لا يستبشر العديد من العراقيين خيرًا بالبرلمان المقبل وتوقعوا أن يكون شبيهًا لسابقه، وأن تعود الاشكالات والازمات والمناكفات لتسود جلساته وأعماله، فتتجه كل كتلة للانطواء على مصالحها الذاتية بعيدا عن مصالح الناس.


بغداد: قال العديد من المواطنين العراقيين لـ quot;إيلافquot; انهم لا يشعرون بالتفاؤل من نتائج الانتخابات القادمة، موضحين انهم حين يقولون إن الانتخابات باطلة فانهم يعنون انها ستأتي بنواب لم ينتخبهم الشعب، فاغلب الكتل رهينة لاجندات خارجية لأن اغلب الاموال التي انفقت على الدعايات الانتخابية خارجية، وشددوا على أن المواطن العادي ليست له كلمة في اختيار رئيس الوزراء المقبل، لأن الاختيار بيد الدول حصرًا.

بلا معنى

وقال المواطن حيدر سالم، الموظف في وزارة الثقافة، إنه لا يشعر بالتفاؤل من هذه الانتخابات، وأضاف: quot;لا أستبشر خيرًا بالانتخابات، لأنها مجرد لعبة يلعبها السياسيون بحجة الديمقراطية، ويضحكون بها على الشعب الذي يغسل دماغه بالدين والتخويف والترهيب، فلا يجد إلا أن ينصاع إلى هذا الخوف، وهو لا يعي ما فعله السياسيون طوال السنوات الماضيةquot;.

وأضاف: من المؤسف أن اقول أن البلد ينحدر من سيئ إلى اسوأ ولن تنفع معه كل الشعارات التي ترفعها الاحزاب لأن هذه كلها لا تريد للعراق الخير بقدر ما تريده لنفسها.

وأعربت سهى عباس، الموظفة في وزارة التربية، عن يأسها، وقالت: quot;أشعر احيانًا بالتعاسة إلى حد البكاء على ما سيؤول إليه حال العراق، وعندما أتأمل الوضع أراه مؤلمًا، فالانتخابات بلا معنى لأن السياسيين ومن خلفهم دول إقليمية يريدون تمزيق البلد، لذلك أنا مؤمنة أن هذه الانتخابات كلمة حق يراد بها باطل، وإلا ما فائدة الانتخابات اذا كان رئيس الوزراء محدد مسبقًا والكتلة الاقوى تحددها الاجندات الخارجية؟quot;.

وأضافت: quot;لا اعتقد أن شيئًا جيدًا ستحققه الانتخابات للناس المساكين الذين يعتقدون أن ما يقوله السياسيون صحيح ويثقون بهم، أنا شخصيًا لا أثق بأي سياسي ولا بأي مرشحquot;.

باطلة

أما كريم قاسم، ضابط متقاعد برتبة عميد، فأشار إلى أن الانتخابات لعبة عالمية أدواتها الشعب العراقي، وقال: quot;يتضح من ملايين الدولارات التي تنفق على الدعايات الانتخابية أن الانتخابات ليست سوى لعبة تلعبها قوى عالمية، وصرنا نسمع أن هذه الدولة دفعت للقائمة الفلانية مليارات من اجل أن تنفذ لها ما تريده، وأن تلك الدولة تؤيد فلان الفلاني ليكون رئيس وزراء العراق المقبل، وأن الدولة الفلانية والدولة العلانية لا بد أن تتفقا على رئيس الوزراء والا ستحدث مشاكل، ومن هنا يتأكد لدينا أن الانتخابات في العراق كذبة وخداع ومصنع للازمات والمشاكلquot;.

أضاف: quot;لا اعتقد أن النواب قادرون فعلًا على أن يترجموا برامجهم الانتخابية لخدمة الشعب كما يصرخون 24 ساعة، فالنواب دمى بأيدي رؤساء الكتل، ورؤساء الكتل دمى بيد الأجندات الخارجية، التي تدفع لهم ملايين الدولارات من أجل تنفيذ مخططاتها المشبوهة التي لا تصب في مصلحة الشعب المسكينquot;.

تفاؤل ولكن!

أبدى الدكتور جواد الزيدي، المرشح عن التحالف المدني الديمقراطي، شيئًا من التفاؤل على الرغم من مخاوفه، وقال: quot;اعتقد أن المال الذي انفق على دعايات الانتخابات هو من نتاج سرقات أموال الشعب العراقي، وان كان بعضه خارجيًا، ويأس المواطن العراقي ناتج من المحاولات السابقة التي اوصلته إلى أن الخارج هو من يختار رئيس الوزراء، لذلك دعونا جماهيرنا واهلنا إلى عدم الاستسلام للشائعاتquot;.

أضاف: quot;أما عن طريقة اختيار البرلمانيين، فعلى الرغم من التحايل على القانون، إلا أنه في هذه المرة لا وجود لمقاعد تعويضية، وفي هذه الحالة ستسقط بعض الرؤوس المعششة في المؤسسة البرلمانية لعدم وجود امتدادات لها في الشارع خاصة، وهناك انحسار لقوى الاسلام السياسي وتراجع في شعبيتها حتى في المناطق التي تعاني غياب الخدمات والفقر ورفضها للأساليب الرخيصة التي يعتمدها البعضquot;.

وعبر الزيدي عن اعتقاده بأن وجوهًا وقوى جديدة ستحل في هذه الدورة البرلمانية على الرغم من المخاوف من محاولات التزوير التي يقوم بها اتباع القوى المسيطرة، quot;وأجد أن حظوظ التيار المدني الديمقراطي كبيرة في ضوء استطلاعات الرأي، وبحث الجمهور عن البديل الوطني الحقيقي، وكل هذا سيغير الخارطة البرلمانية المقبلة مع التبدل في مواقف الجمهور واندفاعه نحو العملية الانتخابية مقرونًا ببعض التفاؤل بالتغييرquot;.