أعلن رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني الاثنين أن النواب الإيرانيين لن يفشلوا الاتفاق النووي، الذي يتم إبرامه مع القوى الكبرى، إذا وافق عليه المرشد الأعلى علي خامنئي، منددًا بالتهديد الذي لوّح به الجمهوريون في مجلس الشيوخ الأميركي.


إيلاف - متابعة: قال لاريجاني "نحن معًا، وهناك تنسيق وتشاور بين الحكومة والبرلمان، والجميع تحت إشراف المرشد الاعلى"، الذي له الكلمة الفصل حول الملفات الاستراتيجية في الجمهورية الاسلامية.

وقال لاريجاني في مؤتمر صحافي ان "البرلمان والحكومة على النهج نفسه. ليست لدينا المشاكل الموجودة في الولايات المتحدة"، في اشارة الى الرسالة المفتوحة التي وجّهها جمهوريون في مجلس الشيوخ الاميركي، وكتبوا فيها ان الكونغرس وحده يملك سلطة رفع العقوبات الاميركية نهائيا عن طهران.

وعلق لاريجاني قائلا ان "ما فعله اعضاء مجلس الشيوخ هو عمل هواة، حتى خبراؤهم السياسيون انتقدوهم لانهم شككوا في نزاهتهم. لن نقع في مثل هذا الخطأ".

وتحاول ايران والدول الست الكبرى في مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا والمانيا) التوصل بحلول 31 اذار/مارس الى اتفاق يضمن الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الايراني مقابل رفع العقوبات الدولية التي تلقي بثقلها على الاقتصاد الايراني.

وشدد بعض اعضاء البرلمان الذي يهيمن عليه المحافظون، في الاشهر الاخيرة على ان الاتفاق يجب ان يحصل على موافقة النواب قبل المصادقة عليه. وحذر الاكثر تشددا من النواب حكومة الرئيس المعتدل حسن روحاني من تنازلات محتملة يمكن ان يقدمها فريق المفاوضين بقيادة وزير الخارجية محمد جواد ظريف. وظريف موجود في لوزان في سويسرا منذ الاحد لجولة محادثات حاسمة مع مجموعة 5+1.

غموض
هذا وعقد وزيرا الخارجية الاميركي جون كيري والايراني محمد جواد ظريف الاثنين جولة مفاوضات شاقة في سويسرا على أمل التوصل الى اتفاق تاريخي حول البرنامج النووي الايراني، لكن دبلوماسيا اميركيا بدا غير متفائل بفرص التوصل الى اتفاق مماثل في نهاية اذار/مارس. وصرح الدبلوماسي الاميركي بعد خمس ساعات من المفاوضات بين الوزيرين الاميركي والايراني في لوزان، "ما زال على ايران اتخاذ قرارات صعبة جدا وضرورية لتهدئة المخاوف الكبرى المتبقية بخصوص برنامجها النووي".

وقال المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته "لا نزال نأمل بأن نتمكن من تحقيق ذلك، ولكن بصراحة&ما زلنا لا نعلم ما اذا كنا سنتمكن من ذلك". وبعد 12 عاما من التوتر الدولي و18 شهرا من المحادثات المكثفة، حددت جمهورية ايران الاسلامية ودول مجموعة 5+1 (الولايات المتحدة والصين وروسيا وبريطانيا وفرنسا والمانيا) مهلة تنتهي في 31 اذار/مارس للتوصل الى اتفاق يضمن عدم امتلاك ايران القنبلة الذرية مطلقا مقابل رفع العقوبات.

مشاورات حتى الجمعة
من جهته صرح ظريف، كما نقل عنه موقع التلفزيون الايراني الرسمي، "تمت مناقشة موضوعات عدة، من العقوبات الى رسالة اعضاء مجلس الشيوخ في الكونغرس (...) نريد معرفة موقف الحكومة في هذا الموضوع". واضاف الوزير الايراني "بالنسبة الى البعض، صرنا اقرب الى اتفاق، بالنسبة الى البعض فان (بلوغ) حل بات تماما في متناول اليد، ولكن بالنسبة الى آخرين، فان آراءنا تختلف"، موضحا ان المشاورات ستستمر حتى الجمعة، و"سنرى ما ستسفر عنه".

وتوجه ظريف بعد الظهر الى بروكسل لكي يجتمع مع وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني ثم مع نظرائه الالماني فرانك فالتر-شتاينماير والفرنسي لوران فابيوس والبريطاني فيليب هاموند كما اعلن الاتحاد الاوروبي في بيان. وقبل هذا الاجتماع الايراني-الاوروبي، حذرت موغيريني من ان الاسابيع المقبلة ستكون "حاسمة" من اجل "التوصل الى تفاهم على اتفاق جيد".

من جهته اعتبر هاموند انه اذا "اقترب" الطرفان من حل "فسيبقى هناك طريق طويل" امامهما. وبعد اتفاق مرحلي في تشرين الثاني/نوفمبر 2013، ارجأت مجموعة 5+1 وايران مرتين المهلة من اجل التوصل الى اتفاق نهائي. وحذرت واشنطن من انه لن يتم التمديد مجددا. وفي حال التوصل الى اتفاق سياسي بحلول 31 اذار/مارس فان مجموعة 5+1 وايران ستقوم بوضع اللمسات الاخيرة على كل التفاصيل التقنية بحلول 30 حزيران/يونيو او الاول من تموز/يوليو.

خريطة طريق
وسيحدد الاتفاق السياسي المحاور الكبرى لضمان الطابع السلمي للانشطة النووية الايرانية واستحالة توصل طهران الى صنع قنبلة ذرية. كما سيحدد مبدأ مراقبة المنشآت النووية الايرانية ومدة الاتفاق ويضع جدولا زمنيا للرفع التدريجي للعقوبات الدولية التي تخنق الاقتصاد الايراني. وهناك خلاف بين ايران ومجموعة 5+1 حول وتيرة تعليق العقوبات، اذ تريد طهران رفع الاجراءات العقابية التي تفرضها الامم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي دفعة واحدة، لانها تخنق اقتصادها، وتسبب لها بعزلة دبلوماسية منذ سنوات.

وتعهد الرئيس الاميركي باراك اوباما مرات عدة بذل كل الجهود بما فيها العسكرية لمنع ايران من امتلاك السلاح النووي. لكن ومنذ اتصاله الهاتفي مع نظيره الايراني حسن روحاني في ايلول/سبتمبر 2013، فان اوباما يعوّل على السبيل الدبلوماسي مع طهران وجعل من التقارب معها احدى اولويات سياسته الخارجية. الا ان امكان التوصل الى اختراق تاريخي اثار جدلا حادا في الكونغرس الاميركي الذي يسيطر عليه الجمهوريون.

واعلن زعيم الاكثرية الجمهورية في مجلس النواب ميتش ماكدونال "يبدو ان الادارة على وشك التوقيع على اتفاق سيئ جدا مع احد أسوأ الانظمة في العالم ما سيتيح له الاحتفاظ بالبنى التحتية النووية التي يملكها".

&