خسوف القمر مسألة عادية، ظاهرة طبيعية، تحدث&بين حين وحين. إلا أن البشر حمّلوها، منذ بداية الزمان، مفاعيل دينية ومعانيَ مصيرية، قد لا تمت إليها بصلة.

بيروت: بحسب وكالة ناسا الفضائية الأميركية، يحدث خسوف نادر للقمر السبت، ويتغير معه لونه إلى القرمزي الداكن، أو الدموي بحسب التعريفات الانسانية الخائفة، فيسميه البشر "القمر الأحمر".&

التغيير آتٍ!
حصل خسوفان مماثلان في العام الماضي، وهذا ثالث آت، وثمة خسوف رابع منتظر &بعد 6 أشهر تقريبًا. يقول المختصون في التغيرات الفلكية إن الأمر سيمر مرور الكرام، إلا أن القسيس الإنجيلي، جون هاغي (71 عامًا)، مؤسس وراعي كنيسة كونرستون في سانت أنطونيو في تكساس، يتنبأ بأن هذه الأقمار الحمراء الأربعة ستتزامن مع حدث سيقع في الشرق الأوسط ويهز العالم، كما كتب في كتاب ألفه لهذه المسألة، عنوانه "أربعة أقمار حمر...شيء ما سيتغير قريبًا"، وأصدره في العام 2012، رابطًا فيه الخسوفات الأربعة للقمر بمناسبات دينية مسيحية ويهودية، مؤكدًا فيه أن الحدث الجلل حاصل لا بد بين نيسان (أبريل) 2014 وتشرين الأول (أكتوبر) 2015.
&
أحداث يهودية
يؤكد هاغي في الكتاب وفي مقابلاته الصحافية، أن العالم سيشهد حدثًا جذريًا يبدأ في الشرق الأوسط، ويتعلق بإسرائيل، ويغير مسار التاريخ. ويربط بين "أقمار حمر" وبين أحداث يهودية كبيرة، كتزامن الخسوف الأحمر في العام 1439 مع نفي اليهود من الأندلس، والخسوف الأحمر الآخر في العام 1949 تزامن مع قيام دولة إسرائيل، وثالث في العام 1967 الذي تمكنت خلاله إسرائيل من احتلال القدس وسيناء والجولان والضفة الغربية.
حصل خسوف العام الماضي في 15 نيسان (أبريل)، يوم الفصح اليهودي، والخسوف الثاني في 8 تشرين الأول (أكتوبر) يوم عيد المظال اليهودي، ويتزامن خسوف السبت مع الفصح اليهودي والمسيحي، ويتزامن الخسوف الرابع في 28 أيلول (سبتمبر) المقبل مع عيد المظال اليهودي مرة أخرى.
&
الأقصر في القرن
إلا أن خبراء ناسا لا يعيرون هذه المصادفات والتأويلات انتباهًا، بل يشرحون احمرار القمر حين خسوفه بأنه يصطبغ بلون الشفق حين تتوسط الأرض بينه وبين الشمس، فيقع عليه ظلها والوهج الشمسي البرتقالي المائل إلى الاحمرار، رغم اعترافها &بأن حدوث 3 خسوفات حمراء متتالية أمر لم يحدث إلا 3 مرات طوال 500 عام مضت، بينما يحدث 4 مرات متتالية بين نيسان (أبريل) 2014 وأيلول (سبتمبر) 2015.
تقول الجمعية الفلكية في جدة إن خسوف القمر السبت هو الأقصر في القرن الحالي، لأن مرحلة الخسوف الكلي ستدوم 4 دقائق و43 ثانية فقط. وأصدر ماجد أبو زاهرة، رئيس الجمعية الفلكية، بيانًا &قال فيه: "سيحدث الخسوف نهارًا في المنطقة العربية، لذلك لن تتم مشاهدته فيها، بل فقط في غرب أميركا الشمالية وشرق آسيا والمحيط الأطلسي وأستراليا ونيوزيلندا".
&