بنغازي: قتل الخميس والجمعة&أحد عشر شخصا، بينهم داعية اسلامي ومواطن مصري قبطي، في مدينة بنغازي شرق ليبيا، نتيجة أعمال اغتيال متفرقة، بينما نجا اثنان من محاولة اغتيال في المدينة، التي تشهد انفلاتا أمنيا وأعمال قتل شبه يومية، بحسب ما أفادت مصادر طبية وأمنية وكالة فرانس برس.

وقال مصدر أمني إن "مسلحين مجهولين اغتالوا الداعية الإسلامي المعروف الشيخ نبيل ساطي مساء الخميس أمام مسجد قيس بن عمر في منطقة سيدي يونس وسط المدينة بعد إمامته للناس في صلاة العشاء".

وأوضح المصدر الذي طلب عدم ذكر اسمه أن "مسلحين ترصدا ساطي عقب خروجه من المسجد وأمطروه بوابل من الرصاص أمام مرأى ومسمع الجميع ولاذوا بالفرار". واكد مسؤول الإعلام في مستشفى الهواري العام هاني العريبي مقتله برصاصات عدة في الرأس والجسم.

والشيخ نبيل ساطي من مواليد العام 1977، وكان يشغل صفة رئيس قسم الشؤون الثقافية والدعوية في فرع وزارة الأوقاف الليبية في مدينة بنغازي. وكان خطيبا وإماما ومحفظا للقرآن الكريم في المسجد الذي قتل فيه. وساطي، الذي يعد من أبرز الدعاة الإسلاميين في الساحة الليبية، كان يقدم العديد من البرامج الدعوية الدينية في عدد من الإذاعات والشاشات الليبية، كما اشتهر خطيبا لساحة الحرية، التي شهدت اعتصامات ثورة شباط/فبراير من العام 2011، والتي سقط على إثرها نظام القذافي.

وقال المصدر الأمني إن مهاجمي ساطي اتجهوا بعد فرارهم نحو منطقة حي السلام، واغتالوا المواطن حسين فضل العبيدي، من دون ان يحدد الجهة التي ينتمي اليها. وأشار إلى أن "مسلحين آخرين قتلوا ليل الخميس - الجمعة المواطن أحمد الحسوني أمام بيته في منطقة راس عبيدة وسط المدينة"، بدون أن يحدد الجهة التي ينتمي اليها أيضًا، لكنه تبين عقب ذلك أنه يدير مقهى صغيرًا في المنطقة نفسها.

وتستهدف الاغتيالات شخصيات عامة ورجال قضاء وإعلاميين ورجال دين، لكنها تتركز على استهداف رجال الجيش والشرطة، حتى وإن كانوا متقاعدين أو خارج الخدمة.
والخميس أيضا قتل في ساعات مبكرة العقيد المتقاعد من الشرطة الليبية مسعود العبد العريبي نتيجة استهدافه من قبل مسلحين أمام مزرعته في منطقة أم مبروكة جنوب غرب مدينة بنغازي، وفق المصدر.

في سياق متصل لقي مواطن مصري مسيحي يدعى عادل اسحق شعبان حتفه عندما هاجمه مسلحون مجهولون داخل محل للحياكة يعمل فيه في وسط بنغازي. وقال شهود إن شعبان كان يعمل حائكا منذ نحو 20 عامًا في ليبيا، مرجحين سبب مقتله لديانته المسيحية. وسبق ان قتل اقباط مصريون في ليبيا. في السياق نفسه نجا المواطن زهير رمضان بوشويقير من الموت بعدما انفجرت عبوة ناسفة الصقت أسفل سيارته عقب نزوله منها بلحظات لزيارة والده المريض في المستشفى.

