أبلغ العراق الدول المانحة ان اغاثة وايواء النازحين الهاربين من العمليات العسكرية ضد تنظيم الدولة الاسلامية تتجاوز امكانياته ودعا المجتمع الدولي الى إبداء المساعدة اللازمة لدعم جهود حكومته وخطة الأمم المتحدة وتوفير مبلغ 5 مليارات دولار لإغاثة النازحين.


أسامة مهدي من لندن: أكد نائب رئيس الوزراء العراقي رئيس اللجنة العليا لإغاثة وإيواء النازحين العراقية صالح المطلك اليوم أن أزمة النازحين تتجاوز إمكانيات العراق مما يتطلب من المجتمع الدولي إلعمل على توفير الأموال اللازمة لتلافي الأزمة الانسانية التي تشكلها.

وقال المطلك خلال إجتماع الطاولة المستديرة بين الحكومة العراقية وسفراء الدول المانحة وبعثة الأمم المتحدة عقد في بغداد اليوم لعرض موقف الحكومة العراقية بخصوص أزمة النازحين "ان المجتمع الدولي مطالب بمساعدة الحكومة العراقية لأغاثة العوائل النازحة جراء العمليات الارهابية".

وعقد الإجتماع بمشاركة وزراء الخارجية العراقيين أبراهيم الجعفري والمالية هوشيار زيباري والهجرة والمهجرين جاسم محمد بالأضافة الى الأمين العام لمجلس الوزراء وكالة حامد خلف وسفراء الدول العربية والأجنبية وبعثة الأمم المتحدة في العراق.

وجرى خلال الاجتماع بحث الوضع الانساني للنازحين وخطة الاستجابة الحكومية واولويات الحكومة مع قدوم فصل الشتاء والقيود المفروضة على الموازنة للسنة الحالية الجديدة وكذلك خطة الاستجابة الاستراتيجية واعادة اعمار المناطق المحررة من تنظيم الدولة الاسلامية.

وحث المطلك خلال الأجتماع المجتمع الدولي على توفير الأموال اللازمة والتي قد تصل الى خمسة مليارات دولار حسب التقديرات الرسمية موضحا ان الأزمة تتجاوز إمكانات العراق ولذلك فهو يتطلع الى المساعدات. واشار الى ان العراق بلد غني لكنه يمر اليوم بأزمة مالية ناتجة عن تدهور أسعار النفط.

واضاف " نتمنى ان نعمل كفريق واحد لحل هذه الازمة بوصفها قضية انسانية كبيرة لاتؤثر على العراق فحسب بل ان اثرها قد يمتد الى دول اخرى".

واكد تطلع العراق الى "وقوف الاشقاء والاصدقاء مع العراق ونحثهم على توفير الاموال اللازمة لمواجهة هذه الازمة والتي قد تصل الى قرابة الخمسة مليارات دولار بحسب التقديرات الاولية سعيا لاغاثة النازحين وتسهيل اعادتهم الى ديارهم".

ومن جهته قال وزير الخارجية ابراهيم الجعفري ان إشكالات النزوح تضعنا أمام تحديات حقيقة يتطلب تحشيد الطاقات المحلية والدولية وقال أن "إشكالات النزوح تضعنا أمام تحديات حقيقة"، فيما ركز وزير الهجرة والمهجرين جاسم محمد على الإحصائيات وأماكن النزوح لافتاً الى ان أغلب النازحين تركزوا في إقليم كردستان.

كما تحدث وزير المالية هوشيار زيباري عن المصاعب المالية التي تواجه العراق بسبب انخفاض أسعار النفط وأزمة الحرب على داتنظيم الدولة الاسلامية.

واشار الى أن جذور ازمة النازحين سياسية وحصلت بسبب عدوان وتمدد داعش الارهابي والحل النهائي يكون بأعادتهم الى ديارهم مع توفير الامن لهم.

وكشف عن مساعدات ودعم الحكومة للنازحين خلال العام الحالي والتي بلغت حوالي 770 مليون دولار اضافة الى 150 مليون دولار لحساب وزارة الهجرة والمهجرين.

واكد أن الحكومة تقوم بتقديم الدعم والمساندة والخدمات المطلوبة للنازحين رغم ضغوط الموازنة والتزامات الامن والدفاع وأنها ستمضي بتأمين استمرار الدعم، ولكن هناك صعوبات بسبب حجم الازمة واعداد النازحين التي تجاوزت المليونين.

ودعا زيباري الدول المانحة وممثلي السفارات والبعثات الدبلوماسية العاملة في البلاد الى تقديم المزيد من الدعم والمساعدة للنازحين ولاسيما في عملية اعادة الاعمار والتأهيل.

أما وزير التخطيط في حكومة إقليم كردستان علي السندي فقد اشار الى المصاعب الأقتصادية التي تواجه الإقليم بسبب أزمة النفط والمشكلات التي كانت عالقة مع المركز.

ويوم الجمعة الماضي أعلنت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية أن عدد النازحين داخل البلاد تجاوز المليونين و400 ألف نازح مشيرة إلى عدم وجود إحصائية لديها لأعداد اللاجئين خارج العراق.

وقال سلام الخفاجي وكيل وزارة الهجرة والمهجرين إن أعداد النازحين داخل العراق دق ناقوس الخطر موضحاً أن عدد النازحين المسجلين لدى الوزارة حتى اليوم تجاوز الميلونين و400 ألف نازح داخل البلاد.

وأضاف أن النسبة الأكبر للنازحين تتوزع على دهوك وأربيل بإقليم كردستان الشمالي ومحافظة الأنبار غربي البلاد تليها بغداد إضافة إلى نازحين في باقي المحافظات.

واوضح إن الوزارة لديها 474 ألف أسرة نازحة مسجلة بشكل رسمي لديها مبيناً أن جميع تلك الأسر يتم إيصال معونات مالية ومواد إغاثية ومستلزمات ضرورية إليها.

وتشهد الأوضاع الأمنية في أغلب مناطق شمال وغرب العراق تدهورا سريعا منذ شهر يونيو/ حزيران الماضي، حيث سيطر تنظيم داعش على مناطق واسعة، وترافق ذلك مع موجات من النزوح الجماعي خاصة للأقليات القاطنة في محافظة نينوى (شمال) ذات التنوع القومي والديني، من الايزيديين والمسيحيين والشيعة، وتوجه أغلبهم إلى محافظات إقليم شمال العراق.

يذكر ان الحكومة العراقية خصصت اكثر من 800 مليون دولار في وقت سابق لاغاثة النازحين الا ان اوضاعهم ما تزال مأساوية بحسب تقارير بعثة الامم المتحدة في العراق.

وشهد العراق اكبر موجة نزوح في تاريخه وذلك بعد سيطرة عناصر تنظيم الدولة الاسلامية على عدد من المدن والأقضية والنواحي في غرب وشمال العراق قبل أن تتمكن القوات العراقية من استعادة السيطرة على العديد من تلك المناطق.