يوافق الكثيرون على ما أعلنه رئيس الحزب الإشتراكي النائب وليد جنبلاط بأن الأزمة الرئاسيّة في لبنان في جوهرها مسيحيّة - مسيحيّة ولا يرون أي بوادر حلول لانتخاب رئيس في لبنان قريبًا.

بيروت: في حديث صحافي، اعتبر رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط ان الأزمة الرئاسيّة في لبنان هي في جوهرها مسيحيّة - مسيحيّة.

ويؤكد النائب نضال طعمة (المستقبل) لـ"إيلاف" صحة ما جاء على لسان رئيس الحزب الإشتراكي النائب وليد جنبلاط ان الأزمة الرئاسيّة بجوهرها مسيحيّة - مسيحيّة، لأن الرئاسة هي بطبيعة الحال لكل اللبنانيين لكن المعنيين بها هم المسيحيون، والمشكلة بالتحديد مارونيّة - مارونيّة، ولم يستطع الموارنة للأسف الشديد أن ينطلقوا من الحل الداخلي بالنسبة لموضوع رئاسة الجمهورية، والتعطيل يأني من زعيم ماروني واحد مصر أن يكون رئيسًا للجمهورية أو لا أحد، وفي وقت أعلن رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع ترشيحه، لكن كانت لديه الجرأة أن يقول إذا لم أكن وفاقيًا سأنسحب لغيري، ومن الممكن أن تكون عقدة الرئاسة مرتبطة بالخارج، ولكن الداخل المسيحي هو الوسيلة، قد تكون إيران لا تريد رئيسًا للجمهورية الآن، وتتحجج بضرورة وصول ميشال عون، من أجل أن تنتهي المشاكل في سوريا، لكن تبقى الوسيلة داخلية أي المسيحيين وبالتحديد ميشال عون.

أما النائب والوزير السابق بشارة مرهج (8 آذار) فيلفت في حديثه لـ"إيلاف" بأن الأزمة الرئاسية في لبنان بجوهرها لبنانية، هي أزمة بين تيارات سياسيّة، مع وجود تيار سياسي يعتبر نفسه مؤهلاً لتولي سلطة رئاسة الجمهورية أي التيار الوطني الحر، و14 آذار لا توافق على ذلك، هي مشلكة سياسيّة بامتياز وليست مشكلة طائفيّة او مذهبيّة.

تدخلات خارجية

إلى أي مدى التدخّل الخارجي والوضع الإقليمي يؤثران في موضوع الأزمة الرئاسيّة في لبنان؟ يقول طعمة إنه عندما رشّحت قوى 14 آذار سمير جعجع لرئاسة الجمهورية كنا نرغب بعد خروج الجيش السوري من لبنان، أن يكون الاستحقاق الرئاسي لبنانيًا فقط، للأسف مع التدخّل الإيراني مع حزب الله لم نستطع تأمين ذلك.

يرى مرهج بأن القوى السياسيّة في لبنان أصبحت أقرب إلى فكرة تشير بأن رئاسة الجمهورية ليست صناعة لبنانيّة بقدر ما هي صناعة إقليميّة ودوليّة، في حين أن المصلحة الوطنية اللبنانيّة تقضي باعتبار هذا الاستحقاق لبنانيًا من دون تدخل خارجي. فلماذا نسمح لأي دولة أن تتدخل في شؤوننا الداخلية، ويجب أن يؤسس لبنان لفكرة احترام سيادة كل دولة ضمن الجامعة العربية، وكل بلد لديه قضايا ومشاكل ولا يمكن أن يتحملها الخارج عنه.

لا بوادر حلول

لا يرى طعمة أي بوادر حلول للأزمة الرئاسيّة في لبنان، لأن المواقف تنتظر ما يجري بين إيران وأميركا وكذلك تنتظر ما سيجري في سوريا، والرئاسة مربوطة بالوضع الإقليمي، وبإيران وتطلعاتها في المنطقة.

يوافق مرهج طعمة ويرى ألا بوادر قريبة لحل الأزمة الرئاسيّة في لبنان، لأن الصراع لا يزال قائمًا في المنطقة وتم ربط موضوع رئاسة الجمهورية اللبنانيّة بالأوضاع الإقليميّة في المنطقة وهذا ليس في مصلحة لبنان على الإطلاق.

أما كيف تؤثر الأزمة الرئاسيّة على مسار المؤسسات والعمل السياسي في لبنان؟ يجيب طعمة أن الرأس إذا كان غير موجود أو فيه أي خلل سيموت الجسم رويدًا، ونحن في وقت العمل السياسي والمؤسساتي مشلول مع وضع اقتصادي سيء، ولا وجود للبنان على الخارطة الدوليّة والإقليميّة، وبالطبع رئيس الجمهورية يشكّل رأس هذا البلد وإذا كان هذا الأخير معطلاً، سيكون الجسم بأجمعه مريضًا.

يشير مرهج إلى أن استمرار الأزمة الرئاسيّة يعطل الحياة السياسيّة ويساهم في إضعاف المؤسسّات الأمنيّة.