يحاول العلماء التوصل إلى طريقة مبتكرة لعلاج سرطان الدماغ من خلال زراعة أدمغة صغيرة، تربى من خلايا جلدية محولة إلى خلايا جذعية.

دبي: يبقى الدماغ، أهم عضو في الجسم، لغزًا كبيرًا، يقف الانسان عاجزًا عن فك أسراره، وعن فهم تطوره، والسبيل كي لا يضعف ويضمحل. وأحد أسباب عجز الانسان عن كشف هذه الأسرار هو إجراء أغلب البحوث في الدماغ البشري على أدمغة الحيوانات أو الموتى، ما لا يمثل طريقة عمل الدماغ البشري الحي بالدقة الكافية.

تطوير غير مألوف

اليوم، وفي تطوير غير مألوف، تمكن العلماء من زراعة أدمغة بشرية، أحدهم& الدكتور هاورد فاين، الذي يفتح الدماغ المزروع وينظر إليه تحت المجهر، "فنجده يحمل جميع مواصفات ووظائف الدماغ البشري"، وهو بين أوائل من استعملوا هذه الأدمغة وسيلة بحث لإيجاد علاج لسرطان الدماغ وألزهايمر.

أضاف فاين، الباحث في سرطان الدماغ: "هذا المرض هو أكثر نوع مميت من الأورام السرطانية التي تصيب الإنسان، وعلينا تحسين أدائنا لمعالجته، وأدركنا أن زراعة الأدمغة الصغيرة قد تكون طريقة أفضل بكثير لتوقع الأدوية التي ستكون فعالة على مرضانا، فهذه الأدمغة غير قادرة على التفكير، لكنها تكبر وتتفاعل مع الأدوية مثل حال الأدمغة الحية، حتى أن الأطباء قادرون على حقنها بخلايا سرطانية لرؤية كيفية تطوره في داخلها".

دماغ جنين

يستطيع فاين أن يستخلص خلية من جلد أي بشري وزرع أنموذج مصغر عن دماغه، وإحدى طرق زراعة الدماغ الصغير تتلخص في استئصال خلية جلدية من شخص بالغ، وتحويلها جينيًا لتصبح خلية جذعية، ثم وضعها في محلول يشبه الدم، ضمن حرارة تعادل حرارة الجسم البشري.

وبعد ثلاثة أسابيع، بحسب فاين، تحصل على هذه النتيجة، "وعندما تبدأ الأدمغة بالتكوّن، تكون مشابهة لدماغ جنين يبلغ من العمر 20 أسبوعًا، وهذه الأدمغة لن تصبح وحدات مستقلة قادرة على التفكير بحد ذاتها، ولن نحتج إلى القلق بسببها لدواعٍ أخلاقية أو غيرها".

وسرطان الدماغ تطبيق واحد من تطبيقات كثيرة تستفيد أبحاث علاجها من هذه الأعضاء المزروعة، إذ تستطيع المختبرات زرع أعضاء أخرى كالكبد والكلى والقولون والقلب. وتبحث الدراسات في أمراض مختلفة، من انفصام الشخصية إلى سرطان المعدة. ففي جامعة Yale، يتم استعمال هذه الأعضاء لدراسة أسباب التوحد.

أكبر تحدٍ لهذه التكنولوجيا هو ربط هذه الأعضاء والأنسجة المزروعة لتُكوّن أول أنموذج للجسد البشري المزروع في تاريخ الطب.
&