دعت المرجعية الشيعية العليا في العراق الى الاسراع في اعلان نتائج الانتخابات النيابية، وحذرت من محاولات تزويرها، وعبّرت عن الامل في تحقيقها للتغيير المطلوب، داعية القوائم والمرشحين الفائزين الى الوفاء بالوعود التي قطعوها للناخبين بالعمل على اصلاح اوضاع البلاد.

قال الشيخ عبد المهدي الكربلائي، معتمد المرجع الشيعي الاعلى في العراق آية الله السيد علي السيستاني، خلال خطبة الجمعة في مدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد) إن نسبة المشاركة في الانتخابات العراقية التي جرت الاربعاء الماضي وبلغت 60 بالمئة من عدد المواطنين الذين يحق لهم التصويت، والبالغ 21 مليونًا، اذا ما قورنت بمثيلاتها في دول أخرى تعيش ظروفًا مشابهة للعراق من ناحية سوء الامن والخدمات، فإن هذه النسبة هي الافضل وتعتبر عالية ومتقدمة وتعكس شعوراً شعبياً بالمسؤولية.
وشدد على أن هذه النتيجة تمثل املاً كبيرًا للمواطنين للتغيير نحو الافضل من خلال هذه المشاركة الواسعة رغم شعور عدد كبير من المواطنين بالاحباط والاذى من القليل الذي انجز في العراق خلال السنوات العشر الماضية ومخاطر التعرض المستمر للتفجيرات التي تنفذها الجماعات الارهابية. واشار الى أن الملايين من العراقيين قد توجهوا الى صناديق الاقتراع بالرغم من التحديات الامنية وهبوا الى أداء هذه المسؤولية الوطنية والمشاركة الواسعة التي سترفع رصيد الشعب العراقي لدى شعوب العالم في الاحترام، حيث انها تمثل نمطاً متميزًا من الصبر والتحمل قل نظيره.
وبعد أن قدم الكربلائي شكر المرجعية الشيعية العليا للمواطنين لمشاركتهم الواسعة في الانتخابات، فقد أكد على ضرورة أن تكون هذه التجربة خطوة نحو التغيير المنشود نحو الافضل. ودعا المفوضية العليا للانتخابات التي ثمن دورها في الأداء وتحقيق انتخابات سلسة أن تراعي المهنية والحرفية والامانة بإحتساب نتائج التصويت مؤكدًا أن نتائج الاقتراع هي امانة في اعناق من تصدى لهذه المسؤولية.
وشدد الكربلائي على ضرورة المحافظة على الدقة والشفافية في عد الاصوات والاسراع بإعلان نتائجها منعاً للتزوير وقطعًا للطريق على بعض من يحاولون تغيير النتائج وتشكيك البعض الآخر في هذه النتائج .. واشار الى أن جميع العراقيين ينتظرون هذه النتائج كما هي على أمل التغيير نحو الافضل.
وثمن الكربلائي دور الاجهزة الامنية في حماية الناخبين ومراكز الاقتراع، وقال انها عملت ليلاً ونهارًا لضمان الامن المحيط بالعملية الانتخابية ودفعت الكثير من الضحايا، مشيرًا بالتقدير الى ذلك الشرطي في محافظة صلاح الدين (175 كم شمال غرب بغداد) الذي احتضن انتحاريًا وانفجر معه حين كان يروم تفجير مركز انتخابي.
ودعا ممثل المرجعية الشيعية العليا القوائم الفائزة التي تنافست في الانتخابات، وكذلك المرشحين الى الوفاء بالوعود والعهود التي قطعوها للناخبين خلال حملاتهم الدعائية، وأن يقابلوا تطلعات الشعب نحو التغيير الى الافضل بالاحترام والالتزام بأداء المسؤولية وأن يكونوا عند حسن ظن الناخب العراقي وتطلعه لتعزيز العملية السياسية لتكون الانتخابات وسيلة فاعلة للتغيير نحو الافضل والوصول الى الامل الذي ينشده الشعب العراقي الصابر المظلوم.
وفي وقت سابق اليوم بدأت في 60 مركزًا بعموم العراق، الجمعة، عمليات عد وفرز أصوات المقترعين في الانتخابات البرلمانية التي جرت الاربعاء الماضي وصوت فيها 12 مليون ناخب، بلغت نسبتهم 60 بالمئة من مجموع المواطنين الذين يحق لهم الاقتراع والبالغ عددهم 21 مليون شخص.
وتجري عمليات العد من قبل موظفي المفوضية العليا للانتخابات برفقة ممثلي الكيانات السياسية المتنافسة مع آلاف المراقبين المحليين والدوليين في مراكز العد والفرز وسط اجراءات امنية مشددة. ومن المنتظر ان يتم الاعلان عن النتائج الاولية للانتخابات نهاية الاسبوع المقبل، فيما تعلن النتائج الرسمية النهائية المصادق عليها بعد الانتهاء من حسم الشكاوى بعد شهر من يوم الاقتراع.
وتتم عملية العد والفرز الثانية هذه لنتائج التصويت للانتخابات النيابية في بغداد، والمحافظات في 60 مركزاً حددت من قبل مفوضية الانتخابات بعد أن جرت عملية عد تمهيدية في مراكز الانتخاب عقب اغلاق صناديق الاقتراع مساء الاربعاء يوم الانتخاب. وقد تم سحب الصناديق من محطات الاقتراع ووزعت على فرق العد والفرز المسؤولة عن ذلك، اما الصناديق التي عليها شكاوى سيوضع عليها شريط وعزلها لحين مطابقتها ومعرفة الشكاوى حولها، والتي بلغت لحد الآن 29 شكوى.