بدأ وزير الخارجية الاميركي جون كيري مباحثات مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز. والتقى كيري في الرياض نظراءه الخليجيين لاطلاعهم على سير المفاوضات مع إيران وبحث النزاعات المتعددة المشتعلة في الشرق الاوسط.

الرياض: بدأ في العاصمة السعودية الرياض، صباح اليوم، اجتماع وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي، مع نظيرهم الأميركي جون كيري. وناقش كيري مع نظرائه الخليجيين نتائج المفاوضات التي أجراها في سويسرا مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف والأزمة اليمنية.

واجتمع كيري في قاعدة الرياض العسكرية مع وزراء خارجية الدول الست الاعضاء في مجلس التعاون الخليجي. وتتضمن المباحثات السبل الضرورية لتعزيز القتال ضد المجموعات المتطرفة في سوريا والعراق.

وجلس وزير الخارجية السعودي سعود الفيصل الى جانب كيري خلال اللقاء بعد عودته من عملية جراحية أجراها في الولايات المتحدة.

مباحثات مع الملك سلمان

وبعد انتهاء اللقاء، توجه كيري الى الدرعية في ضواحي الرياض، حيث بدأ مباحثات مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز. وكان العاهل السعودي وكيري أجريا محادثات المرة الاولى في 23 كانون الثاني (يناير) بعد وفاة الملك عبد الله، اذ شارك كيري في وفد بقيادة الرئيس الاميركي باراك اوباما التقى الملك سلمان.

ووصل كيري الى الرياض ليل الاربعاء الخميس آتيًا من سويسرا.

وقال كيري في حديث للصحافيين قبل مغادرته سويسرا، الاربعاء، "في ما يتعلق بكل الاعتراضات التي ابدتها بلدان على الانشطة الإيرانية في المنطقة (...) تقضي الخطوة الاولى بمنع إيران من امتلاك سلاح نووي. ومن دون اتفاق، ستتمكن إيران من المضي قدمًا في برنامجها النووي ونحن متأكدون من ذلك".

من جهتها، قالت مساعدة المتحدثة باسم الخارجية الاميركية ماري هارف، "حتى أثناء التفاوض، ليس هناك ما يعكس تحسنًا اكبر في العلاقات& أو تراجعاً للقلق الذي نشعر به" تجاه إيران. وتابعت أن "الامر لا يتعلق بتقارب اكبر بأي طريقة كانت بل مرتبط بالمسألة النووية فقط لا غير".

وتسعى مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين والمانيا) الى التوصل الى اتفاق مع طهران يضمن عدم تطويرها للسلاح النووي. في المقابل يضمن الغرب رفع العقوبات عن إيران التي تصر على سلمية برنامجها النووي.

وتشارك دول الخليج في التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ضد تنظيم "داعش" في العراق وسوريا.

تدريب المعارضة السورية

ووافقت السعودية على التعاون مع الولايات المتحدة على تدريب وتجهيز عناصر من المعارضة السورية المعتدلة في سوريا لمحاربة تنظيم "داعش". وتنتقد الرياض ما يبدو انه محاولات اميركية لتجنب التوصل الى اتفاق سياسي لا يتضمن تخلي الرئيس السوري بشار الاسد عن السلطة.

وفي هذا الصدد، اكد مسؤول في الخارجية الاميركية، &"نحن نعمل بشكل وثيق جدًا مع شركائنا في الخليج حول سوريا ليس فقط لمواجهة تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام، بل لنوضح اننا نعتقد بأنه لا يمكننا ان نرى السلام والامن في سوريا الا في حال حصول تغيير في النظام في دمشق".

من جهته ، أعلن رئيس اركان الجيوش الاميركية الجنرال مارتن ديمبسي الاربعاء انه قد يتم في النهاية ارسال وحدات من القوات الخاصة الاميركية الى سوريا لمؤازرة مقاتلي المعارضة المعتدلة الذين تدربهم واشنطن.

وسرعان ما قلل مصدر مسؤول في وزارة الخارجية الاميركية (البنتاغون) من شأن التصريح، مشيرًا الى ان ما قاله الجنرال ديمبسي لا يعدو كونه "افتراضيًا"، لان قوات المعارضة السورية المعتدلة لم تبدأ بعد تدريباتها.

ولا تقتصر المحادثات على إيران وسوريا، اذ تحول اليمن الى مصدر للتوتر الاقليمي بعد سيطرة الحوثيين على السلطة في العاصمة صنعاء.