لا تقتصر عمليات عاصفة الحزم على العمليات الحربية، بل تشمل أيضًا عمليات إنسانية، من إجلاء مواطنين ودبلوماسيين، وحماية المدنيين من جرائم ميليشيات الحوثي.

إيلاف - متابعة: تجمع المنظمات الانسانية الدولية على أن ميليشيات الحوثي يستهدفون المدنيين قصفًا وقنصًا، ويستخدمونهم دروعًا بشرية، من خلال نصب مدافعهم ومضاداتهم الأرضية بين المنازل وعلى أسطح المباني السكنية، كي يتجنبوا القصف الجوي، في انتهاز واضح لتمسك دول التحالف العربي بأمن المواطنين اليمنيين، ووضع سلامتهم فوق كل اعتبار عسكري، وتخليصهم من إرهاب ميليشيا الحوثي وحلفائها، بحسب ما كرر مرارًا العميد الركن أحمد عسيري، الناطق الرسمي بلسان عملية عاصفة الحزم.

بالاضافة إلى هذا الحرص، نفذت السعودية، ومعها الدول المشاركة في عاصفة الحزم، عمليات إغاثة مدنية، تمظهرت في إجلاء 86 شخصًا من الرعايا السعوديين والعرب، من قطر والامارات، ومن الصحافيين الأجانب الذين كانوا عالقين في اليمن، وذلك في عملية بحرية سميت "الاعصار"، نقلهم خلالها البحرية الملكية السعودية إلى مدينة جدة.

كما أوقفت طائرات عاصفة الحزم غاراتها على مواقع الحوثيين في صنعاء ومناطق يمنية أخرى لساعتين، متيحةً المجال لمسافرين عالقين من جنسيات مختلفة للاقلاع من مطار عدن.

وأكدت قوات التحالف لعمليات عاصفة الحزم على أن العمل الإنساني هو جزء من العمل العسكري، حيث تم تشكيل لجنة تهدف إلى تسريع إجراءات الأعمال الإغاثية، وقامت بإجلاء رعايا خمس دول أجنبية من اليمن خلال الفترة الماضية، وأن رحلات الصليب الأحمر الدولي التي جدولت طرأ عليها بعض التغيير من قبل المنظمة، مشيرة إلى أن وقف إطلاق الضربات الجوية لمدة 24 ساعة عائد إلى القيادة السياسية للتحالف.

&وأوضح العميد ركن أحمد عسيري، المتحدث باسم قوات التحالف المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي، أن قيادة قوات التحالف عندما شكلت بتوجيه سياسي من دول التحالف كانت تعي حجم المسؤولية تجاه الشعب اليمني، وكذلك تجاه أمن وسلامة المنطقة، وأن إحدى أهم هذه المسؤوليات هي الجانب الإنساني، مشيرا إلى أن قيادة قوات التحالف سبق أن دعت منذ اليوم الأول من عمليات عاصفة الحزم جميع الجهات للتواصل مع فرق العمل والجهات الرسمية في السعودية ودول التحالف لتسهيل إجراءاتها.

وقال العميد عسيري إن هناك أسبابا منطقية لتسهيل إجراءات الأعمال الإغاثية وإجلاء الرعايا، ومنها التأكد أن هذه الأعمال لا تتقاطع مع عمليات جارية في المواقع نفسها، وبالتالي تعرض حياتهم للخطر، والتأكد من أن هذه الأعمال الإغاثية وإجلاء الرعايا تتم في الاتجاه الصحيح، ويتم الوصول للأشخاص المعنيين، وألا تصل للجماعات الإرهابية، مع التأكد من أنهم فعلا رعايا الدولة، وليسوا تابعين للقيادات المنتمية للميليشيات الحوثية وغيرهم.

وأشرفت السعودية الأربعاء على إجلاء بعثات دبلوماسية أجنبية من اليمن برًا، شملت البعثات البريطانية والتركية والإندونيسية. ووصل الدبلوماسيون إلى منفذ الطوال على الحدود السعودية اليمنية، واتجهوا إلى الرياض ثم إلى دولهم. وكذلك سمحت قيادة عاصفة الحزم الخميس لطائرة روسية بأن تحط في مطار صنعاء، لإجلاء 167 مواطنًا روسيًا من اليمن.

وكذلك فتحت السعودية منافذها البرية الثلاث مع اليمن، بالرغم من الخطر، من أجل إجلاء مواطنين مصريين كانوا عالقين في الأراضي اليمنية.
&