قال وزير الدولة لشؤون الاعلام والاتصال الأردني، محمد المومني، في تصريحات صحافية، إن قرار حكومة بلاده طرد السفير السوري لا يعني قطع العلاقات مع سوريا، وأن بإمكان دمشق تسمية سفير في أي وقت تريد.


عمان:& قالت الحكومة الاردنية إن السفارة السورية في عمان ستظل مفتوحة، وتعمل كالمعتاد، موضحة أن بإمكان دمشق تعيين سفير جديد لها في عمان، واكدت أن قرار طرد السفير السوري من عمان "لا يعني بأي حال قطع العلاقات مع سوريا".
&
ونقلت صحيفة "الرأي" اليومية الحكومية عن وزير الدولة لشؤون الاعلام والاتصال محمد المومني قوله إن "قرار الحكومة اعتبار السفير السوري في عمان شخصاً غير مرغوب فيه، والطلب منه مغادرة المملكة خلال 24 ساعة، أمر يتعلق بشخص السفير نفسه جراء خروجه السافر والمتكرر عن الاعراف الدبلوماسية بالاساءة للاردن والدول الشقيقة والتشكيك المرفوض والمدان بالمواقف الاردنية".
&
واضاف المومني الناطق الرسمي باسم الحكومة أن "هذا الامر لا يعني بأي حال قطع العلاقات مع سوريا الشقيقة، وأن دمشق تستطيع تسمية سفير في أي وقت، فضلاً عن أن السفارة السورية في عمان مفتوحة وتعمل كالمعتاد".
&
واكد أن "لا تغيير على سياسة الاردن وموقفها ازاء سوريا والاوضاع فيها منذ بداية الازمة، والداعي الى اهمية التوصل الى حل سياسي يضمن أمن وأمان سوريا ووحدتها الترابية بمشاركة كافة مكونات الشعب السوري".
&
وطردت الحكومة الاردنية الاثنين السفير السوري في المملكة بهجت سليمان بسبب "إساءاته المتكررة" الى الاردن. ورداً على الخطوة، قررت "الحكومة السورية اعتبار القائم بأعمال السفارة الاردنية في دمشق شخصًا غير مرغوب فيه"، بحسب بيان للخارجية السورية بثه الاعلام الرسمي.
&
رد السفير المطرود
&
وأتهم السفير السوري المطرود من عمان بهجت سليمان الثلاثاء الحكومة الاردنية بمقاطعته ومضايقته وغلق الابواب بوجهه طيلة السنوات الثلاث الماضية، أي منذ اندلاع النزاع في سوريا منتصف آذار/مارس 2011. وكتب سليمان في صفحته التي اطلق عليها إسم "خاطرة أبو المجد" عبر موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) أن "مشكلة الحكومة الاردنية، هي مع اعتراض السفير السوري على موقفها العدائي تجاه سوريا".
&
واضاف "ثلاث سنوات حتى اليوم لم تترك الحكومة الاردنية جسرًا مع السفارة السورية إلا وقطعته ولم تترك بابًا إلا وأغلقته ولم تترك مسربًا لمضايقة السفير ودبلوماسيي السفارة إلا وسلكته (...) ولم يترك الاعلام الاردني الرسمي وشبه الرسمي تهمة او رسمًا مقذعًا إلا وألصقه بالدولة الوطنية السورية".
&
وتابع أن "الحكومة الاردنية لم تكتفِ بمختلف صنوف الاحتضان والتدريب والايواء والدعم الذي قدمته لآلاف الارهابيين المتأسلمين وتأمين وصولهم الى الداخل السوري لقتل الشعب السوري بل تريد من السفير السوري أن يشكرها على ذلك، وان يبارك خطواتها الميمونة في الانخراط الكامل مع اعداء سوريا، الذين سموا انفسهم اصدقاء سوريا".
&
ترحيب
&
ووجه سليمان الشكر الى الشعب الاردني مؤكداً أن "السفير لم يحظَ طيلة السنوات الخمس التي قضاها في عمان إلا بمنتهى الحب والود والتقدير والاحترام من اغلبية الشعب الاردني". ورحب حزب جبهة العمل الإسلامي، الذراع السياسية للاخوان المسلمين، وابرز احزاب المعارضة في الاردن، الثلاثاء، بقرار طرد السفير السوري، معتبرًا أنها "خطوة مقدرة وصحيحة رغم أنها جاءت متأخرة".
&
ونقل موقع جماعة الاخوان على الانترنت عن القيادي في الحزب محمد الزيود أن "تجاوزات السفير سليمان كانت تمثل تعدياً على السيادة الاردنية"، مشيرًا الى أنه "لم يترك مكوناً من مكونات الشعب الأردني الا وأساء اليه". ودعا الزيود الحكومة الاردنية الى "عدم السماح باجراء الانتخابات الرئاسية السورية على الاراضي الاردنية، كونها تمثل اختطافاً لإرادة الشعب السوري (...) وإجراؤها يتضمن اعترافاً بالقاتل الأسد رئيساً".
&
ويأتي قرار طرد السفير السوري بعد نحو عشرة ايام على موافقة الحكومة الاردنية على مشاركة السوريين المقيمين فيها، في الانتخابات الرئاسية المقررة في الثالث من حزيران/يونيو، والتي يتوقع أن تبقي الرئيس الاسد في منصبه. وتنظم عملية التصويت في السفارة في 28 ايار/مايو. ويستضيف الاردن أكثر من 600 الف لاجىء سوري مسجلين. وتقول السلطات الاردنية إنه يضاف الى هؤلاء، نحو 700 الف سوري يقيمون على اراضيها منذ ما قبل النزاع.