حذرت القيادة الكردية في العراق من أن عدم ربط تنفيذ الاتفاقات التي ستنجم عن المفاوضات الجارية بين الكتل لتشكيل الحكومة الجديدة سيفشل الجهود الحالية لانقاذ العراق ودعت إلى اطلاق رواتب موظفي الاقليم ودعم البيشمركة ضد داعش ومساعدة النازحين فورًا... فيما طالب التحالف الشيعي الكتل بالإسراع في تقديم مرشحيها إلى الحكومة الجديدة.


لندن: دعا رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني إلى تنفيذ الاتفاقات التي ستنجم عن المفاوضات الجارية بين الكتل لتشكيل الحكومة الجديدة وإلى إطلاق رواتب موظفي الاقليم ودعم البيشمركة ضد تنظيم الدولة الإسلامية.

جاء ذلك خلال اجتماع عقدته القيادة الكردية في أربيل برئاسة رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني كُرس للاستماع إلى تقريرٍ من الوفد الكردي برئاسة هوشيار زيباري المكلف بالحوار مع التحالف الوطني الشيعي ورئيس الحكومة المكلف حيدر العبادي حيث أكد الحرص على إنجاح مفاوضات تشكيل الحكومة وعلى ايجاد ارضية ايجابية مع تمثيل المكون السني.

وأشار تقرير الوفد إلى أنه أكد خلال حواراته تلك الإشارة إلى ترابط المطالب والاشكاليات وانه ليس ممكناً عزل بعضها عن الآخر فالاستحقاق الاساسي، الذي ينبغي التأكيد عليه هو احياء السياقات الدستورية والالتزام بتطبيقها، دون تجزئة انتقائية، وإعادة تفعيل العملية الديمقراطية السياسية، وتكريس قيم المواطنة والشراكة والمصالحة المجتمعية الوطنية وتعبئة القوى الشعبية لمواجهة الإرهاب الذي تمثله الدولة الاسلامية "داعش" وإلحاق الهزيمة به.

وقد خَلُص الاجتماع مع الوفد المفاوض إلى ان المهم في عملية التغيير هو تجاوز عناصر واسس الازمات التي ادت إلى تدهور الاوضاع وانهيار الجبهة الامنية، إلى جانب كل ما تراكم من عناصر تآكل العملية السياسية والتجاوز على الدستور وتفكيك العملية السياسية.

وشدد على أنّه اذا لم تتوضح ملامح البرنامج الحكومي وترتبط بضماناتٍ مؤكدة للاتفاقات المبرمة فان مخاطر فشل المساعي الوطنية لانقاذ البلاد هي التي ستتحكم بسير الامور وتدفع في المحصلة النهائية إلى اجهاض الجهد الوطني وتصبح الحكومة القادمة رهينة لها.

وقالت القيادة الكردستانية في بيان عقب الاجتماع اليوم اطلعت على نصه "إيلاف" انها اذ تعبر بوضوح عن دعمها واستعدادها للمشاركة في انجاح تشكيل الحكومة وفق السياقات الدستورية، والعمل مع الشركاء من ممثلي المكونات الوطنية في تحويل المرحلة المقبلة إلى منصة لاستنهاض العراق وانقاذه من الازمة والتحديات المرتبطة بها فإنها تؤكد أنّ ذلك يتطلب الالتزام ببرنامج حكومي ملموس يستجيب للاستحقاقات التي تراها الكتل المعبرة عن الطيف العراقي بمكوناته وقواه الحية.. مشددة على أنّ هذا ضروري لانجاح الحكومة لتكون قادرة على إنهاء الوضع المتأزم المهدد بالمزيد من المخاطر.

وأشارت القيادة إلى انه بقدر تعلق الامر باقليم كردستان، فانها تؤمن بان تطبيق الدستور والسيرورة الديمقراطية يكتسب اهمية استثنائية للعراقيين، وان اطفاء فتيل الازمات التي ظلت تثار على الاقليم، إلى حد الحصار الاقتصادي عليه وقطع رواتب المواطنين في الاقليم، والسعي لاضعاف القدرات العسكرية للبيشمركة والامتناع عن صرف مستحقاتها، تشكل اولوية للمشاركة الفعالة في العملية السياسية والحكومة المقبلة.

وأوصت القيادة الكردستانية، وفدها المفاوض بالتحرك وفق الورقة التفاوضية لها والتأكيد على البرنامج الحكومي باطاره الديمقراطي الدستوري على أن تلتزم الحكومة امام البرلمان بالاستجابة لمطالب الشعب الكردستاني وتضمينها في البرنامج الحكومي.

وكمقدمة لذلك فقد طالبت القيادة الكردية بالاسراع فورا في اطلاق الرواتب المتراكمة للعاملين في الاقليم والمستحقات الاخرى وصرف الاموال المطلوبة لتغطية نفقات النازحين واحتياجاتهم الانسانية و
&دعم الجهد العسكري للبيشمركة في مواجهة داعش والارهاب بكل اشكاله وتجلياته.

