علمت "إيلاف" أن مطار الرياض سيشهد قبل التاسعة ليلًا بقليل، وصول رحلة على متنها عائد سعودي جديد، سهّلت له وزارة الداخلية إجراءات خروجه من سوريا باتجاه وطنه، بعدما قضى نحو خمسة شهور في أحضان الجماعات المقاتلة في بلاد الشام.


يوسف الهزاع: الشاب العائد اسمه نايف البلوي، ويبلغ من العمر 23 عامًا، قضى شطرًا منها وهو يتيم الأب، وكان قبل نفيره إلى سوريا يدرس الهندسة المدنية في جامعة فهد بن سلطان في تبوك.

عبر تركيا

وبحسب المصادر نفسها، فإن عودة البلوي مرت بمخاض عسير، حتى تمكن من الهرب باتجاه الحدود التركية، قبل أن يشق طريقه نحو سفارة بلاده في العاصمة التركية أنقرة، التي استصدرت له جواز سفر جديدًا، وأنهت إجراءات سفره لعاصمة بلاده.

بدأت محاولات البلوي للعودة منذ المهلة التي طرحتها السعودية لجميع المقاتلين في الخارج، وكانت مدتها أسبوعين، وانتهت منذ نحو شهرين.

وتعثر مجيء البلوي في حينها بسبب الاحتياطات التي اتخذتها الجماعات المقاتلة هناك قطعًا لطريق المفكرين بالعودة إلى بلادهم من السعوديين، إذ نقلت هذه الجماعات مقاتليها السعوديين إلى مناطق في وسط وشرق وجنوب سوريا، بعيدًا عن مناطق الهرب السهلة نسبيًا على الجانب التركي.&

وشهدت الأيام الماضية جملة من أخبار العائدين من مناطق تسميها الحكومة السعودية "المناطق المضطربة"، وكان آخرها قبل يومين، إذ نقلت وكالة الأنباء السعودية الرسمية عن المتحدث الأمني في وزارة الداخلية قوله إن المملكة استعادت "اثنين من المواطنين المطلوبين للجهات الأمنية".

أضاف إن العملية تأتي ضمن "إطار الجهود الرامية إلى متابعة المطلوبين للجهات الأمنية خارج المملكة، والتنسيق القائم والمستمر مع الجهات المختصة" في الدول الأخرى.

العنزي والجهني
والمطلوبان هما عادل فليح سالم العنزي، وهو أحد المطلوبين ضمن قائمة 85 مطلوبًا صدرت قبل نحو خمس سنوات، وباسم محمد حامد الجهني، وهو ضمن قائمة& تضم 47 مطلوبًا صدرت بعد القائمة السابقة بسنتين.

وأعاد متحدث الداخلية السعودية مناشدته "كل المطلوبين والمغرر بهم ممن اتضحت لهم الرؤية حيال ما يراد بهم من رموز الفتنة والفساد العودة إلى رشدهم والكفّ عن الانسياق خلف من يسعى إلى استخدامهم أدوات".

يذكر أن الوزارة أصدرت لوائح عدة تتضمن أسماء العشرات من المطلوبين بتهمة الانتماء إلى القاعدة. وقد أسفرت موجة من الاعتداءات التي استهدفت عددًا من المنشآت الحيوية وأماكن سكن الأجانب ورجال الأمن عن عشرات القتلى في المملكة بين العامين 2003 و2006 خصوصًا.
&