تستمر طائرات التحالف العربي في دك معاقل الحوثيين والموالين للمخلوع علي عبدالله صالح بلا هوادة، بينما الوضع مشتعل في عدن والضالع.

&
قصف الطيران والبحرية التابعان للتحالف العربي بقيادة السعودية مواقع&المليشيات الحوثية&فجر الاربعاء في عدن بعد سلسلة غارات ليلية استهدفت مراكز اخرى وخصوصا في صنعاء.
وفي عدن تركزت الغارات على المجمع الحكومي في حي دار سعد شمال المدنية الخاضع لسيطرة الحوثيين، بحسب ضابط موال للرئيس عبد ربه منصور هادي.
&
واكد سقوط "قتلى وجرحى في صفوف الحوثيين" من دون ان يقدم حصيلة محددة.
كما استهدف القصف مقر اللواء الخامس المتمركز في شمال عدن والموالي للرئيس السابق علي عبد الله صالح بالاضافة الى المطار الدولي في وسط المدينة، وفقا للمصدر ذاته.
من جهته، قال احد قادة اللجان الشعبية الموالية للرئيس هادي ان 26 حوثيا وقعوا في الاسر خلال معارك في عدن.
&
الى ذلك، قال سكان ان طيران التحالف العربي استهدف خلال الليل قاعدة للحرس الجمهوري في منطقة يريم في محافظة اب في وسط اليمن.

&
&
ضربات موجعة
ودمرت الغارات مخازن للسلاح وعشرات الدبابات التي سيطر عليها الحوثيون عقب انقلابهم على الشرعية في اليمن، بالإضافة إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوفهم، لم يتم تحديده.
وفي صعدة معقل الحوثيين، شنّ طيران التحالف غارات على منطقة مران ومركز مديرية رازح، في المحافظة. وقصف الطيران مقر اللواء 55 حرس جمهوري في مدينة يريم بمحافظة إب، ومخازن الأسلحة التابعة للواء 65 دفاع جوي بمحافظة الحديدة على البحر الأحمر.
كما أغار طيران التحالف على قاعدة عسكرية في ميناء ميدي بمحافظة حجة اليمنية الحدودية مع السعودية، للمرة الأولى منذ بدء العملية العسكرية ضد الحوثيين في اليمن.
ذكرت رويترز أن مسلحي الحوثي دخلوا الثلاثاء الفرقة المدرعة 17 المطلة على مضيق باب المندب، بعدما فتح لهم جنود من الفرقة البوابات.
وأكدت المصادر لصحيفة "الشرق الأوسط" أن الضربات الجوية التي نفذها طيران التحالف خلال الساعات الـ48 الماضية حدّت من اندفاع قوات صالح والحوثيين نحو عدن من جهة الشرق، بعد أن تعرضت الخطوط الأمامية لتلك القوات لغارات جوية، كما قصفت قوافل الدعم والمساندة لها بالتزامن مع المشاركة الواسعة لرجال القبائل في محافظتي أبين وشبوة في القتال ضد تلك القوات ومساندة قبائل مأرب للمقاومة الشعبية، في حين أكدت مصادر حقوقية في عدن أن الأوضاع الإنسانية مأساوية.&
&
عدن في خطر
وأفادت مصادر محلية في عدن للصحيفة بأن المدينة تشهد حرب شوارع في حي دار سعد وخور مكسر، وجثث قتلى الطرفين تملأ الشوارع، مع مواصلة الحوثيين عبر ميليشياتهم والخلايا النائمة التابعة للقوات العسكرية الموالية لصالح، والتي تحركت في اليومين الماضيين، إحداث ثغرات تثير الاضطرابات في المدينة، الأمر الذي يمكن القوات التي تحاول اقتحام المدينة من جهتي الشرق والشمال، من الدخول.
وأكد شهود عيان أن رجال المقاومة الشعبية في بخور مكسر في عدن تمكنوا من تدمير دبابة وقتلوا كل من فيها، وأسروا 26 عسكريًا من الموالين للحوثيين وصالح. وقالوا إن رجال المقاومة تصدوا لعملية توغل نفذتها قوات موالية لصالح والحوثي بمنطقة العريش.&
&
وقال المرصد اليمني لحقوق الإنسان إن سكان عدن وعددًا من المحافظات اليمنية يواجهون كارثة إنسانية. فالمستشفيات لم تعد قادرة على استيعاب أعداد الجرحى والمصابين، ويترافق ذلك مع نفاد للأدوية وتلاشي المواد الأساسية المائية والغذائية والتي صارت على وشك النفاد، وبسبب ذلك يتهدد الجوع سكان عدن والمحافظات المجاورة لها بأطفالهم ونسائهم وشيوخهم".
وأضاف بيان المرصد: "هناك مخاطر أخرى كانتشار الأوبئة والأمراض نتيجة تناثر الجثث والأشلاء في الشوارع وعدد من المباني وتكدسها تحت أنقاض بعض المنشآت المدمرة"، مناشدًا كل المنظمات الإنسانية الدولية والإقليمية والوطنية، والمنظمة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الإغاثة الدولية ومنظمة أطباء بلا حدود، سرعة التحرك لإغاثة سكان عدن وما جاورها وإمدادها بالماء والغذاء والدواء ووسائل الإسعافات الأولية والإنقاذ.
