في خطوة وصفها مراقبون بأنها ترسيخ متين للتنسيق السعودي والكويتي في "عاصفة الحزم"، وصل اليوم الأحد إلى العاصمة الرياض الشيخ محمد الخالد الحمد الصباح، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية الكويتي، والشيخ خالد الصباح نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الكويتي، حيث كان في استقبالهما الأمير محمد بن نايف، ولي ولي العهد وزير الداخلية السعودي، والأمير محمد بن سلمان وزير الدفاع، رئيس الديوان الملكي، المستشار الخاص للعاهل السعودي.


حسن حاميدوي: تأتي الزيارة لبحث ومناقشة مستجدات الأحداث في المنطقة، وخاصة في اليمن، التي تشهد عملية عسكرية تشترك فيها الكويت بـ 15 طائرة حربية من نوع " ميج"، كما تضمنت الزيارة تفقد القوات الجوية الكويتية في قاعدة خميس مشيط في جنوب المملكة، والالتقاء بأفراد القوة المشاركين في "عاصفة الحزم"، حيث كان في استقبال الوفد الكويتي عدد من قادة القطاعات العسكرية، بحسب وكالة الأنباء الكويتية.

وقالت مصادر لم تتأكد بعد، إن الوزيرين الكويتيين قد يقابلان الطيارين الكويتيين المشاركين في عاصفة الحزم. زيارة الوفد الكويتي رفيع المستوى، تأتي بعد أقل من شهر فقط، من زيارة سابقة قام بها نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الكويتي، الشيخ خالد الجراح، إلى الرياض على رأس وفد ضم عددًا من مسؤولي وزارة الدفاع الكويتية، حيث بحث مع الجانب السعودي القضايا العسكرية التي تهم البلدين ودول مجلس التعاون الخليجي، فضلًا عن كيفية تعزيز وتطوير القدرات الدفاعية لردع أي محاولات تستهدف النيل من البلدين ودول المجلس كافة.

الزيارات المكوكية واللقاءات المتتالية بين الجانبين السعودي والكويتي، وصفها مراقبون بأنها علامات على ترسيخ تنسيق متين سياسي وعسكري بين الجانبين، ورؤية مشتركة في مواجهة القضايا الأمنية والعسكرية، لاسيما أن الكويت كانت من أوائل المؤيدين للعاصفة، حيث أكد وزير الخارجية الكويتي، صباح خالد الحمد الصباح، في أول تصريح له بعد انطلاق العمليات الجوية أن الهدف من (عاصفة الحزم) هو إعادة الأمور إلى نصابها الصحيح وجمع اليمنيين على طاولة الحوار لاستكمال ما تم الاتفاق عليه في المبادرة الخليجية.

مجلس الأمة الكويتي من جهته، أيّد بغالبية أعضائه، البالغ عددهم خمسين نائبًا، مشاركة بلادهم في توجيه ضربات عسكرية ضد الحوثيين في اليمن، مؤكدين أن هذه الضربات تساند الشرعية في اليمن، وتحفظ استقرار منطقة الخليج، فيما لم يعارض سوى 9 أعضاء، ومعظمهم من النواب الشيعة، المشاركة في عاصفة الحزم، واعتبروها مخالفة للمادة 68 من الدستور الكويتي.

بدوره، قال مرزوق علي الغانم، رئيس مجلس الأمة الكويتي، إن طبيعة المشاركة الكويتية الدفاعية تنطلق من اتفاقية الدفاع المشترك لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، ولا تتعارض مع الدستور الكويتي، الذي يعطي للأمير وفقًا للمادة 68 سلطة إعلان الحرب الدفاعية بمرسوم أميري، والتي هي من صلاحيات أمير الكويت ومجلس الوزراء، ولا يلزم عرضه على مجلس الأمة الكويتي، مستذكرًا بهذا الصدد الدور السعودي التاريخي، الذي كان حجر الزاوية في عملية تحرير الكويت من الاحتلال الصدامي الغاشم.

وفي سياق دعم عاصفة الحزم، أصدرت وزارة الإعلام الكويتية قرارًا بإيقاف بث قناة "الأنوار 2"، والتي تصنف كقناة فضائية شيعية مهتمة بأمور الدين والعقيدة الشيعية، وذلك لبثها ما قالت إنها مواد تحريضية ضد دول مجلس التعاون الخليجي والمملكة العربية السعودية بسبب قيادتها لعمليات "عاصفة الحزم" ضد ميليشيات الحوثي في اليمن دفاعًا عن الشرعية.

كما كانت الكويت أول المرحبين بقرار مجلس الأمن الدولي بشأن اليمن، حيث قال خالد الجار الله، وكيل وزارة الخارجية الكويتية، إن قرار مجلس الأمن جاء ليؤكد ويجسد شرعية القيام بعمليات عسكرية لمواجهة الحوثيين، مؤكدًا أن الشرعية الدولية ستدفع بتكريس الشرعيتين الخليجية والعربية، وستدفع بالعناصر التي خرجت عن إطار الشرعية للعودة إليها مرة أخرى والقبول بها.

تجدر الإشارة إلى أن السعودية والكويت تشتركان في العديد من الملفات بتنسيق تام، منها ملف اليمن والتحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، كما يبحث الجانبان بشكل مستمر من خلال زيارات مكوكية العديد من الملفات المهمة، التي تخص المنطقة، خصوصًا التنسيق الأمني والعسكري ومحاربة الإرهاب، حيث تشارك كل من الكويت والسعودية بفعالية في الحلف الدولي ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، إضافة إلى دول خليجية وعربية أخرى.

&
&