أعرب عراقيون عن استيائهم لمشاركة سياسيي بلدهم في طقوس اربعينية الأمام الحسين (ع)، مشيرين إلى أن البعض اسمى ذلك موسم الدجل والرياء، فيما رفض العديد من الزائرين وجود السياسيين في مراسم العزاء.

بغداد: أكد العديد من المواطنين العراقيين أن سياسيي بلادهم يستغلون المناسبات الدينية للضحك على ذقون الناس ومحاولة خداعهم من خلال مشاركتهم في السير الى محافظة كربلاء، حيث مرقد الامام الحسين أو توزيع الطعام هناك أو على الطريق، متناسين أن الجمهور يرفضهم ويرفض هذه السلوكيات الكاذبة والمظاهر الخداعة، مشيرين إلى أن هؤلاء السياسيين يمارسون هذا اللون من الخداع على البسطاء من الناس ليوهموهم انهم متدينون وأنهم يقتدون بالأئمة الأطهار، فيما أوضح البعض أن المراد من هذه المشاركات هي استغفال الناس لاسيما ان الفساد بات يهدد البلد بالانهيار، وهم رؤوسه الكبيرة، إلى ذلك رفض زائرون مشاركة المسؤولين الحكوميين ونواب في مراسم العزاء وخدمة الزوار.&
&
الطريق الى كربلاء
&
&فعلى الطريق من بغداد إلى كربلاء، وخلال الأيام الماضية، شاهد المواطن العراقي في ايام اربعينية الامام الحسين (ع) &الكثير من السياسيين، وهم يرتدون السواد ويلونون ملامح وجوههم بالحزن ويعززون ذلك بالبكاء وفي حضور مجالس حسينية ويلطمون صدورهم أو إلقاء محاضرات دينية فيما يشارك العديد منهم في توزيع الطعام على الزائرين في صور &جعلت بعض المواطنين يشعرون بالشفقة على هؤلاء السياسيين في احيان كثيرة ويصفهم بـ (المرائين)، خاصة انهم يفعلون ذلك امام كاميرات القنوات الفضائية ومصوريهم الفوتوغرافيين الذين ينشرون الصور في مواقع التواصل الاجتماعي.
&
&وقد أعرب مواطنون التقتهم "إيلاف" في عدد من الاماكن من بغداد عن اسفهم أن الشعب العراقي بات ضحية لهؤلاء المفسدين، والذين جعلوا من المواطن العراقي اضحوكة لهم ، ومع أي سؤال عن تواجد هؤلاء السياسيين داخل هذه الطقوس الدينية تجد المواطن يسب ويشتم ويلعن ولا يتورع البعض من ترديد (باسم الدين سرقونا الحرامية) .
&
باسم الدين سرقونا
&
& فقد اكد احمد سالم الساعدي، ناشط مدني، انه تمنى لو هذه الجموع تتجه نحو المنطقة الخضراء، وقال: باسم الدين سرقونا وما زالوا يلعبون اللعبة ذاتها بعد 13 سنة، وكأنّ الناس&ما زالوا على سذاجتهم، نعم هؤلاء الساسة الذين يضعون لانفسهم اقنعة التقوى ما هم إلا سراق، والحسين بريء منهم ومن أفعالهم، لأنهم أفقروا الناس وأمرضوهم وهجروهم وكل ما حدث بسبب فسادهم وطائفيتهم.
&
واضاف: الناس ناقمة عليهم وهم يتحدون الناس ويظهرون بمظهر المؤمنين والمتقين، أنا لا اصدق أنهم يعرفون الله لانهم لو عرفوه ما فاحت روائح فضائحهم وسرقاتهم.
&
وتابع: "انا كمتظاهر في ساحة التحرير كنت اتمنى لو ان الجموع الزائرة تتجه نحو المنطقة الخضراء وتسقط هؤلاء الفاسدين، ولكن للأسف ما زال المواطن العراقي اسيرًا للعمائم، ولهذه الخدع التي يبتكرها الساسة".
