بعد أيام من نشر تحقيق نفى المزاعم، واصلت تقارير لصحف لندنية تغطياتها لملف مزاعم ضلوع جنود بريطانيين في إساءة معاملة وتعذيب وإهانة عراقيين وأفغان أثناء احتجازهم أو خلال ما سمّي بإجراء تحقيقات "تكتيكية" تهدف في الغالب إلى الحصول على اعترافات.


نصر المجالي: كان تحقيق مستمر منذ فترة طويلة، خلص الأربعاء الماضي إلى أن المزاعم بأن جنودًا بريطانيين قتلوا سجناء عراقيين وعذبوهم أو أساءوا معاملة آخرين بشكل خطير بعد معركة في عام 2004 "لا أساس لها من الصحة".

ونشرت صحيفة (صنداي تلغراف) مقالًا تحت عنوان "الإصلاح السياسي والجيش مقيّد اليدين"، سردت فيه على لسان محقق سابق في الجيش البريطاني، لم يرغب في ذكر اسمه، تفاصيل لحوادث جرى التحقيق فيها مع جنود شاركوا في ما سمّاه إساءة معاملة أشخاص كان يتم التحقيق معهم، ويرجع معظمها إلى فترة وجود القوات البريطانية في العراق وأفغانستان.

وقال المصدر إن بعض التحقيقات مع الجنود كانت تجري لأسباب وصفها بـ"السخيفة"، مثل لمس جندي بريطاني لأنف شخص كان يجري التحقيق معه في مقتل جنود فرنسيين والتمثيل بجثامينهم في أفغانستان. كما شملت التحقيقات، الاقتراب الشديد من محتجزين معصوبي العينيين، والصراخ في أذن شخص كان يتم التحقيق معه في تهم متعلقة بالإرهاب.

قواعد التحقيق
وقالت التلغراف إن تعديلات أجريت على قواعد التحقيق مع السجناء في عام 2012 تسببت ليس فقط في كبح بعض السياسات التي كانت متبعة في التحقيق مثل "السماح بالصراخ في المحتجزين أو ممارسة ضغوط نفسية أو توجيه إهانات شخصية"، لكنها تسببت أيضًا في خشية بعض الجنود من أن يطلبوا للتحقيق في أحداث مر عليها أكثر من 10 سنوات.

ونقلت عن ضابط سابق في الجيش يدير شركة خدمات أمنية قوله إن الجيش أصبح مقيدًا في إجراء التحقيقات، وهو ما يمثل، على حد وصفه، خطرًا على أرواح أشخاص أبرياء في حال عدم وجود أدوات مع المحققين للحصول على اعترافات من "مجرمين" على حد تعبيره.

تحقيق ينفي
وكان تحقيق نشرت تفاصيله، الأربعاء الماضي، نفى تورط جنود بريطانيين في مزاعم تعذيب، وعهد إلى التحقيق السويدي، الذي استمر خمسة أعوام، وتكلف نحو 30 مليون جنيه إسترليني (47 مليون دولار)، بالنظر في مزاعم عراقيين بأن جنودًا بريطانيين أسروا زهاء 20 رجلًا أحياء، ثم قتلوهم أثناء المعركة في جنوب العراق وبعدها.

وقال شهود عراقيون إن جنودًا بريطانيين قتلوا الرجال في معسكر أبو ناجي في أيار (مايو) 2004، وإنهم أساءوا معاملة تسعة معتقلين بشكل منفصل، في حين قال الجنود إن الرجال لقوا حتفهم أثناء القتال في ساحة المعركة، ونفوا إساءة المعاملة.

وقال رئيس لجنة التحقيق ثاين فوربس في ختام الجلسات التي استمع خلالها لمزاعم عن جرائم قتل وتعذيب وتشويه إنه اتضح أن كل المزاعم الخطيرة غير صحيحة، وانتقد الإفادات العراقية.

وقال "توصلت إلى استنتاج قاطع بأن الغالبية العظمى من المزاعم ضد الجيش البريطاني... بما في ذلك ومن دون استثناء كل المزاعم الخطيرة، لا صحة أو مبرر لها بالكامل".
وتابع: "الكثير من هذه المزاعم، التي لا أساس لها من الصحة، كانت نتاج أكاذيب متعمدة ومحسوبة من جانب من تفوهوا بها".

لكن فوربس أوصى بتغيير الطريقة التي يعامل بها الجنود البريطانيون المحتجزون، وقال إن بعض السلوك يرقى إلى "إساءة معاملة فعلية أو محتملة"، بما في ذلك الحرمان من الطعام والنوم واستخدام أساليب معينة في الاستجواب.

&