أعرب العديد من العراقيين عن اتفاقهم مع ما ذهبت اليه دراسة اصدرها طبيب نفساني عراقي بوصف السياسيين العراقيين بـ(المرضى نفسيًا)، مؤكدين على ان السنوات الثلاث عشرة اثبتت انهم لا يفقهون في السياسة وانهم صناع ازمات من الدرجة الاولى.


عبد الجبار العتابي من بغداد: استقبل العديد من العراقيين ما طرحه مؤسس ورئيس الجمعية النفسية العراقية الدكتور قاسم حسين صالح باعلان اتفاقهم معه في ما ذهب اليه من أن السياسيين العراقيين الذين تحكموا بمصير البلاد منذ عام 2003 الى الان (مرضى نفسيون)، ولا يصلحون للحكم ويعانون من عقد كثيرة، مشيرين الى تأييدهم لحكم الطبيب النفساني الذي اكد على ضرورة احالتهم الى مصحة نفسية للعلاج.
&
آراء مواطنين

يؤكد محمد جبار وهو طالب جامعي، أن سياسيي العراق ليس لهم مثيل، وقال: "انهم مرضى نفسيًا وجوعى وجشعون وخونة والا من اين أتى كل هذا الفساد والظلم والفقر، انهم لا يخافون الله ومن لا يخاف الله هو المريض النفساني الذي يريد ان يشرب دم الشعب ولا يبالي، وبالمختصر انهم ليس لهم مثيل بالكراهية والجشع".

اما جميل ابراهيم سائق سيارة اجرة، فقال: "انهم سبب خراب العراق ولا يخافون الله ولا رسوله فهم ظلموا الشعب كثيرًا، واذا بقوا فسوف يظلمونه اكثر لكنني ادعو الله ان يذلهم وينصر الشعب عليهم".

من جانبه، قال علاء الشمري موظف: "اعادوا العراق الى العصور الحجرية وسرقوا امواله وثرواته وجعلوا الشعب يئن من الفقر والامراض والعذابات ،هؤلاء يستحقون الرمي في مصحات للمجانين وجعل الشعب يتشفى بهم".
&
لصوص وسراق

الى ذلك، اكد النائب السابق الشيخ جمال البطيخ أن السياسيين لصوص وسراق وخونة بامتياز، وقال: "من خلال عملي معهم لدورتين برلمانيتين ودخلت الوزارة في الدورة الثانية واختصر في نقطة واحدة نقيس منها باقي النقاط تتمثل في الحسابات الختامية للموازنات وكيفية تجاوزها وعدم عرضها على البرلمان وتمر منذ السقوط ولحد الان ويفترض دستوريا عدم إقرار الموازنة الجديدة الا بعد اطلاع ممثلي الشعب على ابواب الصرف، ولو حصل ذلك لما حصل الذي حصل، والسؤال المهم من كان رئيس اللجنة الماليه في البرلمان؟ انه الدكتور حيدر العبادي الذي يعرف ابواب الموازنة، وهو من يشرف عليها لكن بالمقابل لم يطلب الحسابات الختامية وهنا بيت القصيد".

واضاف: "وصلنا للاجابة فالتوافق على التغطية وتبادل المظلات وتقاسم الغنائم، فالجميع يدلس بعدم المطالبة بالحسابات الختامية ويتفقون على تمرير الموازنة الجديدة لملء الجيوب من جديد وهكذا هم ساستنا في البرلمان والحكومة بهذا السلوك العقيم هدموا المجتمع والدولة لحساب احزابهم وكتلهم وحرموا العراق من فرصة البناء والاستثمار والتطور".

وتابع: "هم ليسوا مرضى انهم لصوص وسراق وخونة بامتياز ولم تفلح اعتراضاتنا داخل قبة البرلمان لان الكبار، عددهم يكفي لتمرير ما يريدون".
&
يعانون من ماضٍ بائس

يؤكد الكاتب علي حسين، مدير تحرير جريدة "المدى" أن هؤلاء السياسيين يعانون من ماضٍ بائس.

يقول: "الساسة العراقيون يعانون من الازدواجية في الشخصية ولهذا تجد التناقض ليس في تصريحاتهم وإنما في سلوكهم الشخصي، سياسي يؤدي الفرائض لكنه يحلل السرقة ويمارس الغش، تراه يتحدث عن الوطنية لكنه يتخذ قراراته بتوجيه من احدى دول الجوار".

