يؤكد خبراء الطيران أن معايير السلامة في الطائرات خارج ميدان المنافسة على الأسعار بين شركات الطيران، حتى الاقتصادي منها، لكن أكثر من نصف قراء إيلاف يقولون إن الطيران الاقتصادي أضعف أمان النقل الجوي.


بيروت: المنافسة في الجو على أشدها بين شركات النقل الجوي وبين شركات النقل الاقتصادي. فالمسافرون بدأوا يعتادون الطائرات الصغيرة، والمقاعد الضيقة غير الوثيرة، وشراء الوجبات، وما إلى ذلك، مقابل دفع ثمن مخفض للتذاكر، خصوصًا حيت يكون السفر عائليًا.&
&
مفهوم خاطئ
&
فهم يرضون بكل هذا، لكن أحدًا لا يرضى بأن يكون خفض التذاكر على حساب معايير الأمان، على الرغم من أن 57 بالمئة من قراء "إيلاف"، اي 640 من إجمالي 1114 مشاركًا في استفتائها الأسبوع الماضي حول هذا الشأن، قالوا إن تشغيل خطوط طيران إقتصادية أضعف أمان النقل الجوي، مقابل 43 بالمئة، أي 474 مشاركًا، رأوا خلاف ذلك.
&
قال عمر حلواني، المدير العام التنفيذي السابق لطيران ناس السعودي الاقتصادي، إن هناك مفهومًا خاطئًا لدى العديد من المسافرين عن الطيران المنخفض التكلفة، "إذ يُربط المسمى بخفض سلامة الطائرة والصيانة، وأنا أؤكد أن أفضل وآمن وأجود الطائرات في العالم والدول المتقدمة التي تستخدم هي طائرات شركات الطيران المخفض".
&
وأبان أن أنجح الشركات العاملة في الولايات المتحدة، البالغ عددها أكثر من 125 شركة طيران، هما الشركتان اللتان تعملان على نظام الطيران المنخفض التكلفة، حيث تسجل أعلى الربحيات.

إلا الأمان!
&
تقول خبيرة الطيران الأميركية ماري شيافو في حديث صحافي إن معايير السلامة واقعة خارج ميدان التنافس نهائيًا، والذي قد يشمل فرض بدل مادي مقابل الخدمات على متن الطائرة، وإجبار الطيارين على خفض سرعتهم للتخفيف من استعمال الوقود، أو حتى توظيف السيدات فقط لأن أوزانهن أقل، ما يساهم في توفير الوقود، وإلغاء البرامج الترفيهية، وفرض مبلغ إضافي مقابل استعمال البطانية، أو حتى وضع مقاعد إضافية من دون الاكتراث لراحة المسافرين.
&
تضيف: "كل هذا ممكن، بينما المستحيل التلاعب بمعايير السلامة من أجل تخفيض ثمن التذاكر، وفي كل الحوادث التي حصلت، لم ينبئ التحقيق بأن السبب كان تباخلًا في الأمان بسبب تخفيض ثمن تذاكر السفر، كما أن كل هذا الكلام نافل عند الحديث عن الشركات الكبرى، والناقلات الوطنية، لأنها تحافظ على مستوى معين من السمعة أولًا ومن راحة الركاب فيها ثانيًا".
&
شركات غير إقتصادية
&
بين الطائرات التي سقطت في العام 2014، وحدها آير آسيا كانت شركة طيران إقتصادية. وتوج سقوطها عامًا من أكثر الأعوام إزهاقًا للأرواح في سجل الطيران المدني، خلال العقد الأخير. مع ذلك، يقول خبراء إن سجل الأمان في صناعة الطيران يتحسن باطراد.&
&
وتؤكد الإحصاءات أن 2014 كان عامًا من التناقضات المأسوية، هيمنت عليه كارثتان ماليزيتان، وعدد محدود من الحوادث المرتبطة بحالة الطقس، ومع ذلك سجل عدد حوادث سقوط الطائرات مستوى منخفضًا قياسيًا. &
&
وقال هارو رانتر، مؤسس ومدير شبكة أمان الطيران التي تدير قاعدة بيانات مستقلة: "من اللافت للنظر أن 2014 شهد أقل عدد من حوادث طائرات الركاب في تاريخ الطيران الحديث، رغم أن إجمالي عدد الركاب في الطائرتين الماليزيتين، الرحلة 370 التي اختفت في 8 آذار (مارس) الماضي ولم يُعثر لها على أثر بعد، والرحلة 17 التي أسقطت فوق أوكرانيا في 17 تموز (يوليو) الماضي، بلغ 573 شخصًا".
&
سجل حافل
&
ووفقًا لصحيفة الحياة، سجل الطيران الماليزي أربعة حوادث تسببت بمقتل أكثر من 760 شخصًا، آخرها طائرة شركة أير آسيا وعلى متنها 162 شخصًا، بعدما طلب قائدها تغيير مسارها بسبب سوء الأحوال الجوية.
&
ولقي 18 شخصًا حتفهم إثر تحطم طائرة صغيرة مملوكة لـ"شركة الطيران النيبالية" في نيبال خلال شباط (فبراير)، بعد تعرضها لأمطار غزيرة ورياح شديدة، فقتل جميع ركابها وعددهم 15 شخصًا بينهم طفل، إضافة إلى أفراد الطاقم الثلاثة.
&
واختفت طائرة ماليزية عن شاشات الرادار &في 8 آذار (مارس) ولم يُعثر على حطامها حتى اليوم، وتزامن اختفاؤها مع إغلاق النظامين الرئيسيين للاتصال وتحديد المواقع عمدًا في الطائرة، وهو ما أثار علامات استفهام كثيرة حول مصير الطائرة.
&
وأُسقطت طائرة ثانية تابعة للخطوط الماليزية كانت متجهة من كوالالمبور إلى أمستردام بصاروخ أرض-جو على ارتفاع 10 آلاف متر فوق منطقة دونيتسك الأوكرانية، التي يسيطر عليها الانفصاليون، وكان على متنها أكثر من 300 شخص بينهم 23 أميركيًا.
&
ولقي 45 شخصًا حتفهم يوم 23 تموز (يوليو) في تايوان، وجُرح 11 آخرون في حادث تحطم طائرة تابعة لشركة ترانس آسيا التايوانية كانت تقوم برحلة بين مدينة كاوسيونغ في جنوب تايوان وجزيرة ماكونغ، بسبب سوء الأحوال الجوية. وفي اليوم التالي، سقطت طائرة جزائرية في مالي وعلى متنها 116 شخصًا. وحتى اليوم لم يتوصل المحققون لسبب واضح يفسر أسباب سقوط الطائرة.
&
وتحطمت طائرة إيرانية كانت تقوم برحلة داخلية في اتجاه مدينة طبس، شرق البلاد، بعد لحظات من إقلاعها من مطار مهراباد في طهران صباح 8 آب (أغسطس) بسبب عطل أصاب أحد محركاتها، فقتل 48 شخصًا بينهم ثمانية من أفراد الطاقم وسبعة أطفال كانوا على متنها.