تدور بين الاوساط الشعبية في بغداد احاديث عن انصياع رئيس الوزراء نوري المالكي لكلمة "ارحل"، التي قالها مناوئوه، مؤكدين أن على الجميع فتح صفحة جديدة من اجل أن يتعافى العراق.


&بغداد: يتحد العديد من العراقيين في مجالسهم الخاصة والعامة عن مرحلة ما بعد نوري المالكي، لأنهم واثقون من أنه سينصاع أخيرًا لكلمة "إرحل"، مؤكدين أن التغيير السياسي ضروري في هذه المرحلة العصيبة التي يمر بها العراق، بعد أن وصلت الخلافات بين مكوناته إلى درجة عالية من الخطورة، يراها اشد المتفائلين موجعة ومؤسفة. ويردد البعض أن من كان يريد المالكي رئيسًا دائما لمجلس الوزراء فليعلم أن المالكي سيرحل، وان شاء فليرحل معه. ومن يريد العراق فليعلم أن العراق باق، وعليه أن يبقى مع العراق، موضحًا أن العملية السياسية ماتت، بينما العراق حي لا يموت.
ويؤكد المواطن العراقي من وراء هذه الاحاديث انه يشعر بالخوف من التداعيات التي تحصل سياسيًا وعسكريًا، والاشكالات التي تحصل في حياته اليومية التي يشاهد فيها صراعات السياسيين تشتد على المناصب، فيما البلد يقترب من الهاوية.
&
مرحلة تصحيح جديدة
أكد أمير علي حسين، طالب في جامعة بغداد، أن العراق يحتاج إلى تغيير سياسي لفتح صفحة جديدة، وقال: "الافضل للعراق في هذه المرحلة أن يكون هناك تغيير سياسي كبير وواضح، وأن تتجدد دماء الحكومة عسى أن تأتي بجديد، فالعراق ليس بحاجة إلى مشاكل اكثر من هذه المشاكل التي يحاول البعض استغلالها من اجل تقسيم العراق".
واضاف: "أنا شخصيًا أرى أن على التحالف الوطني رمي الكرة في ملعب الاخرين حين يقوم باستبدال المالكي حتى لا يترك لهم حجة للقيل والقال وتمزيق البلد".
تقول الموظفة فاطمة فاضل، فقد أكدت أن هناك مالكيين أكثر من المالكي، وهم الذين يتسببون له بالاذى، وقالت: "هناك نائبتان في البرلمان، هما اللتان تؤثران في احوال المالكي النفسية والمعنوية، حتى لو كانت لديه الرغبة في التنحي، وهاتان هما حنان الفتلاوي وعالية نصيف، فهما مالكيتان اكثر من المالكي نفسه، انا ارى أن افضل الحلول الآن هو تنحي المالكي، لان الكثير من الاطراف يجد أن المشاكل بسبب وجوده، وهناك مثلًا من يسمي الجيش العراقي بجيش المالكي، واذا ما تنحى المالكي سنرى كيف يتصرف اعداؤه، ولو كنت مكان المالكي لرحلت واسترحت".
&
العراق أغلى
اشار الموظف الحكومي سيف سعد إلى انه لا يفهم شيئًا مما يحدث، لأن المناصب تعمي العيون. وقال: "الكل يتحدث عن المالكي ويريده أن يرحل، الا جماعته في دولة القانون، المستفيدين من وجوده، وعلى الرغم من صعوبة الوضع في العراق، ليمنح المالكي الفرصة لغيره، عسى أن تنتهي اسطوانة طائفية المالكي وتهميش السنة وظلم الاكراد".
أضاف: "احب المالكي، لكني احب العراق اكثر، وعليّ أن اقتنع أن المالكي اذا رحل لن يرحل العراق معه، واطمئن نفسي إلى أن الامور ربما تعود إلى حال افضل لأن هناك من يكره المالكي لشخصه فقط".
وقال الصحافي مرتضى اليوسف: "بقي المالكي ام رحل، فلن يعود العراق كما كان للأسف الشديد، فالوضع تبلور بشكل واضح، وما يحصل اجماع لكل القوى السنية التي تعمل على الارض لازاحة حكم الشيعة بالقوة، وهذا ما يحصل على الارض، حيث اجتمعت فصائل متعددة وتشكلت أخرى حديثة في مؤتمر عمّان، وخلصت إلى القول انها تسعى إلى اجتثاث كل مشارك بالعملية السياسية".
اضاف: "هذا يمثل فريقًا وهو الفريق الذي يملك سلاحًا ودعمًا، وفي المقابل هناك حكومة ولديها جيش ومتطوعون وقوات، وبالنتيجة ما نشهده هو تصادم مسلح لا ينتصر فيه أحد، وسيكون الخاسر هو العراق، فالمسألة ليست ببقاء المالكي او رحيله، والوضع لن يستقر حتى لو تنحى، المشكلة هي في الميدان".
&
النموذج المالكي&
اما الكاتب ورئيس تحرير جريدة العربية عبد الرضا الحميد فقال: ليس المالكي سوى وريث واحد من ورثة عهد العراق الاميركي، عهد بريمر ورامسفيلد والمحافظين الجدد، فإن ذهب المالكي فثمة أكثر من مالكي يدرج مدرجه في حفظ النص الاميركي لمسرحية العراق ويركب مركبه في تنفيذ ما اؤتمر به قبيل تسليمه رئاسة الحكومة".
أضاف: "بعيدا عن التوصيفات التي يتداولها الاعلام، اي احد من اقطاب العراق سيتحول إلى مالكي آخر بمجرد وصوله إلى عرش الحكومة، فالمطلوب الان اميركيًا هو النموذج المالكي لابقاء العراق على سطح صفيح ساخن، يتم تحته البحث عما يسمونه بخروج العراق من عنق زجاجته، وهم الآن يتداولون النموذج اليوغسلافي واحدًا من الحلول المجترحة".
تابع: "قيض للمالكي أن يكون صانع ازمات من طراز فذ، وسيقيض لبديله او بديل بديله استكمال هذا الدور حتى نهاية الشوط، والمطلوب الان نفير عراقي يتجاوز الهوية الطائفية او العرقية او الشوفينية او الثأرية، وينطلق تحت شعار (من كان يحب العملية السياسية فانها قد ماتت ومن كان يحب العراق فان العراق حي لايموت)".
&
&