بيروت: تحاول الدول الاسلامية إشاعة النظرة الصحيحة إلى الاسلام الوسطي والمعتدل، بالرغم من تفشي داء التطرف، إلا أن الاعتداءات الأخيرة، التي طاولت فرنسا، بالرغم من الرفض الجارف لنشر رسوم مسيئة للنبي، أعادت إلى الأذهان الشعور بالكراهية تجاه الاسلام كدين سماوي.
&
تحسّن
&
يرى نحو 47 بالمئة من الفرنسيين أن الاسلام بات اكثر انسجامًا مع قيم فرنسا مما كان عليه قبل سنتين، لكنّ الفرنسيين ما زالوا يعتبرون المسيحية واليهودية افضل منه على هذا الصعيد، بحسب استطلاع للرأي صدرت نتائجه الاربعاء، بعد ثلاثة اسابيع تقريبًا على الهجوم الذي استهدف أسبوعية شارلي إيبدو الفرنسية الساخرة بباريس.
&
لكنّ فرنسيًا واحدًا من كل ثلاثة يرى أن الاسلام يحمل في طياته بذور العنف وعدم التسامح، حتى لو كان يبشر بخلاف ذلك، كما اوضح الاستطلاع الذي اجرته مؤسسة ايبسوس في 21 و22 كانون الثاني (يناير) الجاري، على عينة تألفت من 1003 اشخاص، تفوق اعمارهم 18 عاماً، وذلك لحساب صحيفة "لوموند" واذاعة "اوروبا-1".
&
غير متسامح
&
وكشف استطلاع للرأي قبل عامين أن ثلاثة فرنسيين من أربعة كانوا يعتبرون أن الاسلام دينٌ غير متسامح، لا ينسجم مع قيم المجتمع الفرنسي، مقابل 26 بالمئة اكدوا العكس.
ولا بد أن ما حصل في "شارلي إيبدو" أثر بشكل عميق على الرأي الفرنسي العام، فرؤية الدم الفرنسي يراق بسبب شتم النبي والاساءة إليه برسومات ساخرة عبّأت الفرنسيين ضد الاسلام، إذ أعمى هذا الدم بصيرتهم، فلم يفرقوا بين الدين الاسلامي ومن يتلطون خلفه لتنفيذ مخططات إرهابية، يرفضها المسلمون أينما كانوا.
&
أقل انسجامًا
&
لكن اكثرية من المسلمين تعتبر اليوم أن الدين الاسلامي هو الاقل انسجامًا من بين الاديان التوحيدية الثلاثة مع القيم التي يجسدها النظام الديموقراطي والشعار الوطني "حرية، مساواة، أخوة".
&
ويرى 93 بالمئة من الفرنسيين أن الكاثوليكية تنسجم مع القيم نفسها، ويبدي 81 بالمئة منهم الرأي نفسه حيال الدين اليهودي، بينما يعبر 47 بالمئة فقط عن الرأي نفسه حيال الدين الاسلامي.
&
في المقابل، يرى 6 بالمئة فقط من الذين شملهم الاستطلاع أن "الاسلام دين مسالم، مثله مثل الأديان الأخرى، وأن الحركات الجهادية انحراف عن هذا الدين".
&
قمع وتشدد
&
بعد اعتداءات الأخوين كواشي وأحمدي كوليمالي بين 7 و9 كانون الثاني (يناير)، تزايدت في الاوساط السياسية والدينية الاصوات المطالبة بعدم الخلط بين الاسلام والتطرف.
&
لكن الحوادث المعادية للمسلمين في فرنسا بلغت ذروة غير مسبوقة منذ الاعتداءات الاخيرة، كما قال المرصد الوطني ضد الاسلاموفوبيا. واضاف: "الاعمال المعادية والشتائم والتهديدات بلغت 128 حالة في 2014، فناهزت تقريبًا ما حصل في 2013، الذي شهد 133 عملًا معاديًا للاسلام".
&
وهناك تسعة من كل عشرة فرنسيين يؤيدون مزيدًا من القمع والتشدد للافكار الجهادية. ويؤيد نحو 90 بالمئة نزع الجنسية عن الفرنسيين الذين يذهبون إلى سوريا من اجل الجهاد، ويعلن 89 بالمئة منهم انهم يريدون تقييد حرية الرأي على الانترنت في حالة الترويج للافكار الجهادية.
&