أكدت صحيفة "العرب" أن لا تحالف بين الانقلابيين الحوثيين والرئيس السابق علي صالح، بينما يسعى الحوثيون، بالتنسيق مع الروس، لنقل الحوار من الرياض إلى القاهرة.


الرياض: نقلت صحيفة "العرب" عن مصادر يمنية قريبة من المؤتمر الشعبي العام، &الذي يتزعمّه الرئيس السابق علي صالح، تأكيدها أن لا تحالف بين المؤتمر والحوثيين، ومن يتحدّث عن مثل هذا التحالف إنّما ينشر معلومات مغلوطة بغية الإساءة إلى المؤتمر وقياداته، وإلى العلاقة المتينة بين صالح والسعودية.
&
لا حلف
&
وبحسب الصحيفة، لا تحالف استراتيجيا بين الحوثيين و المؤتمر الشعبي العام، أكبر حزب يمني وصاحب الأكثرية في مجلس النوّاب، وإلا ما كان الحوثيون قرروا حل مجلس النواب، بموجب الإعلان الدستوري الذي أصدروه قبل أسابيع. وأوضحت المصادر أن الانقلاب الحوثي كان انقلابًا على مجلس النوّاب أوّلا، لأنه يشكلّ السلطة الشرعية الوحيدة الباقية في البلد في ضوء استقالة الرئيس الانتقالي عبدربّه منصور هادي حينها.
&
ونقلت المصادر عن صالح قوله إنه يدرك أن هناك من يريد الإساءة إلى العلاقات اليمنية السعودية، "لكنّنا على يقين بأنّ هؤلاء سيفشلون كما فشل من قبلهم كلّ من حاول المسّ بالعلاقة بين البلدين".
&
وبحسب المصادر نفسها، معروف أنّ أوساطًا يمنية وسعودية كانت تغذّي بين 1962 و1970 الخلافات بين البلدين بغية تحقيق أهداف ذات طابع شخصي من جهة والحصول على مساعدات مالية من المملكة من جهة أخرى.
&
بالاتفاق مع السعودية
&
وعبرت الصحيفة عن خشية لدى البعض من أن&ينقلب صالح على الحوثيين في المرحلة القادمة، إذ يحاول غلغلة عناصره في أوساط الجماعة واللجان الشعبية والرقابية بهدف الانقلاب عليهم من الداخل في الوقت المناسب، عندما يتلقى الضوء الأخضر من المملكة.
&
ويرى هؤلاء أن علاقات صالح بالسعودية وببعض أقطاب الأسرة المالكة قوية، واقترابه من الحوثيين مجرد اختراق للجماعة من الداخل، لتصفية حساباته مع الاخوان من ناحية، والعودة إلى الحكم بتقوية نفوذه واستعادة ما فقده خلال الأعوام الماضية، من خلال التغلغل في مفاصل الحوثيين ثم الانقلاب عليهم، باتفاق مع السعودية.

فقد شرعيته
&
أضافت مصادر الصحيفة: "لو كان الحوثيون مهتمين بالفعل بمصير هادي لما كانوا غضّوا الطرف عن فراره من صنعاء إلى عدن، حيث عاد عن استقالته وراح يطرح نفسه رئيسًا شرعيًا، علمًا أنّه رئيس انتقالي لسنتين بموجب المبادرة الخليجية".
&
ونسبت "العرب" إلى مرجع قانوني يمني تأكيده أنّ ولاية هادي الانتقالية انتهت عمليًا في شباط (فبراير) 2014، ولا شرعية له بعد ذلك. أضاف: "الشرعية الوحيدة التي يمتلكها هادي هي شرعية الحقد الذي يكنّه المبعوث الدولي جمال بنعمر لعلي عبدالله صالح وللمؤتمر الشعبي العام".
&
نفق السفارة
&
ونقل موقع "الفجر الجديد" اليمني عن مصدر دبلوماسي سعودي رفيع اتهامه الحوثيين بحفر نفق تحت مبنى سفارة المملكة العربية السعودية بصنعاء .وقال: "في الوقت الذي يشن إعلامهم هجومًا مستمرًا على دول الخليج، وتحديدًا السعودية بسبب موقفها الرافض للانقلاب، تطور الأمر إلى قيامهم بحفر نفق يصل إلى مبنى السفارة السعودية التي أغلقت أبوابها مع سفارات دول عربية وأجنبية في إطار العزلة الدولية التي فرضت على جماعة الحوثي، عقب احتلالها مؤسسات الدولة وخروج هادي وكبار مسؤولي الدولة إلى عدن".

