&
اتخذت ألمانيا قرارها بمكافحة جواسيس أميركا وبريطانيا، ومعاملتهم كجواسيس روسيا والصين، بعد سلسلة الفضائح التجسسية الأميركية والبريطانية على الدولة الألمانية.

&
قررت المانيا التجسس على جواسيس الولايات المتحدة وبريطانيا في اراضيها، لأول مرة منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية في العام 1945. وبناء على هذا القرار، ستكون الولايات المتحدة وبريطانيا مشمولة باجراءات مكافحة التجسس في الأراضي الالمانية، مثلهما مثل روسيا والصين.&
ونقلت صحيفة زود دويتشة تسايتونغ الالمانية عن مصدر قريب من حكومة المستشارة انغيلا ميركل قوله إنه من الضروري أن ترسل المانيا "إشارة قوية" إلى الحلفاء. ويأتي هذا القرار غير المسبوق ردًا مباشرًا على سلسلة من الفضائح الجاسوسية، هزت العلاقات الاميركية والبريطانية مع المانيا منذ العام الماضي.
&
صفعة قوية&
واعطت حكومة ميركل الضوء الأخضر لمراقبة الجواسيس الاميركيين والبريطانيين في المانيا عقب ادانة عميلين مزدوجين بالتجسس لصالح الولايات المتحدة، داخل المنظومة الأمنية الالمانية.&
وكانت العلاقات متأزمة اصلًا بعد أن اتضح أن الولايات المتحدة وبريطانيا تستخدمان أسطح سفارتيهما في برلين "محطات تنصت" للتجسس على الحكومة الالمانية، وان وكالة الأمن القومي الاميركية كانت تتنصت على هاتف المستشارة ميركل واتصالاتها.&
وطلبت المانيا من رئيس محطة وكالة المخابرات المركزية الاميركية مغادرة اراضيها في صفعة لا نظير لها في العلاقات بين دول حليفة. لكن الاجراءات الجديدة تمضي شوطًا أبعد، وتنهي عقودًا من التعاون الاستخباراتي تعود إلى فترة الحرب الباردة، عندما كانت مخابرات المانيا الغربية وبريطانيا والولايات المتحدة تعمل معا ضد الاتحاد السوفياتي.&
ومن الآن فصاعدًا، ستكون عمليات الاجهزة الاستخباراتية الاميركية والبريطانية في الأراضي الالمانية خاضعة للرقابة واجراءات جهاز الاستخبارات الداخلية لمكافحة التجسس.

تحت الطاولة
وكانت المانيا اعربت عن استيائها الشديد لاستبعادها من اتفاقية عدم التجسس المتبادل، التي وقعتها الولايات المتحدة مع بريطانيا وكندا واستراليا ونيوزيلندا، أو ما يُعرف باسم "اتفاقية العيون الخمسة"، ورفض الولايات المتحدة طلب ميركل عقد اتفاقية مماثلة مع المانيا.&
وهناك دلائل على أن المانيا إذ تتخذ اجراءات صارمة في العلن ضد جواسيس حلفائها الاميركيين والبريطانيين في اراضيها فانها وراء الكواليس تواصل محاولاتها لترميم العلاقات مع الولايات المتحدة.
وفي مؤشر إلى أن ادارة اوباما تأخذ غضب الالمان على محمل الجد، وصل إلى برلين رئيس موظفي البيت الأبيض دنيس ماكدونوغ ومستشارة وزارة الأمن الداخلي ليزا موناكو لاجراء محادثات خلال الايام الأخيرة مع مدير مكتب ميركل، وهو وفد رفيع على غير العادة.&
&