وقال مصدر في مركز بنغازي الطبي لفرانس برس أن "حالة إغماء أصابت بوشيقير نتيجة للفزع الذي أصابه من الحادثة". وفي حادثة اخرى أصيبت ضابطة في الجيش برتبة عقيد إصابة بالغة نتيجة استهدافها من قبل مسلحين صباح الجمعة في منطقة الحدائق وسط مدينة بنغازي. وقال المصدر الأمني عينه إن "مسلحين مجهولين أمطروا العقيد في الجيش فتحية الشعافي بوابل من الرصاص، ما تسبب لها باصابة بالغة في اليد والكتف والوجه".

ومساء الجمعة أيضا قتل عنصران من الجيش، أحدهما برتبة عقيد في الدفاع الجوي، والآخر يعمل ضابطا للرواتب في فرع الحسابات العسكرية لمناطق شرق ليبيا. وقال المصدر إن "مسلحين قتلوا العقيد في الدفاع الجوي فتحي عبدالسلام المسلاتي بالرصاص خلال تجوله في منطقة الكيش وسط مدينة بنغازي". وأضاف المصدر أن المسلحين قتلوا "ضابط الصف توفيق سالم العقوري عقب عودته من شرق بنغازي، حيث كان ينقل أموالا في شكل مرتبات في منطقة توكرة (70 كلم شرق)".

في سياق متصل، عثر مساء الجمعة على جثة أحد أفراد الشرطة في مديرية أمن بنغازي داخل سيارته في منطقة الكويفية شرق بنغازي بعدما فارق الحياة نتيجة لتلقيه رصاصات عدة في أنحاء متفرقة من الجسد، وفقا لما أفاد المصدر نفسه. وقال المصدر إن مواطنين "عثروا على جثة الشرطي حسام العرفي داخل سيارته بعدما أمطره مسلحون مجهولون بوابل من الرصاص في منطقة الكويفية (20 كلم شرق)".

إلى ذلك، قال المصدر أن مسلحين مجهولين اغتال مساء الجمعة أحد الإسلاميين من ذوي التوجه السلفي المعتدل في منطقة حي السلام، وهو الشيخ عبدالسلام المسماري، بعدما أمطروه بوابل من الرصاص. كما فارق الحياة متأثرا بجروحه أحد السلفيين المعتدلين، ويدعى الشيخ محمد خليفة قصيل، بعدما كان تلقى رصاصات عدة قبل ايام بحسب مصدر طبي.

واغتال مسلحون مجهولون ليل الأربعاء الخميس، في مدينة بنغازي شرق ليبيا، الرئيس السابق لركن السلاح الجوي في رئاسة الأركان العامة للجيش أحمد حبيب المسماري.
وتزايدت حدة عمليات الاغتيالات في مدينة بنغازي على مدى الأيام الماضية بعدما توقفت لأسابيع نتيجة للمعارك بين قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر ومجلس شورى ثوار بنغازي المتكون في مجمله من الإسلاميين.

ويقود حفتر معارك "كرامة ليبيا" ضد الإسلاميين في المدينة، فيما تعاني ليبيا من فوضى عارمة تصاعدت حدتها منذ شهر مع سيطرة ميليشيات مسلحة على العاصمة طرابلس ومدينة بنغازي، إضافة إلى فقدان السلطات الليبية زمام الأمور في تلك المدن التي تشهد اشتباكات شبه يومية مع قوات عسكرية وشبه عسكرية موالية للسلطات. ومساء الجمعة شنت مروحيات ومقاتلات سلاح الجو التابعة لحفتر غارات عدة، وصفها شهود بالعنيفة على مواقع يتمركز فيها الإسلاميون في مختلف ضواحي بنغازي بدون معلومات عن سقوط ضحايا.

وفي غرب العاصمة طرابلس تستمر المعارك بين ما يعرف بقوات "فجر ليبيا"، التي تعتبرها السلطات الليبية "جماعة إرهابية"، مع قوات لواء ورشفانة، وهي قوات مسلحة من قبائل منطقة ورشفانة التي تبعد 20 كلم جنوب غرب العاصمة. واعتبرت الحكومة الليبية في بيان الجمعة منطقة ورشفانة "منكوبة" داعية كل الأطراف الى التوقف عن القتال حفاظا على أرواح المدنيين.
&