نضالات السوريين وتضحياتهم، سواء من الناحية البشرية أو الخسائر المادية، هي أكبر بكثير من النتائج المحقّقة. وربما لتلك الأسباب، يشعر الكثير من الثوار بالإحباط لما آل اليه الوضع بعد 3 سنوات من إندلاع الثورة على الأسد.


أشرف أبوجلالة من القاهرة: معاناة كبيرة تلك التي تعرّض لها كثيرون ممن شاركوا في الثورة السورية قبل ثلاثة أعوام.

فمع بقاء الوضع على ما هو عليه، وعدم حدوث أي تغيير يذكر حتى الآن، لم يذق الثوار الأوائل سوى طعم المرارة من جراء فقدانهم ذويهم، ديارهم ووظائفهم.

الثوار محبطون

وبهذا الصدد نشرتمجلة دير شبيغل الألمانية تقريراً أبرزت فيه حقيقة ما جرى لهؤلاء الثوار، بعد مرور ثلاثة أعوام على مساعيهم التي كانوا يرمون من ورائها إلى الإطاحة بالرئيس بشار الأسد، وأكدت أن الظروف أجبرت بعضهم على الهرب، والبعض الآخر على محاربة الجوع وآخرين على بذل كل ما في وسعهم لتوفير قوت يومهم.

من سوريا إلى سجن ماليزي !

واستهلت المجلة حديثها بلفتها الى تصريحات سبق أن أشار من خلالها شاب سوري يدعى عمر، في أيار/ مايو عام 2012، إلى أنه لا يتصور مطلقاً أنه قد يغادر سوريا، وتحديداً دمشق، رغم مغادرة بعض من أصدقائه لأماكن مثل القاهرة، دبي، وأبو ظبي.

وبعد مرور كل هذه الفترة، نوّهت دير شبيغل إلى أن عمر، الذي كان متمسّكاً بالبقاء في دمشق، يقبع الآن في زنزانة في أحد السجون الماليزية، باعتباره مهاجراً غير شرعي.

وأشارت المجلة كذلك إلى أن والدي عمر وأشقاءَه لا يزالون في سوريا، وهم من بين تسعة أشخاص من عائلتين يتقاسمون العيش في غرفة واحدة في العاصمة السورية، بعد أن تم تدمير منزلهم الخاص، الكائن في حي اليرموك في دمشق، إثر تعرضه لغارة جوية.

وقصة عمر، 26 عاماً، هو وأسرته ليست الوحيدة، بل إن سوريا تعج بكثير من الحالات المماثلة، على خلفية الأوضاع المتدهورة التي تشهدها سوريا منذ العام 2011.

لاذوا بالفرار

وأوضحت المجلة الألمانية أن عدداً كبيراً من المواطنين الذين سبق لها أن قابلتهم خلال تغطيتها الأحداث في سوريا، قد لاذوا بالفرار، غير أنهم ما زالوا على قيد الحياة.

وبينما أظهرت نشرة خاصة بالأمم المتحدة الصيف الماضي أن تواصل القتال في سوريا أسفر عن مقتل أكثر من 100 ألف شخص، فقد توقف المجتمع الدولي منذ ذلك الحين عن توثيق حالات الوفاة التي تشهدها البلاد بصورة تكاد تكون ثابتة كل يوم.

وأكدت المجلة أن ما بدأ باعتباره جهدًا حكوميًا لقمع التظاهرات السلمية قد تحول إلى حرب أهلية أتت على الأخضر واليابس في البلاد.

الأزمة الانسانية الأضخم

ويكفي القول إن سوريا أضحت تنهار يوماً بعد الآخر، وباتت الأزمة الإنسانية الأكثر كلفة في تاريخ الأمم المتحدة، ما جعل الهيئة الأممية تطالب بتخصيص 6 مليارات دولار لسوريا خلال عام 2014.

ومضت دير شبيغل تنقل عن مهند هادي، منسق الطوارئ الإقليمي الخاص بسوريا لدى برنامج الغذاء العالمي، قوله:quot; عادت سوريا للوراء 30 أو 35 على خطى تطورها. والفتيات اللواتي كنا ندعمهن أضحين متسولات في الشوارع. وهو ما يدمي القلوبquot;.