أثار تأجيل الإعلان عن نتائج التجارب في مسألة جهاز علاج الإيدز المصري سخرية عارمة على مواقع التواصل، مع تشكيك القيادات المصرية في أن يكون هناك مشروع مماثل أصلًا.

القاهرة: ما زال الجهاز الذي أعلن عنه الجيش المصري للعلاج من فيروس "سي" و"الإيدز" يثير الجدل في مصر، بعد التزام قادة الجيش الصمت، رغم حلول موعد الإعلان عن نتائج التجارب عليه اليوم 31 كانون الأول (ديسمبر) 2014.

بينما تطوع هاني الناظر، عضو اللجنة المشرفة على الجهاز، بالإعلان عن تأجيل الإعلان عن نتائج التجارب لمدة ستة أشهر أخرى. وتسبب تأجيل الجهاز المعروف شعبيًا وفي أوساط رواد مواقع التواصل الإجتماعي بـ"جهاز الكفتة" الكثير من السخرية، لكن الأخطر أنه وضع مصداقية القوات المسلحة المصرية على المحك.

صمت رسمي

لم تعلن القوات المسلحة المصرية بشكل مباشر ورسمي عن تأجيل طرح جهاز علاج الفيروس الكبدي الوبائي "سي" و"الإيدز" المعروف علميًا باسم "كومبليت كيور"، بل إلتزمت الصمت. إلا أن هاني الناظر، رئيس المركز القومي للبحوث الأسبق، وعضو اللجنة المشرفة على الجهاز، أعلن عن التأجيل عبر تدوينة له في موقع فايسبوك.

وقال: "بمناسبة ما يُثار هذه الأيام من تساؤلات حول علاج القوات المسلحة لفيروس سي، فإنني أود أن اذكر الجميع بأنه في 29 حزيران (يونيو) الماضي، فإن إدارة الخدمات الطبية عقدت مؤتمرًا، حضره أعضاء اللجنة الطبية التي شكلها وزير الدفاع لتقييم الجهاز، وأعلنت عميدة كلية طب قصر العيني السابقة الدكتورة مديحة خطاب أن اللجنة ارتأت استمرار تجربة العلاج بجهاز القوات المسلحة لمدة ستة أشهر أخرى تنتهي في آخر ديسمبر الحالي وبعدها يتم عرض النتائج على اللجنة العلمية، ولا يتم عرضها لوسائل الاعلام، ثم يلي ذلك طبقًا لقرار اللجنة متابعة وتقييم للمرضى الذين خضعوا للعلاج ستة أشهر أخرى تنتهي آخر مايو ٢٠١٥ وبعدها تعلن النتائج النهائية من قبل اللجنة وإدارة الخدمات الطبية".

أضاف: "التجارب التي تجرى على الجهاز تؤكد أنه يسير في الطريق الصحيح"، منوهًا بأن ادارة الخدمات الطبية بالقوات المسلحة هي المسؤولة عن الحديث عن الجهاز"، إلا أن الإدارة تلتزم الصمت، وترفض الرد على وسائل الإعلام.

لازم ياخذ حقه

من جانبه، قال مصدر عسكري في إدارة الشؤون المنعوية في الجيش المصري، لـ"إيلاف" إن التجارب جارية، وقال: "العملية مش لعبة، دي حياة ناس، والجهاز لازم ياخد حقه من التجارب، ومش كل حاجة الإعلام لازم يعرفها".

وقال محمد عوض، الأستاذ في المعهد القومي للكبد، إن البروتوكول العلاجي ينص على تناول المريض كبسولات كعلاج في العشرة أيام الأولى. ولفت إلى أن المرحلة الثانية تتطلب وضع المريض لمدة ساعة أو نصف ساعة على الجهاز يوميًا لمدة شهر، مشيرًا إلى أن التحقق من كفاءة جهاز الجيش المعالج للايدز وفيرس سى يتم عن طريق تحاليل "بى سى أر" لمدة 6 أشهر أخرى بعد تناول المريض للكبسولات، لتحديد مدى الاستجابة الكاملة للعلاج. ونبه إلى أن المرحلة الثانية تتطلب اجراء تجارب على 300 مريض.

