أكدت صحف سويدية أنه من الصعوبة بمكان إيقاف الحكومة السويدية تعاملاتها الدفاعية مع المملكة العربية السعودية، وذلك بسبب وجود اتفاقيات ملزمة، فضلًا عن قرب توريد صفقة أسلحة جديدة، تتضمن صواريخ مضادة للدبابات المعروفة باسم "بل تو"، وذلك من خلال اتفاقية وقعت بين الطرفين، ووافقت عليها هيئة تفتيش المنتجات الإستراتيجية في السويد، وهو الأمر الذي يستحيل معه إيقاف التعامل الدفاعي.


حسن حاميدوي: كانت السويد قد أعلنت في العاشر من آذار (مارس) الجاري، إنهاء كل أشكال التعاون والعلاقات العسكرية مع السعودية. وقالت إنها لن تجدد اتفاقية التعاون العسكري مع السعودية، بسبب أزمة "رائف بدوي" المحكوم عليه بالسجن والجلد في قضايا عدة، وهو ما حدا بالرياض بالتهديد بمراجعة علاقتها الاقتصادية مع السويد، نظير ما بدر منها من هجوم على القضاء السعودي، وقامت بسحب سفيرها لدى السويد، وتسليم السفير السويدي في الرياض مذكرة احتجاج.

ضرب مصالح
وكشفت صحيفة "أفتونبلاديت" السويدية عن قرب توقيع اتفاق بين شركة "ساب داينمك" والسعودية لتوريد صفقة أسلحة جديدة، حيث وافق مجلس التجارة والاستثمار، وهيئة تفتيش المنتجات الإستراتيجية في السويد، على الصفقة، وبموجبه لن تتمكن الحكومة السويدية من منع أي شركة سويدية من تصدير الأسلحة إلى السعودية، إلا في حال وجود حظر رسمي من الأمم المتحدة لتوريد أسلحة إلى الجهة المستوردة، بحسب الصحيفة.

صراعات أحزاب السويد السياسية تعقد العلاقة مع السعودية

وقالت صحيفة "أفتونبلاديت" إن شركة "ساب داينمك" اقتربت من إبرام اتفاقية دفاعية جديدة مع المملكة، تتويجًا لمفاوضات مستمرة منذ فترة، حيث إن الشركة السويدية تتجه إلى تسليم السعودية صواريخ مضادة للدبابات من نوع "بل تو"، كما أشارت الصحيفة إلى أنه لا يمكن للحكومة السويدية تعطيل الصفقة بين شركة مع السعودية، لأن هذه الشحنة من الصواريخ تم التوافق حولها ضمن حيثيات اتفاقية 2007 التي عقدتها الحكومة السويدية السابقة مع المملكة حول تعاونهما الدفاعي.

من جهتها، قالت صحيفة "داجن إندستري" السويدية، إنه منذ العام 2003 والسعودية والسويد تبحثان إبرام اتفاقيات حول أنظمة أسلحة تتعامل مع جميع الدبابات، حتى وقع الاختيار أخيرًا على صواريخ "بل تو"، التي يمكن إطلاقها من فوق الدبابة، ويصل نطاقها إلى نحو 2 كيلو متر، وهي من إنتاج شركة "ساب داينمك"، التي أبرمت اتفاقيات ملزمة مع كل من السعودية والنمسا والبرازيل لإنتاج هذه الصواريخ.

خارج الصفقة
وأوضحت الصحيفة أن الحكومة السويدية أعلنت إيقاف جميع تعاونها العسكري مع المملكة العربية السعودية، إلا أن هذا القرار من الصعوبة سريانه على الاتفاقيات العسكرية المبرمة، حيث أشارت إلى أنه رغم الأزمة الدبلوماسية الجارية بين الطرفين، إلا أن شركة "ساب داينمك" السويدية تتجه نحو تسليم السعودية الصواريخ المضادة، وأن الصفقة على وشك أن تتم، وأنه من الصعب أن تقوم الحكومة بوقف الصفقة، لأنه بذلك ستزعزع من مصداقية الدولة السويدية وتعاقب شركاتها.

أما صحيفة "هلسنبورغ داجبلاد"، فقد استنطقت توماس صامويلسون، رئيس قسم أوروبا والشرق الأوسط في شركة "ساب داينمك" السويدية، والذي قال إن الوضع السياسي المتوتر بين المملكة العربية السعودية والسويد قد يؤثر&في& تأخير تنفيذ الصفقة، لكنه لن يلغيها، لأن ذلك سيكون مكلفًا جدًا ماديًا للحكومة السويدية، لاسيما أنها وضعت تكاليف الصفقة ضمن مواردها المالية لميزانيتها السنوية، وبالتالي من الصعب وقفها، بحسب توماس.

كما أوضح توماس أن إيقاف الصفقة من شأنه أن يضر بسمعة الشركات السويدية من حيث الالتزام، فضلًا عن مصداقية الحكومة السويدية، باعتبارها طرفًا في الاتفاق. وأضاف "نحن كشركة تصنيع دقيقون جدًا في التعامل مع عملائنا، حتى في توصيل الشحنات في أوقاتها المحددة، وبالتالي فإن الصفقة ستتم في وقتها المقرر، وإذا لم تتم، فعلى الحكومة تحمّل التبعات المالية والأخلاقية، على حد وصف توماس.

&