ارتفعت حصيلة القتلى في النزاع السوري المستمر منذ منتصف آذار (مارس) 2011 الى أكثر من 180 ألف شخص، بحسب أرقام جديدة للمرصد السوري لحقوق الانسان أصدرها الخميس.


بيروت: صرّح الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الخميس بان فرنسا سلمت قبل اشهر أسلحة لمقاتلين في المعارضة السورية "حوصروا" بين القوات النظامية ومقاتلي الدولة الاسلامية.

وقال هولاند خلال زيارة لجزيرة لا ريونيون ان هذه الاسلحة سلمت "قبل اشهر عندما كان مقاتلون للمعارضة السورية يواجهون في وقت واحد جيوش الديكتاتور بشار الاسد وممارسات المجموعة الارهابية التي تسمى الدولة الاسلامية".

وصرح للصحافيين "لم يكن في وسعنا ان نترك السوريين الوحيدين الذين يمهدون للديمقراطية (...) من دون اسلحة". وقال هولاند الذي كان لمح الى هذا الامر في حديث نشرته صحيفة لوموند الاربعاء، انه اتخذ هذا القرار "طبقا لتعهداته" و"لقواعد الاتحاد الاوروبي" مؤكدا ان فرنسا سلمت "جزءا من المعدات المسموح بها لهؤلاء المقاتلين" المعارضين السوريين.

واضاف "اليوم ما يحصل في سوريا فظيع. فمن جهة يواصل نظام بشار الاسد عمليات القصف والتنكيل (ومن جهة اخرى) الدولة الاسلامية وبينهما اولئك الذين كان يفترض ان يحضروا للمستقبل ووجدوا انفسهم بين فكي كماشة".

وتابع "بالتالي لا يمكننا وقف الدعم الذي قدمناه لهؤلاء المعارضين الذين يشاركون وحدهم في ارساء الديمقراطية". واضاف ان فرنسا "لا يمكنها القيام بذلك وحدها" بل "يجب القيام بذلك بالتعاون مع اوروبا والاميركيين".

وفي اشارة الى تسليم اسلحة فرنسية للقوات الكردية التي تحارب مقاتلي الدولة الاسلامية في شمال العراق قال هولاند ان "المفارقة هي ان الارهابيين افضل تسلحا من الدول التي تحاربهم". وقال هولاند ان "قافلة اولى وصلت" الى العراق. واضاف "كنا اول من زودهم بهذه المعدات" معتبرا ان باريس "قامت بواجبها".

واضاف ان فرنسا "جرت اوروبا مع قبول الان بلد مثل المانيا التي وافقت على تسليم" معدات و"العديد من الدول الاورويبة الاخرى" التي تستعد للقيام بذلك. ولم يعط المزيد من التفاصيل. وقال هولاند "من غير الوارد ان تستخدم هذه الاسلحة لقضايا غير" محاربة تنظيم الدولة الاسلامية، مذكرا بان عملية تسليم الاسلحة "تتم بموافقة سلطات بغداد لانه لا يجب ان نخلق اي نزعة انفصالية اضافية".

ضحايا النزاع

هذا وأصدر المرصد السوري لحقوق الإنسان أرقاما جديدة تفيد بارتفاع حصيلة ضحايا النزاع السوري إلى أكثر من 180 ألفا. وجاء في بريد الكتروني للمرصد انه وثق مقتل "180215 شخصا منذ انطلاقة الثورة السورية في 18 آذار (مارس) 2011، تاريخ ارتقاء أول شهيد في محافظة درعا، حتى تاريخ 20 آب (اغسطس) 2014".

والقتلى هم 58805 مدنيين بينهم 9428 طفلا و6036 أنثى فوق سن الثامنة عشرة، و68780 من عناصر قوات النظام والمجموعات المسلحة الموالية لها، و49699 من مقاتلي المعارضة. ويدرج المرصد بينهم عناصر "الدولة الاسلامية"، بالاضافة الى 2931 قتيلا مجهولي الهوية.

