك في حلحلة موضوع رئاسة الجمهورية في لبنان؟ يجيب زهرمان :" أي بوادر تسوية في المنطقة ستكون عاملاً إيجابيًا لحلحلة موضوع الرئاسة، وهو أمر مؤسف أننا لا نزال مرتبطين بالخارج، وماذا يملي علينا، ولا نعرف أن يكون هذا الاستحقاق لبنانيًا فقط.
بدوره يجيب قانصوه أن رئيس الجمهورية اللبنانية لن يكون صناعة وطنية حتمًا، وهو نتيجة توافق إقليمي، والانتماء إلى الخارج ومراكز القوى هو أمر قديم جدًا.
&