فشلت محاولات حثيثة بذلتها الحكومة المصرية في وقف بيع تمثال "سخم كا" الفرعوني، والحجة هي أن المتحف البريطاني الذي يعرضه للبيع بحاجة إلى المال.


لميس فرحات من بيروت: أعلنت دار مزادات كريستي البريطانية عن بيع تمثال "سخم كا" الفرعوني، على الرغم من الكثير من الاعتراضات والرفض، سواء من جهة مصر أو جمعيات حماية الآثار.

ولم تكشف الدار عن هوية المالك الجديد، ما يثير مخاوف من أن ينتهي التمثال في إحدى المجموعات الخاصة.

وسيباع تمثال "سخم كا" بقيمة 16 مليون جنيه استرليني، على الرغم من الحملات الأثرية في بريطانيا ومصر لرفض بيع التمثال، الذي خرج من القاهرة منذ أكثر من 160عامًا.

سخم كا

التمثال لكبير الكتبة في الأسرة الخامسة بالعصر الفرعوني، التي استمرت في الدولة الفرعونية القديمة من سنة 2300 إلى 2400قبل الميلاد، ما يعني أن عمر التمثال يقدر باكثر من 4500 سنة، وهو مصنوع من الحجر الجيري الملون بارتفاع 75 سنتم وعرض 29,5 سنتم.

وكان "سخم كا" كاتبًا من كتاب الديوان الملكي، وتظهر تحت قدميه زوجته وهي تمسك بساقه، في لفتة ترمز إلى عطف وحنان الزوجة، فيما يقف على الجانب الاخر من التمثال ابنه "سخم نفر"، وهو يحمل زهرة اللوتس، رمز النهضة.

وأتى هذا التمثال في الأصل إلى بريطانيا على يد الماركيز نورثهامبتون، خلال أسفاره إلى مصر في العامين 1849 و1850، وقدّمه إلى متحف نورثهامبتون في العام1880.

ويقال إن الماركيز الذي اشترى التمثال عاد لبريطانيا في العام 1850، والقى محاضرة حول التمثال في الاجتماع السنوي لمعهد الاثار في اكسفورد، لكنه توفى بعدها بستة اشهر ليرث التمثال ابنه شارلتون ثم الماركيز نورثهامبتون من بعده، وهو اليوم يعرض في المزاد من دون اي اكتراث بحق مصر في ملكيته.

فشلت الجهود

فشلت الحكومة المصرية متمثلة في وزارتي الخارجية والآثار والسفارة المصرية بلندن، في وقف بيع التمثال.

وقبل البيع، أدان السفير المصري بلندن أشرف الخولي بيع التمثال معتبرًا أنه "مخالف لقانون الآثار المصرية والممتلكات الثقافية".

وقال: "ينبع اعتراضنا من مبدأ أساس هو كيف يمكن للمتحف بيع قطعة في مجموعته بينما ينبغي أن تكون معروضة أمام الجمهور؟ نحن قلقون من أنه قد يتم نقل هذه القطعة إلى مجموعة خاصة".

وذكرت صحيفة "نورساوزهامبتون" اللندنية التي تنشر أخبار المتحف وصالة مزادات كريستي، أنالتمثال تم بيعه في آخر 5 دقائق من إغلاق المزاد، حيث قفز سعره من 3 مليون إسترليني إلى 14 مليون إسترليني.

لم يطلبه أحد

حمّلت حملة "هنرجع آثارنا" المصرية وزارة الآثار مسؤولية بيع التمثال. وقال مؤسس الحملة عمر الحضري أنالمسؤولين بالوزارة يعلمون بعرض التمثال للبيع منذ أكثر من عام، ولم يتخذوا إجراءات حاسمة لوقف البيع.

وقالت سو إدواردز، من حملة "أنقذوا سخم كا": "هذا اليوم هو أحلك يوم في التاريخ الثقافي للمدينة، فالسلطة المحلية أخطأت جدًا لكننا سنواصل كفاحنا لإنقاذ التمثال".

بدورها، أعلنت دار كريستي انها ستكشف تفاصيل المالك الجديد لتمثال "سخم كا" في وقت لاحق.

وقال مدير مجلس المتحف، ديفيد ماكينتوش: "هذا التمثال كان بحوزتنا وفي ملكيتنا لأكثر من 100 عام، ولم يطالب أحد به، ولم يكن قطعة مهمة في مجموعتنا".
أضاف: "نريد توسيع متحفنا، لذلك نحن بحاجة إلى جمع الأموال".