مع الوحدة اليمنية
&
من الناحية الإيرانية، اكد حسين امير عبد اللهيان، مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون الافريقية والعربية، أن ايران تدعم وحدة الاراضي اليمنية وسيادته. وقال الاثنين بعد لقائه وزير الشؤون الخارجية العماني يوسف بن علوي، خلال زيارته للسلطنة: "استقالة هادي كان خطأ استراتيجيًا أضرّ بمسار السلام في هذا البلد، والحوار الوطني بين جميع الاطياف اليمنية هو السبيل الوحيد لخروج اليمن من الازمة التي تعصف به حاليًا، واليمن بلد لليمنيين كلهم وان الحوار اليمني - اليمني ضمن اجواء هادئة وبمشاركة جميع الاحزاب والقوى السياسية والاجتماعية هو الطريق العملي الوحيد للتغلب على المشاكل الصعبة في اليمن"، بحسب وكالة أنباء فارس.&
&
ونقلت الوكالة نفسها عن بن علوي تشديده على ضرورة اشراك كافة الاطراف اليمنية، بما فيها جماعة الحوثي، في المحادثات الوطنية الرامية الى الخروج باليمن من الازمة التي يمر بها.
&
مناورة روسية
&
حواريًا، يتمسك هادي بالرياض مكانًا للحوار اليمني – اليمني، إذ نقلت صحيفة "الوطن" السعودية عن مصادر مقربة من هيئة رئاسة الحوار الوطني أن روسيا أبلغت هادي رغبة الحوثيين في نقل الحوار إلى القاهرة، أو إبقائه في صنعاء، وأن هادي أبلغ دبلوماسيين روسيين اعتراضه على فكرة إقامة الحوار بين الأطراف اليمنية في مكان آخر غير الرياض.
&
أضافت المصادر للصحيفة أن الطلب الروسي لعبة سياسية يمارسها الحوثيون مع الإيرانيين والروس للضغط على الرئاسة اليمنية، وأن الانقلابيين وحليفهم علي صالح يواجهان أزمة فقدان الغطاء الشرعي السياسي، بسبب الانقلاب الذي قامت به الجماعة، ما أدى إلى إجهاض مسار الانتقال الديموقراطي السياسي على ضوء المبادرة الخليجية.
&
اضافت "الوطن": "التكتيك الروسي الإيراني بطلب نقل اللقاء إلى القاهرة يأتي بعد التحرك السعودي الفاعل في المشهد اليمني، ومدى التأثير الإيجابي الذي أحدثته الرياض في مسارات الأزمة، ما دعا هادي لأن يطلب من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، عقد مؤتمر الحوار الوطني في الرياض".

جاهزون لرد العدوان
&
عسكريًا، نقلت صحيفة "عكاظ" السعودية عن الشيخ صالح لنجف، رئيس تحالف قبائل مأرب، قوله إن 660 طقمًا عسكريًا، مزودًا بأنواع الرشاشات، و12 دبابة مجنزرة، وبعض الآليات المحمولة، جاهزة للتصدي لأي محاولات حوثية مدعومة من إيران.
&
أضاف: "معنويات القبائل مرتفعة وجاهزيتهم في أحسن حالاتها، لأنهم يؤمنون بأنهم يدافعون عن قضية عادلة، ويواجهون عدوًا غاشمًا يمارس أعمالًا لا أخلاقية في تعاطيه مع الوضع اليمني، وشيوخ القبائل وأهالي مأرب تعاهدوا جميعًا على تلقين الحوثيين درسًا في فنون القتال أثناء المواجهة، ولن يدعوهم يهنأون باحتلال شبر واحد من مأرب والمديريات التابعة لها".
&
وبين الشيخ لنجف أن عناصر من إيران وحزب الله اللبناني ينسقون مع علي الحاكم، القائد العسكري الميداني للحوثيين، لاجتياح مأرب، وقال: "نحن على العهد بأن المحافظة لن تكون محتلة في يوم من الأيام، لأننا نثق بأن دول مجلس التعاون الخليجي وفي مقدمتها المملكة لن تتخلى عن دعمنا لمواجهة التمدد الإيراني".