&
لهب في الضالع
وفي الضالع، ضرب طيران التحالف قيادة معسكر اللواء ٣٣ مدرع الكائن في الضاحية الشرقية من مدينة الضالع، وأحدثت صواريخ الطيران أضرارًا بالغة في المعسكر، وشوهدت ألسنة اللهب والأدخنة السوداء متصاعدة بكثافة ووسط أصوات تكبيرات وتهليلات سمعت في أرجاء المدينة التي ما زالت فيها المواجهات مستمرة منذ ثمانية أيام.
وقال قائد عسكري ميداني لـ"الشرق الأوسط" إن الضربة الجوية لعاصفة الحزم رفعت من معنوية المقاومين الذين واجهوا ترسانة حربية ضخمة يمتلكها اللواء ٣٣ مدرع وميليشيات الحوثي بأسلحتهم الشخصية وبمعدات وعتاد بسيط ومتوسط ومن دون أسلحة ثقيلة، ومع ذلك قدر لهم وقف زحف هذه القوات الغازية، وفق وصف المصدر الذي أكد أن غارة أمس حققت أهدافها بدقة عالية وكبدت اللواء ٣٣ مدرع خسائر في مؤنه وعتاده، فضلاً عن أن الضربة الجوية أعطت المقاومين شحنة كبيرة معنوية ونفسية جعلتهم يستعدون وبروح واحدة لمعركة قادمة ستكون مصيرية وحاسمة بحسب وصفه.
وصادرت المقاومة أثناء تفتيشها الليلي في الخط الرئيسي الرابط بين الضالع ومحافظتي لحج وعدن شاحنة ذخيرة لعتاد ثقيل. وأفاد مصدر مسؤول في المقاومة الشعبية لـ"الشرق الأوسط" بأن نقطة تفتيش أسفل نقيل جنوب المدينة عثرت على هذه الشحنة أثناء تفتيشها لشاحنة نقل تقل على متنها مادة الإسمنت، لافتًا إلى أن نقاط التفتيش الليلية المنتشرة في الطرقات والمنافذ المؤدية إلى عاصمة المحافظة الضالع أسرت 13 حوثيًا حاولوا التسلل إلى جبهة الضالع.
&
كروز!
إلى ذلك، زعمت مصادر عسكرية في العاصمة اليمنية صنعاء أن البوارج الاميركية تشارك في عمليات "عاصفة الحزم" العسكرية التي يشنها التحالف الخليجي في اليمن .
وقالت هذه المصادر إن القصف الذي تعرض له معسكر الصواريخ في العاصمة صنعاء مساء الاثنين تم بواسطة صاروخ كروز، اطلقته بارجة حربية أميركية موجودة في خليج عدن، وذلك بعد خمسة ايام من ضربه بطيران التحالف، وهو المعسكر الذي يقع وسط الجبال، ولديه تحصينات طبيعية .
كما اشارت هذه المصادر إلى أن طائرات من دون طيار شاركت في عمليات القصف على قاعدة الديلمي وعلى مدينة يريم.
&
ترتيبات في الرياض
سياسيًا، كشفت مصادر سياسية يمنية لـ"الشرق الأوسط" عن وجود مشاورات وترتيبات في الرياض لعقد مؤتمر خاص بالمسألة اليمنية وتطورات الأوضاع الحالية في اليمن ومناطقها ومنها عدن.
وقال محسن بن فريد، أمين عام حزب رابطة أبناء الجنوب العربي الحر، للصحيفة إن عاصفة الحزم ستغيّر المعادلات في اليمن والجنوب العربي، بل في الإقليم بأكمله، "وستضع حدًا لعبث الحوثيين والرئيس السابق صالح". أضاف: "هناك ترتيبات تجري اﻵن في الرياض لعقد مؤتمر خاص للنظر في الكارثة التي تجري في عدن وبقية مناطق الجنوب وكذا في الشمال بسبب هوس الحوثيين وصالح، وأعتقد أن أبرز محاور هذا المؤتمر ستكون الوقوف على طبيعة الأعمال العسكرية البربرية التي يشنها تحالف الحوثيين - علي صالح على عدن ومدن الجنوب وقراه وسهوله، وكذا تأكيد شرعية الرئيس هادي والتصدي للغزو الحوثي العفاشي للجنوب"
&
مشروع قرار أممي
ونقلت التقارير عن مصادر أممية قولها إن المجموعة العربية ستطرح مشروع قرار على مجلس الأمن في الأيام القادمة حول الوضع في اليمن، تعيد فيه التأكيد على شرعية هادي وتطالب الأطراف اليمنية بالمشاركة في الحوار في السعودية تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي.
ويدين مشروع القرار بعبارات قاسية تصرفات الحوثيين ويطالبهم بتنفيذ بنود القرار 2201 خلال ثلاثة أيام من إعتماد القرار في مجلس الأمن. كما يشير مشروع القرار إلى عزم المجلس على الانعقاد مجددًا إذا لم يلتزم الحوثيون بتنفيذ بنود القرار ليناقش وضع الحوثيين على قائمة العقوبات، التي أشار إليها القرار 2140 ، الذي أعتمد في 26 شباط (فبراير) 2014.
وقالت صحيفة "القدس العربي" إن مشروع القرار ينص &كذلك على حظر الأسلحة لليمن بموجب الفصل السابع، وإدراج إسمي أحمد علي عبد الله صالح وعبد الملك الحوثي على لائحة المشمولين بالعقوبات، ودعوة فريق الخبراء الذي أنشئ بموجب القرار 2140 إلى التحقيق في العلاقة بين صالح والقاعدة. وينص مشروع القرار ايضًا على بطلان أي إتفاقيات تعقد مع الحوثيين واعتبارها غير قانونية وغير شرعية.
&