واضاف: هناك مشكلة الثقة المفرطة في النفس التي يعاني منها معظم السياسيين، فهم يعانون من تضخم للأنا يؤثر على سلوكهم، هناك عقدة عند معظم السياسيين انهم يعانون من ماضٍ بائس ولانهم غير واعين فإن هذا يؤثر على سلوكهم في الكبر، لا يعني الفقر بأنه مشكلة في حياة الناس الذين يدركون وضعهم، لكن السياسي العراقي بسبب جهله يحاول الانتقام من هذا الماضي البائس".
&
شخصيات موتورة

يؤكد الاكاديمي في كلية الفنون الجميلة محمود موسى، على أنّ الكذب ابرز ما يميزهم، وقال: "لا نحتاج الى ذكاء كبير لنكتشف أن سياسيينا مرضى نفسيون فسلوكهم وتصريحاتهم تعلنان بوضوح عن ذلك فمعظمهم شخصيات موتورة وعدوانية واستحواذية تحاول استلاب المجموع لصالح الفرد بدوافع سادية غالباً ما تلتفع وتتخفى بغشاء أو غطاء المقدس لتضفي على ذاتها المريضة هالة تستقطب البسطاء والسذج ليكونوا صوتاً لهم ووقوداً لصراعاتهم مع الآخر الذي لا يختلف كثيراً عنهم".

واضاف: "لهذا ترى السياسيين العراقيين ينجحون في تسلق المناصب بسرعة لأنهم مجردون من أي كابح اخلاقي أو مبدئي أو عقلي، فالكذب هو ابرز ما يميز سلوكهم بل هو الاوكسجين الذي يمدهم بالبقاء لأطول مدة على مقاعدهم ومناصبهم".
&
نموذج قياسي للشخصية المختلة

من جهتها، تؤكد الكاتبة سوسن السوداني ان سياسيي العراق نموذج قياسي للشخصية المختلة.

تقول: "التناقض الجوهري مع الحياة والعيش في منطقة التاريخ، يحدث انفصامًا شيزوفرينيًا من خلال القبول باحكام منها زواج الطفلة بعامها التاسع واجازة كافة الاستمتاعات ولو بالرضيعة، كما انهم قد استبدلوا كل احكام الشرف التي تواضع عليها العالم وقصروها على شرف المرأة وامتناعها عن اقامة علاقات جنسية".

تضيف: "ينشرون قيماً اخلاقية وهم يمارسون اقذع الاعمال من سرقة للمال العام والرشوة والقتل وغيرها... ان سياسيي العراق نموذج قياسي للشخصية المختلة التي يصفها باقر ياسين بانها مكونة من ثلاثة عناصر هي : التناقض الداخلي والتسلط والدموية".
&
غير صالحين للعمل السياسي

يؤكد الناشط المدني والاعلامي حسين رشيد ان اعتبارهم مرضى نفسانيين قد يمنحهم البراءة.

يقول: "وجهة نظر محترمة من دكتور اختصاص بهذا الشأن، لكني اعتقد ان الامر هنا جمعي بالتالي قد تكون شهادة غير مقصودة بتبرئتهم من كل الآثام والجرائم التي ارتكبوها، والحرائق التي اشعلوها بقصد او بدون قصد، خاصة اذ ما علمنا أن القانون والمحكمة من الممكن أن تبرئ المجرم اذ اثبت انه يعاني من أمراض او عقد نفسية".

واضاف: "ارى ان الساسة بعضهم غير صالح للعمل السياسي، وهذا الغير الصالح لا يختلف بشيء عن بعض المنتجات التي يكتب عليها غير صالحة للاستهلاك البشري لما تلحقها من أضرار، وبعضهم مؤدلج برؤى طائفية وقومية ضيقة. وآخر يعمل حسب وصفة خارجية، وآخر لا يعي مفهوم السياسة وربما حتى يجهل تعريف المفردة. وقسم اخر ينتظر ما يقول السيد او الفقيه الديني / الطائفي. ربما هناك نسبة لا تتعدى 5% صالحة للعمل السياسي".
&
طائفيون

إلى ذلك، يشير الباحث والكاتب نبيل واديالى إلى تفاصيل اكثر بقوله: "لا شك ان هذا الكلام لا يصدر عن عالم نفساني دون ان يكون قد درس نماذج منهم دراسة سريرية واستطاع ان يخرج بنتائج صحيحة وعلمية، ان الحديث عن المرض النفسي للسياسيين العراقيين سيكون مرتبطا مثلا (بحجم الفساد والامتيازات والميل الى الطائفية او تبنيها لانها تخدم خططهم) الا ان ما ينطبق بالضرورة على سياسيينا لابد ان ينطبق ايضا على السياسيين الغربيين مثل سياسيي الولايات المتحدة الذين يتعاطون مع الازمات وتحويل هذه الازمات الى مصالحهم".

