اكد الرئيس الفلسطيني انه "لن ينعم احد في العالم بالسلام ما لم ينعم به اطفال غزة"، مشددا ان السلطة الفلسطينية ستلاحق مرتكبي "الجرائم" ضد الشعب الفلسطيني.

رام الله: افاد دبلوماسيون ان الاردن عرض الثلاثاء على مجلس الامن الدولي مشروع قرار يدعو الى "وقف فوري لاطلاق النار يتم احترامه بالكامل" بين اسرائيل وحركة حماس، فضلا عن رفع الحصار الذي تفرضه اسرائيل على قطاع غزة.

واوضح الدبلوماسيون انه لم يتم تحديد اي موعد حتى الان للبدء بمشاورات حول هذا المشروع الذي قدمه الاردن العضو في المجلس باسم المجموعة العربية في الامم المتحدة.
ويطلب المشروع الذي حصلت فرانس برس على نسخة منه انسحاب الجيش الاسرائيلي من قطاع غزة واعادة فتح المعابر في شكل دائم على قاعدة اتفاق يعود الى العام 2005، ويرحب ايضا بجهود الوساطة التي بذلتها مصر.

وفي انتظار التوصل الى وقف لاطلاق النار، يطلب المشروع "اتخاذ كل التدابير الضرورية لحماية المدنيين، وخصوصا وضع حد فوري للاعمال العسكرية الثأرية (من جانب اسرائيل) وللعقوبات الجماعية وللاستخدام المفرط للقوة بحق السكان المدنيين الفلسطينيين".

ويندد المشروع "باي عنف ضد المدنيين واي عمل ارهابي"، ويؤكد "القلق البالغ للمجلس حيال الخسائر الكبيرة" التي تسبب بها الهجوم الاسرائيلي "بما في ذلك في صفوف الاطفال".
ويدعو "جميع الاطراف الى الوفاء بالتزاماتهم استنادا الى القانون الدولي"، وخصوصا اتفاق جنيف (1949) حول حماية المدنيين في زمن الحروب، والى الامتناع عن اي خطوة من شانها "زعزعة استقرار الوضع في شكل اكبر".

ويشدد ايضا على ضرورة الاسراع في تقديم مساعدة انسانية للفلسطينيين ومضاعفة الجهود للتوصل الى تسوية شاملة بين الاسرائيليين والفلسطينيين تقوم على حل الدولتين.

وحتى الان، نجح مجلس الامن في التفاهم على بيانين اصدرهما باجماع اعضائه في 12 و20 تموز/يوليو، داعيا الى وقف اطلاق النار في غزة وتحييد المدنيين.

وخلال جلسة مناقشة للوضع في غزة الثلاثاء، جدد ممثل فلسطين لدى الامم المتحدة رياض منصور دعوة المجلس الى تبني قرار "من اجل وقف العدوان (الاسرائيلي) ورفع الحصار (عن غزة) وتوفير حماية دولية للشعب الفلسطيني".

القيادة الفلسطينية تدعو لهبة جماهيرية

قالت القيادة الفلسطينية إن مطالب غزة بوقف العدوان ورفع الحصار بكل أشكاله هي مطالب الشعب الفلسطيني بأسره، وهي الهدف الذي تكرس القيادة الفلسطينية كل طاقاتها من أجل تحقيقه.

وأشادت القيادة في بيان صدر عنها عقب اجتماع عقدته برئاسة الرئيس محمود عباس، تلاه أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه، الليلة، بالصمود العظيم لشعبنا، وبالمقاومة الباسلة ضد جيش الاحتلال الذي يرتكب المذابح والجرائم المتواصلة، وإن شعبنا بأسره داخل الوطن وخارجه يقف بصلابة جنبا إلى جنب مع غزة هاشم وشعبها المقدام الذي ينزف في كل ساعة دفاعا عن الوطن الفلسطيني وحقوق الشعب والمشروع الوطني الفلسطيني.

ودعت القيادة الفلسطينية إلى عقد اجتماع فوري لقادة العمل الوطني الفلسطيني من خلال الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية في القاهرة، من أجل تعزيز وحدة الصف الوطني تحت لواء منظمة التحرير الفلسطينية.

ودعت القيادة الفلسطينية "إلى أوسع تحرك شعبي متواصل تعبيرا عن وقوفنا الثابت مع غزة البطولة، ومقاومتها الباسلة ضد جيش العدوان وإجرامه المتواصل، وقالت: نحن على ثقة بأن غزة لن تنكسر في ظل التفاف كل شعبنا معها ودعمها لجميع الوسائل حتى يعرف الغزاة بأن كل شعبنا العظيم بجميع فئاته وفصائله وقواه داخل الوطن بأكمله وخارجه لن يترك غزة وحدها ولن يسمح للعدوان المجرم بان يستفرد بها".

عباس يغير لهجته

وفي تطور جديد بدا الرئيس الفلسطيني محمود عباس اكثر حزما خلال خطابه الذي القاه مساء الثلاثاء،&وقال في كلمة خلال اجتماع طارئ للقيادة الفلسطينية بث مباشرة عبر تلفزيون فلسطين "لن ينعم احد من هذا العالم بالسلام والاستقرار ما لم ينعم بهما اطفال غزة والقدس والضفة بل اطفال فلسطين في كل مكان".

واضاف عباس "سنذهب لكل مكان لوقف العدوان (على قطاع غزة) وسنلاحق كل مرتكبي الجرائم ضد ابناء شعبنا مهما طال الزمن".

وشدد عباس "يجب اخراج القضية الفلسطينية من اي تجاذبات ايا كانت لان نقطة دم واحدة لطفل فلسطيني اغلى من كل شيء".

واضاف "لا نملك قوة الطائرات والمدفعية ولكننا نملك قوة الحق والعدل ونحن اصحاب حق وحق تاريخي".

