أدت مشاركة سيدة في اعتداءات كاليفورنيا إلى صدمة عميقة جدًا بين الأمريكيين، لا سيّما في ظل عدم إعتيادهم على مشاركة السيدات في أعمال مماثلة، بالإضافة إلى كونها أمًا لطفل رضيع. وبينما أشاد تنظيم داعش بالعملية دون أن يتبناها، تستمر التحقيقات لكشف كامل الملابسات والدوافع.&

إعداد قاسم يوسف: أفادت وسائل إعلام اميركية بأن المحققين يعتقدون بأن تاشفين مالك، السيدة التي شاركت في هجوم كاليفورنيا، كانت قد أعلنت ولاءها لزعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي عبر موقع "فيسبوك"، ونقلت قناة "سي أن أن" عن مسؤول اميركي قريب من التحقيق قوله إن "مالك" نشرت ذلك عبر صفحة على فايسبوك تحمل اسمًا مختلفًا، فيما لم يوضح المسؤولون كيفية علمهم بأن الصفحة تعود لها.

وكانت "مالك" قد أقدمت وزوجها الاميركي، سيد فاروق، على قتل 14 شخصًا وجرح 21 آخرين في مدينة سان برناردينو في كاليفورنيا يوم الإربعاء الماضي، عبر هجوم استهدف حفلًا لموظفي الولاية في مركز للخدمات الاجتماعية، حيث يعمل زوجها.

صدمة

وقد شكل هذا الأمر مفاجأة صاعقة للأميركيين، لا سيما وأن منفذة الهجوم لديها رضيع لا يتجاوز عمره 6 أشهر، الأمر الذي دفع برايان جنكنز، الخبير في هجمات المتشددين، إلى القول: "لقد فاجأني الأمر، هذا ليس النمط المعتاد، إنه أمر غير معتاد للغاية، فإطلاق النار بشكل عشوائي عادة ما يكون نشاطًا ذكوريًا."

وبحسب أبحاث أجراها مكتب التحقيقات الاتحادي وشرطة مدينة نيويورك وجهات أخرى، فإن منفذي عمليات القتل الجماعي في العقود الأخيرة كانوا رجالا بأغلبية ساحقة، ومن أصل 230 قضية إطلاق نار عشوائي في الولايات المتحدة، منذ عام 1966 حتى عام 2012، كان هناك ثماني حوادث فقط شاركت فيها سيدات.

مجرد إشادة

في المقابل، اكد تنظيم داعش، اليوم السبت، عبر اذاعة البيان الناطقة بإسمه، ان اثنين من "انصاره" نفذا هجوم سان بيرناردينو في الولايات المتحدة الاميركية، دون ان يتبنى رسميًا الاعتداء.

واورد التنظيم في نشرته الاخبارية الاذاعية الخبر الآتي: "هاجم اثنان من أنصار الدولة الإسلامية قبل عدة ايام مركزًا في مدينة سان بيرناردينو في ولاية كاليفورنيا الامريكية، وأطلقوا النار داخل المركز، مما أدى إلى هلاك أربعة عشر شخصًا، وإصابة أكثر من عشرين آخرين"، واضاف: "ثم حدث تبادل لإطلاق النار مع الشرطة الأمريكية التي طاردتهم لعدة ساعات مما تسبب في مقتلهما".

يذكر بأن تنظيم داعش يُميّز بين "جنود الخلافة" أو "اسود الخلافة"، الذين ينفذون هجمات وعمليات بإسمه، وهو يتبناها في بيانات رسمية تنشر على مواقع التواصل الاجتماعي، وبين "الانصار"، الذين يشيد بعملياتهم من دون أن يتبناها بشكل رسمي.

التحقيقات مستمرة

إلى ذلك، قالت السلطات الأميركية إن كان الزوجين كانا يمتلكان أكثر من ستة آلاف طلقة، وأكثر من عشر قنابل أنبوبية، فيما اشارت التحقيقات الى ان فاروق كان على اتصال بأفراد يشتبه بعلاقتهم بالارهاب في الخارج، كما وتبنى نهجًا متشددًا بعد اقترانه بمالك العام الماضي، فيما يتابع مكتب التحقيقات الفدرالي "اف بي آي" التحقيقات، لا سيّما لجهة تحليل مضمون هواتف محمولة وأقراص مدمجة تعود الى الزوجين.&

كما واكتشفت الشرطة كميات كبيرة من المواد التفجيرية، والتي تكفي لتصنيع 12 قنبلة، وهي تحاول التحقيق لمعرفة ما إذا كان فاروق قد طبّق تعليمات تصنيع القنابل في البيت، كما جاء في مجلة "انسبير" التابعة لتنظيم القاعدة منذ سنوات، تحت عنوان: "كيف تصنع قنابل في مطبخ أمك" في إشارة الى سهولة الحصول على المواد الناسفة، والتي يمكن أن يشتريها أي مواطن أميركي في المحلات العامة، لكن خلط هذه المواد يمكن أن يؤدي إلى صنع متفجرات.

&

&