التحالف الشيعي يدعو الكتل للاسراع بتقديم مرشحيها

ومن جهته دعا التحالف الوطني الشيعي الكتل السياسية إلى الاسراع بتقديم مرشحيها لوزارات الحكومة الجديدة. جاء ذلك خلال اجتماع للهيئة القيادية للتحالف واللجنة المُكلـَّفة بالتفاوض مع الكتل السياسيّة برئاسة إبراهيم الجعفريّ وحضور رئيس الوزراء المُكلـَّف حيدر العباديّ.

وناقش المُجتمِعون بحسب بيان صحافي تلقته "إيلاف" اليوم "الرؤى والأفكار التي تقدَّمت بها اللجنة المُكلـَّفة بالتفاوض والتي أعدَّتها وفق التصوُّرات الوطنيّة التي تضمن حقوق المُكوِّنات كافة بما يتفق مع الدستور العراقيِّ باعتباره الدعامة الأساسيّة لبناء الدولة".

وجرى الاتفاق خلال الاجتماع على المُضيِّ في مُواصَلة الحوارات مع الكتل السياسيّة لإنضاج ورقة وطنيّة تـُعتمَد في البرنامج الحكوميِّ للدورة المقبلة علاوة على مُطالـَبة الكتل كافة بالإسراع بتقديم أسماء مُرشـَّحيها لشغل المناصب الوزاريّة.

وفي وقت سابق طالب هوشيار زيباري رئيس الوفد الكردي المفاوض مع التحالف الشيعي& بضمانات لتنفيذ مطاليبه من الحكومة من "اصدقاء العراق" لتنفيذ البرنامج الحكومي. وأضاف في تصريحات ان الوفد الكردستاني عقد سلسلة من المباحثات مع التحالف الوطني الشيعي وتحالف القوى العراقية السني بالإضافة إلى ان حوارات مع ائتلاف الوطنية بزعامة أياد علاوي وشخصيات مهمة موضحا ان الوفد الكردي يحمل مطالب اقليم كردستان بكل مكوناته من الكرد والمسيحيين والتركمان.

وأشار زيباري إلى أن "وفدا سيذهب اليوم إلى اربيل لاطلاع القيادة الكردستانية على مفاوضات تشكيل الحكومة والمستوى الذي وصلنا اليه لتقييم الواقع السياسي". وشدد على ضرورة ان يكون هناك برنامج عمل والتزام علني وضمانات بتنفيذ البرنامج الحكومي من اصدقاء العراق.

وأكد زيباري ان "الجميع متفق على أن تكون الحكومية الجديدة حكومة وحدة وطنية وممثلة للقوميات والمكونات وان يشعر الجميع بأنه شريك" وأشار إلى ان ايًا من القوى السياسية لم ترفع سقف المطالب او يفترض مطالب تعجيزية.

وقدم السنة الأسبوع الماضي ايضا ورقة مطالب إلى العبادي تضمنت 18 فقرة من بينها إصدار العفو العام عن المعتقلين وتعديل قانون المساءلة والعدالة لاجتثاث البعث وتفعيل قانون مجالس المحافظات وكذلك ملف التوازن في مؤسسات الدولة إضافة إلى ضرورة أن تضم القيادة العامة للقوات المسلحة رئيس مجلس الوزراء ونوابه مع تفعيل قانون مجلس السياسات الاستراتيجية وإصلاح الملف القضائي وتشكيل قوات أمنية من أبناء المحافظات السّنية للدفاع عنها على أن تكون مرتبطة بوزارة الدفاع.

واليوم قال العبادي خلال مؤتمر صحافي إن الحوارات الجارية لتشكيل الحكومة مشجعة وايجابية وبناءة بعد قطع نصف المدة الدستورية لتشكيلها. وأضاف ان التحديات لاتزال موجودة في ظل المرحلة الماضية التي اتصفت بانعدام الثقة بين القوى السياسية.

ورفض العبادي بشدة السقوف العالية من المطالب التي تقدمها الكتل السياسية مشددا ايضا على رفضه ما اسماها بمحاولات لي الأذرع" في هذه المطالب موضحا عدم وجود اي فكرة لتشكيل الحكومة من قبل التحالف الوطني الشيعي وحده.

وكان الرئيس العراقي فؤاد معصوم كلف رسمياً في الحادي عشر من الشهر الحالي القيادي في حزب الدعوة الإسلامية حيدر العبادي بتشكيل الحكومة الجديدة خلفاً لرئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي الذي أعلن في الرابع عشر من الشهر الحالي سحب ترشيحه ودعم العبادي لتشكيل الحكومة الجديدة.