دعا رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، إلى قانون جديد من شأنه أن يمنح السلطات حق حجز جواز سفر أي مواطن بريطاني يُشتبه بنيته السفر للانضمام لتنظيم الدولة الإسلامية (داعش).


نصر المجالي: قدم كاميرون أمام مجلس العموم في جلسته، الإثنين، مجموعة من الإجراءات التي تهدف إلى منع المشتبه بضلوعهم بجرائم إرهابية من السفر إلى المملكة المتحدة، لافتا إلى أن مشروع القانون هذا سيتم تجهيزه ليدخل حيز التنفيذ على الفور.

قال كاميرون إن من المثير "للإشمئزاز والتقزز" أن نرى مواطنين بريطانيين وقد "أعلنوا ولاءهم" لمجموعات مثل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا.

بريطانيا تحظر موقتاً عودة الجهاديين الى أراضيها
عضو كونغرس: مئات الأميركيين مع داعش

القاعدة توصي جهاديي بريطانيا بشن هجمات أثناء صلاة الجمعة

وأضاف إن البلد يحتاج إلى مصادرة جوازات سفر المشتبه فيهم بالمشاركة في الإرهاب ومنع الإسلاميين المتشددين من العودة إلى بريطانيا.

صلاحيات جديدة

ومضى رئيس الوزراء البريطاني للقول إن هناك حاجة الآن لمنح الحكومة "صلاحيات محددة و سلطات تقديرية" لحرمان المشتبه فيهم بالمشاركة في الإرهاب من العودة إلى بريطانيا وذلك لملء ثغرة في الترسانة القانونية البريطانية حتى تكون قادرة على التعامل بشكل أفضل مع الإرهاب.

وتابع كاميرون قائلا "إننا سنطرح قوانين محددة تستهدف المشتبه فيهم بالمشاركة في الإرهاب...تمنح لجهاز الشرطة سلطة مؤقتة لمصادرة جوازات المشتبه فيهم بالإرهاب عند نقاط الحدود حتى يتمكن من التحقيق في الشبهة أو الشبهات الموجهة إلى الشخص المعني".

وأوضح كاميرون قائلا إن حكومته كانت قادرة على منع مواطنين أجانب أو مواطنين يحملون جنسية مزدوجة (بريطانية وأخرى) من العودة إلى بريطانيا لكنها لم تكن تملك الصلاحيات ذاتها فيما يخص المواطنين البريطانيين الذين يشكلون تهديدا للبلد.

حظر مؤقت

وقال رئيس الوزراء البريطاني إن مشاريع القوانين المقترحة تقضي بمنع المواطنين البريطانيين المشتبه فيهم بالإرهاب من العودة إلى بريطانيا لمدة معينة ولو أنه سيكون بمقدروهم الاحتفاظ بجنسيتهم البريطانية.

وأضاف ان على شركات الطيران أن تلتزم بقائمة الممنوعين من السفر وأن الشركات التي لا تلتزم بذلك سيتم منع رحلاتها من الهبوط على أرض المملكة المتحدة.

وكشف رئيس الوزراء عن صلاحيات جديدة تلزم شركات الطيران لتسليم قوائم المسافرين كما سيتم وضع قوانين جديدة لمنع الإرهابيين العائدين من إشاعة "الفوضى" في شوارع بريطانيا.

وأضاف كاميرون قائلا إن "التمسك بالقيم البريطانية ليس خيارا أمام الفرد. إنه واجب بالنسبة إلى جميع من يعيشون في هذه الجزر".

هزيمة التطرف

وقال كاميرون "إننا سنتشبث بقيمنا، سنهزم هذا التطرف في نهاية المطاف وسنؤمن طريقة عيشنا بالنسبة إلى الأجيال المقبلة".

وقال كاميرون إن التطورات في منطقة الشرق الأوسط خلال الشهور الأخيرة كان لها تأثيرات رئيسية على أمن بريطانيا علما بأن نحو 500 إسلامي بريطاني سافروا إلى العراق وسوريا لينضموا إلى تنظيم الدولة الإسلامية هناك.

وأضاف رئيس الوزراء البريطاني قائلا إن هناك حاجة أيضا لمراقبة المشتبه فيهم بالإرهاب داخل بريطانيا.

وقد رفعت الحكومة البريطانية درجة التأهب الأمني في صفوف أجهزتها الأمنية من درجة "مهم" إلى درجة خطير أو شديد جدا وهي ثاني أعلى درجة في مواجهة ما وصفته بالتهديد الإرهابي المرتبط بسوريا والعراق.

ويعتقد أن 500 شخصا على الأقل من المملكة المتحدة إلى ذهبوا للقتال في سوريا، ولكن العدد يمكن أن يصل إلى 2000 ويعتقد بعض قادة الامن أن 250 قد عادوا إلى ديارهم وقد تم غسل أدمغتهم لشن هجمات داخل الأراضي البريطانية.

كما يعتقد أن حوالي 20 مواطنا بريطاني أوقفوا من قبل السلطات التركية في بيوت آمنة بانتظار الحصول على تعليمات بالعبور إلى سوريا.

وتدرس أجهزة المخابرات ومكافحة الارهاب في بريطانيا حاليا سجلات دخول جميع البريطانيين إلى تركيا، ومضاهاة سجلات أولئك الذين غادروا، والمدد الباقية لبعضهم أو سجلات أولئك الذين تجاوزوا فترة تأشيرة الـ 90 يوما.&