واجه وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس، الزائر لطهران في أول زيارة لوزير خارجية فرنسي منذ 12 عاماً، احتجاجات بسبب فضيحة الدم الملوث قبل 30 عاماً حين كان فابيوس رئيساً للحكومة.

نصر المجالي: أعلن وزير الخارجية الفرنسي أنه يحمل دعوة من الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند& الى نظيره الايراني حسن روحاني لزيارة فرنسا في& تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل.

وتحادث فابيوس فور وصوله مع نظيره الايراني محمد جواد ظريف، ومن المقرر أن يلتقي بالرئيس روحاني في وقت لاحق الاربعاء. وتتركز محادثات فابيوس خلال هذه اللقاءات على العلاقات الثنائية والقضايا الاقليمية والدولية المهمة.

وقال وزير الخارجية الفرنسي إن وفداً اقتصاديًا يضم مندوبين من مختلف الشركات الفرنسية سيزور طهران خلال ايلول (سبتمبر) القادم.

ومن جانبه، صرح وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف بأن ايران وفرنسا تدرسان خلال زيارة فابيوس الى طهران الجارية حاليًا، سبل متابعة العلاقات الثنائية وتطويرها.

وقال ظريف خلال مؤتمر صحفي مع نظيره الفرنسي إنني اشعر بالكثير من السرور لاستضافتنا بعد 17 عاماً وزير خارجية فرنسي في طهران وبالطبع فقد استضفنا في العام 2003 وزير الخارجية الفرنسي في حينه ولكن في اطار المفاوضات النووية مع الدول الاوروبية الثلاث (فرنسا والمانيا وبريطانيا).

علاقات تاريخية

ووصف العلاقات بين ايران وفرنسا بأنها تاريخية، واضاف ان هذه العلاقات شهدت خلال الاعوام الاخيرة بعض التذبذبات ونأمل بأن نتحرك من الان فصاعدًا نحو علاقات اكثر جدية.

وأضاف ظريف بانه سيكون هنالك تطوير للعلاقات في مختلف المجالات بين البلدين، وقال انه ومع تنفيذ برنامج العمل المشترك الشامل ستتوفر الارضية للمزيد من التعاون في مجالات الطاقة والنقل وصناعة السيارات، والتي للبلدين فيها علاقات واسعة تقليديًا وستتوسع هذه العلاقات مستقبلاً.

واشار ظريف الى زيارة سيقوم بها وفد فرنسي رفيع المستوى الى ايران نهاية الصيف، وقال ان فابيوس يزور ايران اليوم برفقة عدد من الوزراء ايضاً.

وتابع وزير الخارجية الايراني أن المحادثات السياسية التي كانت مقتصرة على القضية النووية ستتوسع لتشمل قضايا مكافحة التطرف والارهاب والتعاون في مجال البيئة، وكذلك في المجال النووي.

ونوه الى انه لقد كانت لنا مع فرنسا علاقات قديمة في المجال النووي، وان هذا الاتفاق (النووي) سيساعد في تطوير هذه العلاقات، معربًا عن امله بأن تساعد زيارة فابيوس بتوفير الارضية لتطوير العلاقات وتبديد حالات سوء الفهم.

احتجاج

وإلى ذلك، فإنه تزامنًا مع وصول فابيوس تجمع عدد من طلاب الجامعات في مطار مهرآباد الإيراني احتجاجاً على صفقة أمصال دم ملوثة بفيروس الايدز (HIV) تسلمتها ايران من فرنسا ابان فترة ترؤس فابيوس للحكومة في عامي 1983 و1984، ما ادى الى اصابة ووفاة مئات المواطنين الايرانيين.

وكان فابيوس رئيس وزراء حين اندلعت في فرنسا فضيحة الدم الملوث في الثمانينات. وقام المركز الوطني لنقل الدم في ذلك الحين بتوزيع دم ملوث بفيروس الايدز، ما ادى الى مقتل مئات الاشخاص في فرنسا حيث حظر لاحقاً استخدام هذه المنتجات الملوثة.

غير أن تصدير الدم الملوث استمر الى الخارج ولا سيما الى إيران، ما ادى الى اصابة مئات الاشخاص ووفاتهم. وفي 1999 برأ القضاء الفرنسي لوران فابيوس في هذه القضية.

وحمل الطلبة المحتجون يافطات تحمل مختلف العبارات منها "الايدز، هدية فرنسا لايران" و"بعد 30 عامًا، ما هي الجريمة، السيطرة على وكر التجسس ام نقل الايدز"" و"لا نعفوا ولا ننسى" و"فرنسا واميركا سواسية في فرض الحظر" و"فابيوس عميل اميركا، جاسوس اسرائيل" و"ملك الايدز، لا مرحبا بك".