تعتقد هيلاري كلينتون في نجاحها خلال مسكها ملف الدبلوماسية الأميركية في تفكيك ارث إدارة جورج بوش الابن، رغم اعترافها بانتكاسة في سوريا وليبيا. وتعتقد أيضا في تقبّل الأميركيين اليوم لإمرأة في الرئاسة.


إسماعيل دبارة من تونس: قالت وزير الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون، المرشحة لانتخابات الرئاسة المقبلة في الولايات المتحدة، إن مواطني بلدها باتوا أكثر تقبلا لفكرة تولي إمرأة الرئاسة.

وقالت كلينتون في رد على سؤال لصحيفة (لوموند) الفرنسية حول تقبل الأميركيين لها كرئيسة، إنها تتمنى ذلك، سواء كانت هي رئيسة أو أي إمرأة أخرى.

وأكدت أن الأميركيين باتوا منفتحين على هذه الفكرة، ولا مانع لديهم بعد أن تولت الإناث الرئاسة في 49 بلدا، على حد تعبيرها.

ولم تستغرب كلينتون المفارقة في كونها حظيت بشعبية غير مسبوقة في الولايات المتحدة، عندما كانت وزيرة للخارجية، قبل أن تتعرض لانتقادات واسعة عندما قررت الترشح للرئاسة.

ولم يسبق لإمرأة تولي الرئاسة في الولايات المتحدة، في حين تروّج الصحف الأميركية بين الفينة والأخرى ما يفيد بأنّ "المزاج الأميركي العام يرفض تولي إمرأة هذا المنصب المهم".

(لوموند) استغلت وجود هيلاري كلينتون في فرنسا، للترويج لكتابها الجديد "الخيارات الصعبة" وهو عبارة عن مذكرات أفردت فيها قسما واسعا لقضايا الشرق الأوسط خلال مسكها ملفّ الدبلوماسية مع الرئيس أوباما، لتسألها عن إنجازاتها وخيباتها.

وكتاب هيلاري كلينتون يتناول تجربة الأعوام الأربعة التي أمضتها في منصب وزيرة الخارجية كما ناقشت فيه خلافاتها مع أوباما بشأن تسليح المعارضة السورية، وخفايا اعتداء بنغازي، الذي يحمّلها خصومها الجمهوريون مسؤولية وقوعه.

انجازاتها

تقول هيلاري كلينتون إنّ أبرز انجاز يُحسب لها عندما كانت وزيرة لخارجية القوة العظمى في العالم، هو "استعادة صورة أميركا بعد ثماني سنوات من ادارة بوش".

وقالت انها عندما تولت حقيبة الخارجية، كانت البلاد تواجه أزمة اقتصادية خطيرة، وكانت واشنطن غارقة في مستنقع حربين (العراق وأفغانستان)، وكانت على وشك فقدان دعم الأصدقاء الأوروبيين، وتتعرض لتجاهل الحلفاء في آسيا.

وقالت إن أوباما عيّنها لانه كان يرغب في التفرغ لمشاكل الاقتصاد الأميركي: "عملت بجد لتنفيذ مفهوم القوة الذكية لإنهاء مفهوم "القوة الغاشمة"& والتي كان فريق بوش يطبّقها من جانب واحد".

وتمضي قائلة وهي تعدد ما تعتبره انجازات لها: "تمكنتُ من إنشاء تحالف دولي لفرض عقوبات على إيران بعد عمل شاق نظرا لمعارضة الروس والصينيين وجزء من الأوروبيين، وقضيت سنة ونصف السنة أبحث عن توافق للآراء في هذا الملف، بهدف جلب الإيرانيين إلى طاولة المفاوضات. وسعيت أيضا إلى التفاوض على وقف إطلاق النار في غزة، وخلقت قنوات حوار مع بورما، ما أدى إلى إصلاحات رئيسة، وتعمقت في عهدي علاقتنا مع الصين، كما قمت بإصلاح وزارة الخارجية لجعلها أكثر مرونة، وفاعلية، وأكثر استجابة، وشجعت المرأة في إدارتي".

إنتكاسات في ليبيا وسوريا

سألت (لوموند) كلينتون عما يمكن أن تأسف لأجله خلال 4 سنوات في الخارجية، فأجابت بلا تردد: "قطعا سوريا، فما يحدث الآن هو ما أراد الأسد وروسيا أن يحدث".

وتضيف: "الأسد لم يحارب الارهابيين، ومازالت السلطة بعد أن قمع المتظاهرين السلميين، والجهاديون يسيطرون الان على مناطق واسعة من سوريا، ويتم تجاهل ونسيان المعارضة المعتدلة، ولا مساعدات لها".

وتتأسف هيلاري كلينتون كذلك على مقتل السفير كريستوفر ستيفنز يوم 11 سبتمبر 2012 في اعتداء لجهاديين على القنصلية الأميركية في بنغازي في ليبيا.

وقالت: "مقتله خسارة شخصية كبيرة. فأنا من ارسلته إلى بنغازي خلال الثورة الليبية. واقترحته سفيرا".