وتشهد غزة نزاعا دمويا خلف منذ بدء العملية العسكرية الاسرائيلية في 8 من تموز/يوليو 620 قتيلا في الجانب الفلسطيني، معظمهم من المدنيين، وبينهم عدد كبير من الاطفال، في القطاع الذي تحكم اسرائيل حصاره.&

استمرار المفاوضات مع حماس

واعلن مسؤول في حركة فتح الثلاثاء ان المفاوضات تتواصل مع حركة حماس بهدف التوصل الى تهدئة بين اسرائيل والحركة في قطاع غزة.

ووصل عزام الاحمد الثلاثاء مجددا الى القاهرة حيث قد يلتقي وزير الخارجية الاميركي جون كيري الذي يقوم بمساع مماثلة من اجل وقف اطلاق النار.

ورفضت حماس الاسبوع الفائت مبادرة مصرية للتهدئة مشترطة رفع الحصار الاسرائيلي عن قطاع غزة وفتح الحدود مع مصر والافراج عن معتقلين.

والتقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل الاثنين في الدوحة حيث دعوا الى انهاء "العدوان الاسرائيلي" على القطاع ورفع الحصار.
واوضح الاحمد ان السلطة الفلسطينية اوصت بان تلحظ المبادرة المصرية خمسة ايام من المفاوضات بعد وقف اطلاق النار.

واذ اكد ان حماس "لا تزال متمسكة بموقفها"، وتدارك "لكننا وافقنا على مواصلة التواصل معهم بحيث قد نتمكن من التوافق على نص نهائي".

ورفضت السلطات المصرية اي تعديل لمبادرتها التي تلحظ وقفا لاطلاق النار قبل البدء بمفاوضات غير مباشرة. لكن مسؤولين اميركيين رافقوا وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى القاهرة لم يستبعدوا امكان تعديل المبادرة لضم حماس اليها.

الاسرة الدولية تخلفت عن واجباتها

ومن جانبه، اعلن ممثل فلسطين لدى الامم المتحدة رياض منصور الثلاثاء امام مجلس الامن ان "الاسرة الدولية تخلفت عن واجبها حماية المدنيين في اوقات الحرب" في اشارة الى ضحايا الهجوم الاسرائيلي على غزة.

وفي خطاب مؤثر عرض منصور صور الجرحى الفلسطينيين في غزة وعدد اسماء حوالى خمسين طفلا فلسطينيا قتلوا في القصف الاسرائيلي.
وقال وهو يحاول حبس دموعه "هذه وجوه ضحايانا معظمهم من الاطفال. لسنا ارقاما نحن بشر".

واضاف ان "الاسرة الدولية تخلفت عن واجبها حماية المدنيين في اوقات الحرب وفشلت في تطبيق القانون".

ودعا مجددا مجلس الامن الدولي الى تبني قرار "لوقف العدوان ورفع الحصار (الاسرائيلي عن غزة) وتامين حماية دولية للشعب الفلسطيني".

وراى ان جهود الوساطة الحالية يجب الا تمنع مجلس الامن من "تحمل مسؤولياته لوقف المجازر بحق الرجال والنساء والاطفال الأبرياء".

ووفقا لدبلوماسيين يعمل الاردن العضو في المجلس على صياغة مشروع قرار قد يوزع الثلاثاء على الاعضاء الاخرين لدرسه.

ويدعو النص "الى وقف دائم لاطلاق النار" في غزة ورفع الحصار الاقتصادي الاسرائيلي. وبانتظار التوصل الى وقف لاطلاق النار يشدد مشروع القرار على اتخاذ "تدابير لحماية المدنيين" وتامين مساعدة انسانية بشكل عاجل للفلسطينيين.

وبعد كلمة منصور اكد معاون ممثل اسرائيل ديفيد رويت ان اسرائيل "تاسف لسقوط ضحايا مدنيين" وتحاول تفادي حصول ذلك. واتهم مجددا حماس باستخدام المدنيين "كدروع بشرية".

وقال "لم نختر هذه الحرب (...) لكنها خيارنا الاخير" مؤكدا ان حماس "اطلقت 12 الف صاروخ وقذيفة منذ 10 سنوات" على اسرائيل. واضاف "انه تهديد مباشر لن نعتاد عليه ابدا (...) لقد جرتنا حماس الى هذا النزاع".

وتابع "ان الخسائر المدنية الفلسطينية نتيجة مباشرة لقرار حماس في الاستمرار في القاء صواريخ على اسرائيل"، الامر الذي رفضه العديد من ممثلي الدول العربية.

وفي هذا السياق، اتهم السفير السعودي لدى الامم المتحدة عبدالله المعلمي اسرائيل باستخدام شعار الدفاع عن النفس "كذريعة لشن حرب ابادة على الشعب الفلسطيني".

وندد السفير المصري معتز خليل ب"الاستخدام غير المتكافىء للقوة" من جانب الجيش الاسرائيلي، داعيا "جميع من لم يوافقوا بعد على المبادرة (المصرية للتهدئة) الى اعادة النظر في موقفهم".

وفي بداية النقاش المخصص للوضع في الشرق الاوسط استعرض الامين العام للامم المتحدة بان كي مون جهود وساطته متوجها الى المجلس عبر دائرة الفيديو المغلقة من رام الله.
وقال "اعتقد وامل في ان تفضي هذه النقاشات الى نتيجة وتنهي المعارك في مستقبل قريب" مشددا على "العقبات العديدة وصعوبة" الوساطة.

ودعا ايضا الدول الاعضاء في الامم المتحدة الى ان تتصرف بسخاء لتلبية النداء الذي وجهته منظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الاونروا لجمع 115 مليون دولار للفلسطينيين في غزة.