تتسابق الجماعات الإسلامية المتطرفة على محاكاة داعش في أساليبه الهمجية، أو إقامة تحالف مباشر مع تنظيم يقول محللون إن اسمه أصبح المعادل الارهابي لعلامة تجارية ناجحة في الأوساط "الجهادية".


إعداد عبدالاله مجيد: ذبحت جماعة "جند الخلافة" في الجزائر الرهينة الفرنسي آرفي غوردان، وبايعت داعش. وفي بيان أخير، دعا ابو محمد العدناني، المتحدث باسم داعش، الجماعات الاسلامية في سيناء إلى تصعيد هجماتها ضد افراد قوى الأمن المصرية، بمهاجمة قواعدهم ودهم بيوتهم وقطع رؤوسهم.

لكن جماعة انصار بيت المقدس المتطرفة لم تكن بحاجة إلى من يحرضها على القتل والذبح، بل أعلنت مسؤوليتها عن قطع رؤوس&4 رهائن خطفتهم الشهر الماضي في بلدة الشيخ زويد شمالي سيناء قرب قطاع غزة. ونشرت الجماعة شريط فيديو لعملية اعدامهم الهمجية. وأكد مسؤولون أمنيون مصريون صحة الفيديو.

وكانت العلاقة بين الاسلاميين المتطرفين المصريين وداعش من بين القضايا التي بحثها وزير الخارجية الاميركي جون كيري حين زار القاهرة، في اطار تحشيد الدعم العربي والدولي للحملة الجوية بقيادة الولايات المتحدة ضد داعش.

يعير مهاراته

قال مسؤول اميركي رفيع لمستوى، رافق كيري في زيارته: "هذه الجماعات الارهابية بدأت تتعاون في ما بينها" مشيرًا إلى أن داعش يعير مهاراته المهنية لجماعة أنصار بيت المقدس. وتحدث محللون عن نشوء ظاهرة بين الجماعات الجهادية الصغيرة لمحاكاة داعش، الذي اثار اعجابها باستخواذه في غضون أشهر على مناطق شاسعة من الأرض في العراق وسوريا، كما على اهتمام العالم أجمع ايضًا.

ونقلت صحيفة لوس انجيليس تايمز عن اريك تريغر، الباحث في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، قوله: "هناك بكل تأكيد رغبة في المحاكاة، لكن أدلة كبيرة لم تتوافر على وجود تعاون نشيط حتى الآن".

وفي مصر يشير المسؤولون إلى أن الجماعات الاسلامية المحلية لا تختلف في نظرتها إلى داعش. وقال وزير الخارجية المصري سامح شكري إن لهذه المنظمات رؤية مشتركة، "ولا نعتقد أن هناك اختلافًا اللهم إلا في التكتيكات المستخدمة وطريقة تصوير نفسها أمام المجتمع الدولي".

300 مصري

لكن ارتباط الاسلاميين المصريين المتطرفين بداعش لا يقتصر على الرؤية المشتركة، بل يمتد إلى وجود مواطنين مصريين في صفوف داعش. ويقدر مركز دراسة التطرف في كلية كنغ في لندن أن هناك 300 مصري يقاتلون مع داعش. وتؤكد السلطات المصرية انه ليس هناك مقاتلون من داعش في مصر حاليًا، لكن احتمالات عودتهم إلى مصر في نهاية المطاف تثير القلق.

ولا يشكل المصريون النسبة الأكبر من المقاتلين العرب في صفوف داعش، بل يقدر مركز دراسة التطرف أن عدد التونسيين الذين انضموا إلى داعش يزيد 10 مرات على عدد المصريين. لكن ما نُشر على مواقع التواصل الاجتماعي من صور ظهر فيها مصريون يشاركون في فظائع داعش أحدث صدمة في المجتمع المصري عمومًا.

ولعل أشهر هذه الحالات فيديو الشاب المصري اسلام يكن، الذي نشأ في واحدة من أرقى مناطق العاصمة المصرية، ويتكلم الانكليزية بطلاقة، ودرس القانون في جامعة القاهرة. فقد نشر يكن على الانترنت صورًا وأشرطة فيديو عن حياته الجديدة مع داعش، يظهر في بعضها وإلى جانبه رؤوس مقطوعة.

في هذه الأثناء، تتلقى جماعة انصار بيت المقدس أسلحة فتاكة من نظيراتها الجماعات الاسلامية المتطرفة في ليبيا لتنفيذ هجمات تؤكد قدراتها الارهابية حتى من دون معونة كبيرة أو مباشرة من خبراء داعش في جز الرؤوس.