وينقسم مقاتلو المعارضة الى جنود منشقين ومدنيين حملوا السلاح ضد النظام ومقاتلين من جنسيات عربية واجنبية وجهاديين. ويبلغ عدد المقاتلين القتلى من جنسيات غير سورية، وغالبيتهم من الجهاديين في جبهة النصرة و"الدولة الاسلامية" وكتائب اسلامية متطرفة 16855.

كما اشار المرصد الى ان خسائر النظام تتوزع على الشكل التالي: 40438 من عناصر الجيش والامن، و25927 من اللجان الشعبية وجيش الدفاع الوطني، و561 عنصرا من حزب الله اللبناني و1854 مقاتلا من جنسيات غير سورية وغير حزب الله.

وعبر المرصد عن اعتقاده ان العدد الحقيقي للقتلى في صفوف الكتائب المقاتلة السورية والقوات النظامية اكثر من ذلك، لكن يصعب عليه توثيقها بدقة "بسبب التكتم الشديد من الطرفين على الخسائر البشرية". وكان المرصد اشار في حصيلة سابقة في تموز (يوليو) الى ان حصيلة القتلى تجاوزت 170 الف قتيل. ولا تشمل الحصيلة مصير الاف المفقودين في المعتقلات ولدى مجموعات مسلحة.

معارك الرقة

إلى ذلك، أسفرت المعارك العنيفة الجارية منذ يومين في محاولة الجيش السوري صد هجوم تنظيم "الدولة الاسلامية" على مطار الطبقة العسكري، معقل النظام الاخير في محافظة الرقة (شمال) عن مقتل نحو 18 عنصرا من الطرفين قبل عودة الهدوء الى محيطه ظهر الخميس.

وذكر المرصد السوري لحقوق الانسان في بريد الكتروني "لقي 11 مقاتلا على الأقل من تنظيم الدولة الإسلامية مصرعهم خلال الاشتباكات مع قوات النظام والمسلحين الموالين لها والتي استمرت منذ ليل أمس وحتى صباح اليوم في محيط مطار الطبقة العسكري".

ووسط استمرار الاشتباكات العنيفة بين مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية وقوات النظام، قام انتحاريان بتفجير نفسيهما في عربتين مفخختين في محيط المطار "ما ادى الى مقتل ما لا يقل عن سبعة عناصر من قوات النظام والمسلحين الموالين لها".

وقامت القوات النظامية خلال هذه المعارك التي تحاول فيها صد هجوم التنظيم على مطار الطبقة العسكري، معقلها الاخير في المحافظة، بشن غارات جوية في محيط المطار ومناطق تمركز تنظيم "الدولة الاسلامية" وقصفها بالبراميل المتفجرة بالمدفعية و3 صواريخ من نوع سكود" بحسب المرصد.

الا ان المرصد اشار الى ان "الهدوء يسود الان في محيط مطار الطبقة العسكري، فيما "تسمع أصوات قذائف بين الفينة والأخرى". ويسيطر تنظيم "الدولة الاسلامية" على مجمل محافظة الرقة وعلى اجزاء واسعة في شمال وشرق سوريا، كما يسيطر على مناطق شاسعة في العراق المجاور.

وكان تنظيم "الدولة" تمكن من طرد قوات النظام من موقعين عسكريين مهمين في محافظة الرقة، اللواء 93 والفرقة 17 في تموز/يوليو، بعد معارك قتل فيها اكثر من مئة جندي سوري. وعمد النظام على الاثر الى شن حملة قصف عنيف غير مسبوق على مواقع "الدولة الاسلامية" في الرقة ومناطق اخرى في سوريا.

ويخوض مقاتلو المعارضة السورية المناهضون لنظام بشار الاسد معارك ضارية ضد "داعش" - الاسم المختصر سابقا للتنظيم - في مناطق عدة من سوريا. وكانت المعارضة تقول ان "داعش" من صنيعة النظام، وانه "صادر الثورة السورية" بسبب جنوحه نحو التفرد بالسيطرة وممارساته المتطرفة من قتل وذبح وتكفير في حق كل من يعارضه.