رفع الأمير سلمان مستوى التعاون السعودي الصيني إلى مرتبة الشراكة الاستراتيجية، برعايته توقيع أربع اتفاقيات في القطاعات الحيوية المشتركة.


يواصل ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبدالعزيز سلسلة اجتماعاته مع أركان جمهورية الصين في زيارته التي بدأت الخميس، إذ قوبل الضيف السعودي باستقبال كبير وكانت مثمرة للبلدين من حيث حجم الاستقبال وكذلك الاتفاقيات الثنائية التي بدأت بتوقيع أربع اتفاقيات تركزت على الاقتصاد والتقنية والأبحاث.

مزيد من التعاون

التقى ولي العهد السعودي الأمير سلمان بن عبدالعزيز اليوم رئيس الوزراء الصيني لي كيغ لانغ في قصر رئاسة مجلس الدولة في العاصمة الصينية بكين .
وفي بداية الاجتماع رحّب دولة رئيس الوزراء الصيني بالأمير سلمان في زيارته الحالية للصين، مشيراً إلى أن المملكة تعد أكبر شريك تجاري للصين في غرب آسيا وأفريقيا .
وتطلع رئيس الوزراء الصيني إلى أن تسهم الزيارة الحالية للضيف السعودي الكبير في إضافة حيوية جديدة على العلاقات والتعاون بين المملكة والصين .

وعبر الأمير سلمان من جهته عن سعادته بزيارة الصين وحرص المملكة على التعاون بين البلدين في المجالات كافة بما يعود بالنفع على البلدين والشعبين الصديقين .
ونقل ولي العهد تحيات العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود لدولته مؤكدا أن سياسة المملكة تدعو للسلم والاستقرار في جميع أنحاء العالم .

وجرى خلال الاجتماع بحث آفاق التعاون القائم بين المملكة والصين بما يعزز ويطور العلاقات بين البلدين في المجالات كافة ، بالإضافة إلى بحث مستجدات الأوضاع الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك .
وحضر الاجتماع من الجانب السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس ديوان ولي العهد المستشار الخاص للأمير سلمان، ووزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي بن إبراهيم النعيمي و وزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور مساعد بن محمد العيبان ووزير المالية الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العساف و وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة ووزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة ووزير الدولة للشؤون الخارجية الدكتور نزار بن عبيد مدني و نائب رئيس هيئة الأركان العامة الفريق ركن عبدالرحمن بن صالح البنيان وسفير المملكة لدى بكين يحيى بن عبدالكريم الزيد وعدد من كبار المسؤولين في الحكومة الصينية.

شريك استراتيجي كبير

وكان الأمير سلمان التقى في وقت سابق اليوم نائب رئيس جمهورية الصين الشعبية السيد لي يوان تشاو.
أعقب ذلك عقد اجتماع بين الجانبين السعودي برئاسة ولي العهد والجانب الصيني برئاسة نائب الرئيس الصيني رحب في بدايته نائب رئيس الجمهورية الصينية بالأمير سلمان مؤكدا حرص الأخيرعلى دعم علاقات الصداقة بين البلدين وما قدمه من مساهمات كبيرة في تعزيز التعاون بين المملكة والصين.
وأكد نائب الرئيس الصيني أن المملكة لها مكانتها الكبيرة وهي أهم شريك استراتيجي للصين في الشرق الأوسط والخليج العربي، مشيرا إلى أن الصين تولي اهتماماً كبيرة بزيارة الأمير سلمان وحرص القيادة الصينية على الاجتماع بسمو ولي العهد خير دليل على متانة العلاقات والرغبة في تطويرها .
وقال الأمير سلمان في كلمة له خلال اللقاء شكر فيها الصين قيادة وشعباً، وأكد في كلمته أن هذه الزيارة quot;تأتي امتدادا لزيارة سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز قبل ثمانية أعوام والتي أرست لعهد جديد في العلاقات بين بلديناquot; .

توطيد العلاقات

وأوضح ولي العهد quot;إن المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين تولي اهتماما خاصا بتنمية العلاقات وتوطيد التعاون مع جمهورية الصين الشعبية في مختلف المجالات ولقد سرّنا الاهتمام المماثل الذي لمسناه لدى فخامة الرئيس شي جين بينغ خلال لقائنا فخامته يوم أمس .

وأود أن أعرب عن ارتياحنا لما توصلنا إليه من توافق في الآراء مع فخامته حول القضايا والمواضيع التي تم بحثها بما في ذلك الاتفاق على توسيع دائرة التعاون الثنائي وخاصة في المجالات السياسية والأمنية والاقتصادية والتجارية والصناعية والعلوم والتقنية وفي مجال الطاقة والثقافة، والعمل على توثيق الصلات بين القطاع الخاص في البلدين وإقامة المشاريع والاستثمارات المشتركة وبما يحقق المصالح المتبادلة للشعبين الصديقين .
إن التعاون المثمر بين بلدينا لم يعد مقتصرا على مجالات محددة فنحن نشهد تحول هذه العلاقة إلى شراكة استراتيجية ذات أبعاد واسعة لما فيه خير الشعبين الصديقين .
ويأتي التوقيع اليوم على عدد من مذكرات التفاهم في الاستثمار والتعاون في علوم وتقنية الفضاء، وبرنامج التعاون الفني في المجال التجاري ، ومذكرة التفاهم بشأن مساهمة الصندوق السعودي للتنمية في تمويل مشروع إنشاء مبان جامعية في إقليم سانشي ، ليؤكد عمق هذه الشراكة وأهدافها الخيرة التي تقوم على أساس الرغبة المشتركة في استمرار التواصل التاريخي بين شعبينا وسعينا المشترك لتحقيق التنمية الشاملة في بلدينا ولخدمة السلام والاستقرارquot; .

وأبدى الضيف السعودي تقديره quot; للمواقف التاريخية الصينية الداعمة لحقوق الشعب الفلسطيني وما أبداه فخامته من تأييد لضرورة الوصول إلى حل سلمي عاجل في سوريا من خلال التطبيق الكامل لبيان جينيف الصادر في 30 يونيو 2012م بما في ذلك إنشاء هيئة حكم انتقالية ذات صلاحيات تنفيذية كاملة ونأمل في تكاتف المجتمع الدولي للضغط على النظام السوري لوقف سفك دماء الشعب السوري العزيز quot;.

وختم الأمير سلمان كلمته بالتأكيد على quot;مواصلة بذل الجهود لتعزيز مسيرة تعاوننا المشترك ليس على المستوى الثنائي فحسب بل على مستوى المؤسسات الدولية وفي إطار مجموعة العشرين quot;.

4 إتفاقيات

بعد ذلك جرت مراسم توقيع عدة اتفاقيات بين المملكة والصين في عدد من المجالات المشتركة بين البلدين .
واشتملت الاتفاقية الأولى على برنامج تعاون بين وزارة التجارة والصناعية في المملكة والمصلحة العامة لمراقبة الجودة والفحص والحجر الصحي في الصين .
فيما كانت الاتفاقية الثانية مذكرة تفاهم بين مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية في المملكة وإدارة الفضاء الوطنية الصينية للتعاون في علوم وتقنيات الفضاء .
واشتملت الاتفاقية الثالثة على مذكرة تفاهم بشأن مساهمة الصندوق السعودي للتنمية في مشروع إنشاء المقر الجديد لجامعة ليوليانغ في محافظة شنسي الصينية .
وكانت الاتفاقية الرابعة قد اشتملت على التعاون في تنمية الاستثمار بين الهيئة العامة للاستثمار في المملكة وهيئة تنمية الاستثمار التابعة لوزارة التجارة في الصين .