وأضاف لـ"إيلاف" أن اللجنة المتابعة للجهاز، تتكون من أساتذة متخصصين في أمراض الكبد من الجامعات المصرية المختلفة، ومهمتهم تقييم المرحلة الثالثة من العلاج بالجهاز التي تتم الآن، مشيرا إلى أنه إذا ثبت نجاح هذه التجارب سيتم الاعلان عنها، وتكون دليلًا على نجاح الجهاز، موضحًا أنه اذا لم تتحقق النتائج المطلوبة من الجهاز فإنه سيتم الاعلان بحيادية تامة عن فشل العلاج في تحقيق نتائج حقيقية.

سخرية

ورفض يحيى الشاذلي، عضو اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، التحدث عن جهاز كومبليت كيور المخترع من قبل الهيئة الهندسية للقوات المسلحة لعلاج فيروسي سي والإيدز. وأضاف لـ"إيلاف" أن الكلام مؤجل لحين استخدامه. ونبه إلى أن المتحدث العسكري هو المسؤول عن التواصل الإعلامي بشأن الجهاز، إلا أنه شكك في قدرة هذا الجهاز على علاج مرضى "الإيدز" أو فيروس "سى".

وقال عمرو علي، المنسق العام لحركة 6 إبريل، لـ"إيلاف" إن الكرة الآن في ملعب القوات المسلحة صاحبة القول الفصل في تأكيد وجود الجهاز من عدمه، معتبرًا أنه "أكذوبة كبرى على الشعب". ودعا علي القوات المسلحة لتقديم الإعتذار للمصريين، بعد ضياع حلم الآلاف من مرضى فيروس سي في الشفاء من المرض.

وأثار تأجيل الإعلان عن نتائج تجارب الجهاز، والصمت الرسمي لوزارة الدفاع الكثير من السخرية في أوساط المصريين، وأطلقوا العديد من النكات عبر مواقع التواصل الإجتماعي، وقاد الإعلامي باسم يوسف عمليات السخرية، ونشر عبر صفحته بموقع تويتر مقطع فيديو من برنامجه ''البرنامج'' ضمن فقرة قدمها في شهر شباط (فبراير) الماضي بعنوان: "كبد وكفتة وصباع إيدز.. التلخيص في علاج الإيدز".

وكتب يقول: "شوفوا الفيديو وافتكروا اللي قالوا: موتوا بفيروساتكم، مش عايزين نسمع صوتكم، العلاج اللي يشكك فيه يبقى خاين". وأضاف: ''في انتظارك يا غالي .. تذكروا الإعلاميين والأطباء والمسؤولين اللي روجوا للعلاج''.

الصمت الضار

طالب محمد عبد العزيز عضو حركة تمرد، بمحاكمة المسؤول عن الجهاز، وكتب: "أعتقد أنه على القوات المسلحة كمؤسسة وطنية تحترم الشعب أن تبادر وتحيل اللواء عبد العاطي على المحاكمة العسكرية". وأضاف: "الصمت أكثر من ذلك يضر بصورة المؤسسة، وهذا ما لا نريده"، بينما كتب الناشط أبوبكر أبوالمجد: "الجيش أعلن عن تأجيل ظهور جهاز الكفته بتاع عبدالعاطي 6 أشهر كمان، يظهر أن اللحمة جملي".

وكتب مصطفى منصور: "شكلهم متعشمين أن عبعاطي يموت خلال فترات التأجيل دي ويقولوا أن هو اللى معاه سر الخلطة، عموما أطال الله بقاءه".

ومن ضمن التعليقات أيضًا: "كل ما تتزنق أجل"، "إديلو صباع كفتة"، "يا جماعة لسه بيحضروا ف الاسياخ لازم تصبرو عشان تاخدو حاجة نضيفة"، "إلى الان لم يطرح الجهاز ولن يعلن عنه لأنه طلع كفتة"، "كان عندو ايدز و راااااح يااااااح ههههههه"، "والله لو اجتمعو فطاحل وفلاسفة وعلماء والجهابزة الارض جميعا ماراح يقدرون يخترعون هذا الجهاز العجيب هههههه بس المصرين بيقدروا ههه اللهم ثبت علينا العقل والدين".