الكويت: اكد العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني هنا مساء اليوم ضرورة تفعيل منظومة التعاون والعمل العربي المشترك باعتبار ذلك السبيل الانجع لتحقيق تطلعات الشعوب العربية في العيش بأمن وسلام وبناء مستقبل افضل لها.
وقال الملك عبدالله الثاني في كلمة القاها امام الدورة العادية ال 25 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة ان الاردن سيقوم بدوره اللازم للنهوض بالعمل العربي المشترك وتسخير جميع امكانيه وطاقاته في جميع المنابر الدولية لاسيما في مجلس الامن الدولي لخدمة المصالح والقضايا العربية.
واوضح ان المنطقة العربية تعاني من تحديات واخطار ناجمة عن عدم التوصل الى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية التي تعتبر جوهر الصراع في المنطقة الى جانب تفاقم الازمة في سوريا وتصاعد حجم المعاناة الانسانية التي يواجهها الشعب السوري والاعباء التي تتحملها الدول العربية المحيطة بسوريا واستمرار التحديات التي تواجهها بعض الدول العربية لترسيخ امنها واستقرارها.
وجدد التأكيد على ان اقامة الدولة الفلسطينية ذات السيادة والقابلة للحياة استنادا الى حل الدولتين وقرارات الشرعية الدولية ومبادرات السلام العربية هي الاساس لانهاء النزاع الفلسطيني - الاسرائيلي واحلال السلام الشامل لترسيخ الامن والاستقرار في الشرق الاوسط.
وشدد العاهل الاردني في هذا الصدد على ضرورة ان تراعي جميع الاتفاقات الخاصة بقضايا الوضع النهائي المصالح الاردنية العليا مطالبا المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته لحمل اسرائيل على وقف سياساتها واجراءاتها الاحادية ودفعها الى استغلال مبادرات السلام العربية والفرصة التاريخية المتاحة الان للوصول الى السلام المنشود.
وقال ان الاردن سيواصل القيام بواجباته للحفاظ على المقدسات الاسلامية والمسيحية وتثبيت سكانها العرب ودعم صمودهم وتعزيز وجودهم في مدينتهم والتصدي للاجراءات والانتهاكات الاسرائيلية في القدس وخاصة تلك التي تستهدف المسجد الاقصى.
وفيما يتعلق بالشأن السوري ذكر العاهل الاردني ان استمرار الازمة في سوريا وانتشار المجموعات المتطرفة فيها ينذر بنتائج كارثية على المنطقة والعالم ما يتطلب ايجاد حل سياسي انتقالي شامل وسريع لهذه الازمة لانهاء معاناة الشعب السوري وتلبية طموحاتهم بالتوافق مع جميع الاطراف بما يحفظ وحدة اراضي سوريا واستقلالها السياسي واطلاق اصلاحات داخلية تضمن التعددية والديمقراطية وتؤدي الى عودة اللاجئين السوريين الى بلدهم.
واكد الملك عبدالله ضرورة دعم الدول المستضيفة للاجئين السوريين وتعزيز قدراتها وامكانياتها اضافة الى تقديم الدعم للمجتمعات المحلية المتأثرة من تدفق اللاجئين في دول الجوار وكذلك تحسين الظروف الانسانية داخل سوريا.
وثمن في هذا الاطار الجهود الكبيرة التي قام بها سمو امير البلاد الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح والدور الذي قامت به الكويت لاستضافة المؤتمر الدولي للمانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا بنسختيه الاولى والثانية اضافة الى كل من ساهم في تقديم المساعدات خلال المؤتمرين.
واكد الملك عبدالله الثاني التزام بلاده بمبدأ الوسطية والاعتدال والتصدي بكل حزم لجميع اشكال الفرز الديني والعرقي والمذهبي ومظاهر التطرف والارهاب واسبابها مشيرا الى ان ما تشهده المنطقة من صراعات متعددة اصبحت بيئة خصبة لانتشار التطرف والارهاب ما يتطلب المزيد من العمل الجاد لترسيخ الوسطية والاعتدال وتفعيل مبدأ المواطنة الفاعلة واطلاق طاقات اجيال المستقبل