تُطرح بقوة فرضيّة انهيار النظام السوري في ظل تمدّد تنظيم داعش في سوريا والعراق، ويُطرح السؤال حول مصير حزب الله في حال صحّت فرضية سقوط النظام السوري.

بيروت: يتمدّد تنظيم داعش في سوريا على حساب النظام السوري، والسؤال الذي يُطرح في حال سقط النظام في سوريا فعليًا أي مصير ينتظر حزب الله في لبنان؟

يعتبر النائب السابق فارس سعيّد (14 آذار) في حديثه لـ "إيلاف" عن فرضية انهيار النظام السوري ومصير حزب الله في لبنان في حال صحة هذه الفرضيّة، أن حزب الله ربط مصيره بسوريا وبالتالي ربط مصلحته بها، ولا محال أن سقوط النظام في سوريا سينعكس سلبًا على حزب الله في لبنان.

أما النائب السابق مصطفى هاشم (المستقبل) فيرى في حديثه لـ"إيلاف" أن حزب الله بالأساس مرتبط بإيران بحسب ما يعلنه مرارًا الأمين العام للحزب حسن نصرالله، وتابع لولاية الفقيه بإيران، وبالتالي حزب الله أمره مرتبط بإيران رغم أن النظام السوري يبقى حليفه، ولكن بالأساس يتبع لإيران، وما يحصل له في حال سقط النظام في سوريا مرتبط بما تمليه عليه إيران.

تمدّد داعش

ما مدى صحة مخاوف أن تتمدّد "داعش" في الداخل اللبناني؟ يقول سعيّد يبقى الأمر من ضمن التكّهنات التي من الممكن أن تقال من أجل التمسك بالنظام السوري، اليوم أصبح أمر واقع إنهيار النظام، وعلينا أن نفكر انطلاقًا من هذا الأمر الوقع وانطلاقًا من انهياره، كيف يمكن تحصين الوضع اللبناني الداخلي بحيث لا ينعكس هذا الانهيار فتنة داخليّة في لبنان وتصفية حسابات لبنانيّة –لبنانيّة، وبشكل أوضح فتنة إسلاميّة - إسلاميّة.

ويضيف سعيّد :"لقاء سيدة الجبل الأحد الماضي، ذكّر بشكل واضح أن مسؤولية المسيحيين هي منع الفتنة السنية الشيعية، وحماية للمسيحيين والمسلمين وللبنان".

أما هاشم فباعتقاده أن كل الدول الإقليميّة والغربيّة تؤكد أن لبنان بمنأى عن الأحداث المحيطة به، ولا شك من وجود بعض الارتدادات على لبنان، ولكن المتفق عليه من قبل الجميع أن يبقى لبنان بمنأى عن الأحداث التي تدور في سوريا والعراق، وفي جميع الأحوال الحوارات التي تجري سواء بين حزب الله والمستقبل أو بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانيّة، كلها أمور تجعل من الوضع في لبنان مستقرًا ولا يتأثر كثيرًا بما يجري في سوريا.

الأقليّات

ويرفض سعيّد عبارة أقليّات في لبنان بل يعتبر أن هناك لبنانيين، ولا وجود لجماعة تربح ضد جماعة أخرى في لبنان، لا أحد استطاع في لبنان أن يفرض وجهة نظره على جميع اللبنانيين حتى لو كانت صائبة، ولا يمكن بفعل التنوّع اللبناني أن يأتي فريق ويفرض وجهة نظره، من هنا حزب الله عاجز على فرض وجهة نظره على الجميع، والبيت الوحيد الذي يحمي كل اللبنانيين هو البيت اللبناني والتجربة اللبنانيّة وفكر لبنان الموحّد.

أما هاشم فلا يعتقد أن مصير الأقليّات في لبنان سيكون مشابهًا لمصير ما يجري في سوريا والعراق لأن هناك عيشًا حقيقيًا بين المسلمين والمسيحيين، وهناك أمثلة كثيرة حيث حمت البلدات الإسلامية بعض البلدات المسيحية في عكار، ولبنان محصّن ضد الأعمال الإرهابيّة، و"داعش" أو غيره لا بيئة حاضنة له في لبنان.

الحوارات

أي دور للحوارات الجارية وآخرها بين رئيس تكتل التغيير والإصلاح ميشال عون وبين رئيس القوات اللبنانيّة سمير جعجع بالنأي بلبنان عن أحداث المنطقة؟ يرى سعيّد أن رمزية طاولة الحوار القائمة بين حزب الله والمستقبل تبقى أنها الطاولة الوحيدة السنية الشيعية في المنطقة، بغض النظر عن جدواها وبرأي سعيّد يجب الحفاظ عليها.

عن دور الحوارات يقول هاشم نتيجة الصراع المذهبي الدائر في العراق وفي سوريا فالحوارات تنفّس الاحتقانات في الشارع.