تبذل مصر جهودا حثيثة من أجل عودة إسرائيل والفلسطينيين إلى المفاوضات من جديد، وبحث إمكانية وقف إطلاق النار في غزة، والدخول في هدنة طويلة، تمهيداً لإجراء مفاوضات حول مختلف القضايا. وبدأت في توجيه دعوات جديدة للطرفين الفلسطيني والإسرائيلي للعودة إلى طاولة المفاوضات غير المباشرة، التي يقودها رئيس جهاز الإستخبارات المصري اللواء محمد فريد التهامي.


القاهرة: عقد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، لقاءاً مع نظيره الفلسطيني محمود عباس، "أبو مازن"،& في القاهرة، بحثا خلاله الأزمة الفلسطينية والهجمات على قطاع غزة، وقال أبو مازن في أعقاب إنتهاء الاجتماع إن مصر سوف توجه الدعوة إلى الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، لإستئناف المفاوضات، مشيراً إلى أن التفاوض سيكون على أرضية المبادرة المصرية لإيقاف إطلاق النار. ولفت إلى أنه تحدث مع قادة حماس، مؤكداً لهم أن المبادرة المصرية هي الأساس والوحيدة الموجودة في الميدان، ولن يستطيع أي طرف آخر القيام بالدور المصري. وأفاد بأن حماس اقتنعت بذلك، ووافقت على أن تكون مصر راعية للمفاوضات، برغم الحساسية بين مصر وحماس،& التي لا يمكن تجاهلها. على حد قوله.

ولفت إلى أن الأهم هو إيقاف إطلاق النار، مشيراً إلى أن باقي المطالب يمكن بحثها لاحقاً، ونبه إلى أن إسرائيل لا تعترف بحكومة المصالحة الفلسطينية، ونوه بأن الفصائل الفلسطينية بحاجة إلى المزيد من الوقت من أجل رأب الصدع.

وبدأت مصر إجراءات مخاطبة الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي، للعودة إلى طاولة المفاوضات، ووقف إطلاق النار، وبحث الدخول في هدنة طويلة بمكن تثبيتها مستقبلاً.
ويقود اللواء فريد التهامي رئيس جهاز الإستخبارات المصرية، المفاوضات غير المباشرة. وقال السفير مصطفى عبد المجيد، مساعد وزير الخارجية السابق، إن مصر لا يمكن أن تتخلى عن دورها تجاه القضية الفلسطينية، مشيراً إلى أن هذه القضية من أولويات الأمن القومي المصري والعربي.

وأضاف لـ"إيلاف" أن "مصر لم تتوقف لحظة عن إجراء الإتصالات السياسية مع مختلف الأطراف العربية والدولية إضافة إلى الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، من أجل إيقاف الهجمات على قطاع غزة، لاسيما أنها تعلم جيداً أن هناك أطراف دولية على رأسها الولايات المتحدة الأميركية تبارك العدوان على قطاع، لأنها تعتبر أن حماس منظمة إرهابية".

وتوقع أن يثمر لقاء السيسي وأبو مازن عن لم شمل الفصائل الفلسطينية من جديد، وعودة الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي إلى طاولة المفاوضات، كما توقع أن يتسم موقف الطرفين بالمرونة، لاسيما أن كلاهما يتعرض لضغوط شديدة من قبل الرأي العام لديه لإنهاء الحرب. وأضاف أنه يجب على حماس وإسرائيل أن يدركا أن المفاوضات الحالية الهدف منها إيقاف نزيف الدماء، وتثبيت إطلاق النار، ثم تبدأ مفاوضات أخرى حول مطالب كل طرف.

المبادرة المصرية هي الأساس
وقال حازم أبو شنب، القيادي في حركة فتح، إن المبادرة المصرية هي أساس الحل في الأزمة الراهنة، مشيراً إلى أن الأطراف الفلسطينية متمسكة بها. وأضاف ل"إيلاف" إن "مصر لا تقف على الحياد في العدوان على غزة، حسبما يروج البعض، بل تقف داعمة للقضايا الفلسطينية". ولفت إلى أن الخلافات في الحكومة الإسرائيلية وراء فشل المفاوضات، متهماً إسرائيل بتعمد إفشال المبادرة المصرية. ولفت إلى أن الوفد الفلسطيني الموحد لا توجد خلافات بين أعضائه، منوهاً بأن الوفد متمسك بمطالبه.


بان كي مون يثمن جهود مصر
وفي السياق ذاته، تلقي وزير الخارجية المصري، سامح شكري وزير الخارجية، اتصالا هاتفيا من سكرتير عام الأمم المتحدة بان كي مون، لبحث الهجمات على قطاع غزة. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية بدر عبد العاطي، إن بان كي مون اكد خلال الاتصال علة تثمينه الكامل للجهود المكثفة التي تقوم بها مصر من خلال طرح صيغ إيجابية بناءة و اتصالاتها المستمرة مع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي لتثبيت التهدئة بينهما والعودة الي المفاوضات غير المباشرة بينهما تمهيدا للتوصل الي وقف إطلاق نار دائم وشامل ورفع الحصار وفتح المعابر.

وأضاف أن "بان كي مون قدم للوزير المصري خلال اتصاله الشكر على المساعدات الانسانية التي تقدمها مصر للشعب الفلسطيني في قطاع غزة من خلال استمرار فتح معبر رفح. وأكد سكرتير عام الامم المتحدة انه سيواصل اتصالاته مع الأطراف المعنية ومع الأطراف الدولية الفاعلة لدعم الجهود المصرية في التوصل لوقف لإطلاق النار واستئناف مفاوضات السلام وإعادة إعمار قطاع غزة من خلال اجراء اتصالات مع الرئيس الفلسطيني ابو مازن ووزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري شركاء دوليين لضمان تضافر الجهود الدولية في دعم هذه الجهود المصرية وضمان ابداء المرونة الكافية من جانب الأطراف المعنية للتوصل الي اتفاق للتهدئة".

من جانبه، اكد وزير الخارجية المصري خلال الاتصال "استمرار الجهود والاتصالات المصرية لوقف نزيف الدم وحقن دماء الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطيني، وبما يضمن عودة الأطراف المعنية للمفاوضات غير المباشرة ويسمح بالتوصل لوقف لإطلاق النار ورفع الحصار الاسرائيلي عن قطاع غزة وعقد المؤتمر الدولي الخاص بإعادة إعمار غزة الذي تستضيفه مصر بالتعاون مع النرويج، وبما يفتح المجال امام استئناف مفاوضات السلام وفقا لمرجعياتها المتفق عليها".
&