واضاف: "فالكل يعرف من الذي شجع ودعم الطائفية في العراق، الكل يعرف (الفرق القذرة) التي كانت تقتل من العراقيين سنتهم وشيعتهم واكرادهم ومسيحييهم وايزيدييهم بهدف اشاعة الحرب الطائفية والقومية لتخفيف الضغط على الجيش الاميركي، وهو ماحدث فعلا، كما ان الحرب الطائفية والقومية في العراق صارت مصدرًا مهمًا للمال بسبب الانفاق العسكري الكبير من كل الاطراف، صناعة داعش وتمويلها وتقطيع اوصال العراق، فما ينطبق بالضرورة على سياسيينا ينبغي ان ينطبق على من يسيطر على العالم ويصنع الازمات فيه،& سياسيونا هم جزء من منظومة الازمات هم يتصرفون على وفق سياق ادارة الازمات ولذلك وصفهم بأنهم مرضى نفسيون ينبغي ان يشمل كل من يقود ازمات العالم، وعلى رأسهم الولايات المتحدة والقوى الاخرى مثل اسرائيل والقادة الكرد وقادة تركيا وخصوصًا اردوغان وقادة ايران وقادة السعودية والاردن وقادة قطر السياسي العراقي وخصوصا قادة الكتل المهمة يتصرفون بموجب ما تمليه عليه مصالحهم مع وجود شعب غير قادر على الضغط عليهم لتحقيق المصالح العليا ورضوخه المستمر وضعفه في المواجهة وعدم وجود بدائل معروفة مشخصة تقود البلد الى التنمية وتحاوز الازمات، قادتنا السياسيون يتصرفون في حدود السياق العام للسياسة وجنونها ومصالحها".

وتابع: "اعتقد ان طلب الطبيب النفساني بإحالة السياسيين الى مصحة عقلية غير واقعي، فانت تراهم يتكلمون بطريقة طبيعية وحتى انهم&يتصرفون بطريقة طبيعية ربما باستثناءات قليلة مثل ما يعده البعض عدوانية حنان الفتلاوي بشأن القادة الكرد مع العلم أن بارزاني نفسه يتحدث بمثل هذه العدوانية ضد العرب، والدليل ما قاله بعد احتلال الموصل من ان العراق قبل احتلال الموصل هو ليس العراق ما بعد احتلاله وكأنه كان ينتظر على احر من الجمر مجزرة كبيرة مثل ما حدث في الموصل وسبايكر رغم ان مثل هذا التصريح خطير وجارج ويعبر عن عدوانية ازاء العرب او لجوء احد حمايات كاظم الصيادي لاطلاق الرصاص على يليغ ابو ككل، اذ ان هذا التصرف عدواني بامتياز، وهو اللجوء الى القتل مع ان المشكلة بينهما لاتتعدى رد السلام من عدمه أو لجوء عالية نصيف الى ضرب الجميلي بالحذاء وهكذا... ولكننا لا نعدم مثل هذه الحالات التي تصل احيانا الى مستوى الظاهرة في مجتمعات متقدمة ومستقرة مثل فرنسا واميركا والكثير من من الدول الاوروبية، انظر مثلا الى الصحافية البلغارية وهي تعرقل مهاجراً سوريًا ليس في يده أي سلاح ولايحمل سوى ابنته في يديه.
&
دراسة الدكتور النفساني

كان مؤسس ورئيس الجمعية النفسية العراقية الدكتور قاسم حسين صالح& قال في دراسة نفسانية إن "قادة العملية السياسية العراقية تتوافر في معظمهم إضطرابات نفسية متعددة"، مشددًا على أن "تشخيصه هذا يأتي من اجل تجنيب ثلاثة وثلاثين مليون عراقي المزيد من الضحايا البشرية والكوارث الاجتماعية والاخلاقية".