&
تمرير خداعهم
&من جهته، اكد شاكر عبدالله، موظف حكومي، ان شهر محرم مناسبة يهتم بها السياسيون لتمرير خدعهم، وقال: "لولا السياسيون الفاسدون لما وصل العراق الى هذا المستوى من الخراب، وهؤلاء السياسيون لصوص من الدرجة الاولى لكن في شهر محرم يستغلون المناسبة لتمرير خدعهم على البسطاء من الناس".
&
وأضاف: "إذا كان هؤلاء السياسيون يخافون الله ويسيرون على نهج الامام الحسين (ع)، فمن السبب وراء هذا الفساد الذي دمر البلد، انا اعتقد ان هؤلاء هم اعداء الحسين وتواجدهم بين الناس في هذه المناسبة لتمرير خداعهم".
&
اعداء الحسين
&
أما علي حسن ناجي، اعمال حرة، فقد اكد ان السياسيين الذين يشاركون في عزاء الحسين يستغفلون الناس ، وقال : شاهد عددًا منهم &وقد دخلوا بسياراتهم المصفحة بين الحرمين بوسط جمع من حماياتهم المدججين بالسلاح.
&
واضاف: "رأيت ما نسميهم بالقادة السياسيين والكثير ممن يلبسون العمائم والملابس غير الرسمية وكأنهم ملائكة، بينما هم الذين خرج الشعب في التظاهرات ضدهم وانهم الذين تآمروا على البلد وسرقوا ثرواته، تصور يوم امس سمعت في احدى القنوات التلفزيونية ان مسؤولي محافظة الديوانية سرقوا 82 مليار دولار لبناء المدارس فلم يبنوا مدرسة واحدة، وذهبت الاموال في جيوبهم، ولو بحثنا بين الزائرين لتجد الكثير من مسؤولي المحافظة يرتدون السواد ويوزعون الاطعمة وهذا رياء ما بعده رياء.
&
وتابع: "هؤلاء هم اعداء الحسين الذين اكلوا اموال الناس بالباطل".
&
رياء ودجل
&
من جانبها، قالت ناهضة علي، ناشطة مدنية: "بشرفي.. كل ما يقول السياسيون عن تدينهم واقتدائهم بالامام علي بن ابي طالب والامام الحسين كذب في كذب، فهؤلاء لم يقرأوا سيرة هذين الامامين ولا يعرفونهما والدليل انهم يعملون بالضد منهم ومن توجهاتهما، دمروا العراق طوال 13 سنة وسرقوا ثرواته، ورهنوا مستقبل الاجيال المقبلة الذي هو النفط لشركات رأسمالية، نعم ديانتهم كذب ولحاياهم تخبئ تحت كل شعره منها شيطان، وبكاؤهم رياء ودجل، لانهم منذ عام 2003 الى الان تركوا الله وأصبحوا لا يخافون منه.
&
واضافت: "انا احمل المواطن المسؤولية كاملة فهو الذي منحهم هذا المكان الذي لا يليق بهم، هو الذي ينبهر اذا ما شاف مسؤولاً او سياسيًا لانه&ما زال يعيش الخدعة ، كذلك انا اضع اللوم على المرجعية الدينية التي سكتت على هؤلاء اللصوص ولم تأمر الشعب ان يفتك بهم".
&
غارقون بالفساد&
&
الى ذلك اكد احمد جبار، كاتب واعلامي، أن هذه ظاهرة غير صحية، وقال: "يحاول الساسة العراقيون وكعادتهم في الدجل والسخرية من ارادة العراقيين من ركوب موجة الطقوس الحسينية كزيارة الاربعين من محرم ويعلم العراقيون جميعًا ان هؤلاء لا تهمهم طقوس أو التزامات دينية لكونهم غارقين بالفساد والافساد، ولو كانوا حريصين لتثبيت الطقوس الحسينية لالتزموا بتقديم الخدمات&وتخليص المواطن العراقي من المشاكل والمعاناة التي يرزح تحتها".
&
واضاف: "هذه ظاهرة غير صحية، وانا من وجهة نظري اعتبرها&جانبًا دعائيًا لكسب عواطف الناس واقصد بها الفاسدين منهم، وللاسف أن قلة من الجمهور العراقي يعرف انهم دجالون، والاخرون بسطاء تخدعهم العمامة والكلام في الجنة والنار، فيخاف المواطن البسيط من ازدراء هؤلاء الساسة".