أصبحت الكثير من المناطق اللبنانية تطفو بالنفايات، ما أثار إستياءً شعبيًا وسياسيًا، وسط دعوات من اللبنانيين إلى ضرورة انعقاد مجلس الوزراء اللبناني قريبًا لحل تلك المشكلة المستجدة.

&
&
بيروت: في ظل الأزمات السياسية التي يعيشها لبنان برزت أزمة النفايات المتفاقمة على ما سواها من أزمات سياسيّة، وبدا مشهد النفايات وهي تتكدس في الشوارع مشهدًا مقززًا في بيروت وسائر المناطق بعد توقف شركة سوكلين عن عملها، وستتحول النفايات مادة دسمة على جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء الخميس المقبل.
&
موقف المستقبل
وطالبت كتلة المستقبل الحكومة باجتماع استثنائي فوري لبحث مشكلة النفايات التي تقض مضاجع اللبنانيين وتنزلق الى نقاش عقيم بعيدًا عن معالجة المشاكل الحقيقية الحياتية والصحية.
&
وشدّدت الكتلة على أن معالجة موضوع النفايات هي من مسؤوليّة الحكومة بكل مكوناتها السياسية، وليس مسؤولية مكوّن دون آخر، لاسيما لجهة اعتماد المعالجات الصحيحة وفق خطة وطنية متكاملة، محذّرة من أن تتحول هذه المشكلة إلى سبب لنشوء وتفاقم نزاع مناطقي، فباطن الأرض الذي تتسرب إليه هذه النفايات، لا يميز على الإطلاق بين المناطق، مطالبة الحكومة بتأمين أماكن الطمر وشروط إقامتها وتحديد طرق ووسائل المعالجة، والعمل لتلزيم تنفيذ هذه المعالجات للقطاع الخاص بطرق شفافة وموثوقة من الجوانب كافة، وهذا لا يمكن أن يتم إلا بموقف حكومي متضامن وعبر الالتزام بمنطق ومقاربة وطنية تقوم على التكامل والتشارك بين جميع المناطق، تنفيذًا للخطط والبرامج الحكومية العامة.
&
وفي حين يتم الحديث عن إيجاد مطمر بديل موقت في عكار شمال لبنان، استنكرت اللجنة التنفيذية في حركة شباب لبنان "ما يلحق باللبنانيين أولاً من أضرار صحية وبيئية وبصورة لبنان ثانيًا من أضرار معنوية وسياحية من جراء تكدّس النفايات أرتالاً على الأرصفة وجوانب الطرق بسبب تعطيل إقرار ملف وطني انساني بيئي بامتياز متعلق بهذا الأمر ينهي فور اقراره كل هذه المهزلة"، ونوّهت بعمل البلديات في مختلف المحافظات والأقضية، والتي تبذل قصارى جهدها للتخفيف من الأعباء الناتجة عن هذه الأزمة المستجدّة.
&
المواطنون عالقون في النفايات
حول الأزمة الحياتية والبيئية المستجدة في لبنان، يقول المواطن إيلي فاخوري إن "تلك المشكلة واجهناها سابقًا في العام الماضي في لبنان، وكان الأجدى وقتها إيجاد مطمر بديل عن مطمر الناعمة، لكن تبقى القرارات في لبنان مؤجلة وكل فريق يبحث عمّا يفيده ماديًا وسياسيًا من أي موضوع يطرح عليه إن كان سياسيًا أو بيئيًا أو اجتماعيًا".
&
كميل سركيس يعتبر أنه "إذا ما استمرت النفايات على ما هي عليه في بيروت والمناطق، فإن أمراضًا جديدة ستظهر في لبنان، فكل خبراء الصحة يحذّرون من مغبة بقاء النفايات في شوارع لبنان، بالإضافة إلى أن لبنان على أبواب سياحته الصيفية كيف يمكن أن نستقبل السياح وأي صورة سيأخذونها عن لبنان في ظل كل تلك النفايات التي تطفو في شوارعه؟
&
غلاديس عون تؤكد أن "كل الحلول في لبنان لن تجدي نفعًا لأنها تبقى حلولاً موقتة، فبالإضافة إلى مشكلة النفايات اليوم هناك مشاكل عديدة تبقى على عاتق مجلس الوزراء أن يحلها، وهو يقوم بتأجيلها يومًا بعد يوم بحجج واهية وغير منطقية، لقد آن الآوان برأيها أن ينتفض كل الشعب اللبناني في وجه حكّامه على الأقل من أجل الحصول على حقوقه الحياتية وليس فقط السياسية منها، لأن الحالة أصبحت "زبالة" سياسيًا واقتصاديًا وحياتيًا وأخلاقيًا ومعنويًا، لأن أي بلد تعوم فيه هكذا نفايات في طرقه هو بلد لا يمكن العيش فيه وتربية الأطفال على &حقوقهم، ولا يمكن التوقع أن يؤمن هكذا بلد حقوق الأطفال والشباب"
&