بيروت: هز انفجار عنيف الاحد ارجاء معبد بل الرائع في مدينة تدمر السورية، من دون ان يتضح بعد حجم الاضرار التي احدثها هذا التفجير الذي يقف وراءه تنظيم الدولة الاسلامية.

ويعد هذا التفجير الفصل الثاني من الاعمال التخريبية التي يرتكبها عناصر التنظيم خلال اسبوع، ويستهدفون فيها معبدا في تدمر المدرجة على لائحة التراث العالمي لليونيسكو والتي تقع في قلب الصحراء السورية.

واعلن المرصد السوري لحقوق الانسان ان التنظيم عمد الاحد الى تفجير جزء من المعبد.

كما اكد احد النشطاء من مدينة تدمر محمد حسن الحمصي حدوث دمار جزئي في المعبد مشيرا الى ان عناصر التنظيم "استخدموا في عملية التفخيخ علبا وبراميل معدة مسبقا" مشيرا الى انهم "دمروا داخل المعبد".

لكن المدير العام للاثار والمتاحف مأمون عبد الكريم بدا متريثا اذ قال لوكالة فرانس برس الاثنين "وردتنا معلومات عن ان عناصر من التنظيم قامت الاحد بعملية تفجير في ساحة المعبد الا ان هيكل (الجزء المغلق) المعبد والاعمدة الامامية لم تتأثر".

واوضح مدير الاثار "ان ساحة المعبد واسعة جدا اذ تبلغ مساحتها نحو 43 الف متر مربع لكن التنظيم منع العاملين في الاثار من الاقتراب".

ويعد معبد بل ابرز معالم مدينة تدمر الاثرية والتي يطلق عليها لقب "لؤلؤة الصحراء".

واشار عبد الكريم الى ان المعبد "يجمع بطريقة فريدة الفن الشرقي والفن اليوناني-الروماني، وما يزال يحتفظ بسمات المعبد القديم من مذبح وحوض واعمدة" مشيرا الى ان "المعبد هو اجمل المعابد في الشرق الوسط الى جانب معبد بعلبك" في لبنان.

واستغرق بناء المعبد، الذي كان يزوره قبل بدء النزاع في البلاد نحو 150 الف سائح سنويا، نحو قرن حيث بدأ تشييده في عام 32 وانتهى في القرن الثاني. وفي ايار/مايو، سيطر عليه تنظيم الدولة الاسلامية الذي سبق ودمر عدة معالم اثرية في العراق.

وينبذ التنظيم المتطرف المعالم الدينية وخاصة التماثيل ويعتبرها اصناما تعود للوثنية.

وكان تنظيم الدولة الاسلامية فجر في 23 اب/اغسطس معبد بعل شمين الشهير في مدينة تدمر ما ادى الى تدمير الهيكل وانهيار الاعمدة. واظهر شريط فيديو بثه التنظيم بعد ايام صورا تبين الركام الذي خلفه تفجير المعبد.

&وبدأ بناء معبد بعل شمين عام 17 &ثم جرى توسيعه في عهد الامبراطور الروماني هادريان عام 130. وبعل شمين هو اله السماء لدى الفينيقيين.

ولا تنحصر جرائم التنظيم عند هذا الحد حيث قامت عناصر منذ عشرة ايام بالتمثيل بجثمان مدير الاثار السابق للمتاحف في المدينة خالد الاسعد (82 عاما) بعد ان قطعت راسه وعلقت جثمانه على عمود وسط المدينة.

وفي دمشق، يخوض التنظيم المتطرف الاثنين "حرب شوارع" مع مقاتلين من المعارضة &في جنوب العاصمة، وذلك في اقرب نقطة يصلها حتى الان من دمشق.

وذكر مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن ان الاشتباكات تدور في حي القدم احد الاحياء الجنوبية لدمشق حيث بسط التنظيم المتطرف سيطرته على حيين خلال اليومين الماضيين.

واضاف مدير المرصد ان "هذه المنطقة هي اقرب نقطة يصلها التنظيم من مركز العاصمة" مشيرا الى مقتل 15 مقاتلا من الجانبين خلال المعارك التي اجبرت السكان على الفرار.

وقدم جهاديو التنظيم من منطقة الحجر الاسود المجاور حيث يتواجدون منذ تموز/يوليو 2014.

واكد مصدر امني لوكالة فرانس برس الاقتتال بين الجانبين. وقال "انهم يتقاتلون سوية وهذا يفرحنا ونحن متنبهون في حال حدوث اي امتدادات" نحو المناطق التي تسيطر عليها القوات الحكومية.

وكان الهدوء يسود نسبيا حي القدم، بحسب المرصد، منذ بدء سريان الهدنة بين مقاتلي المعارضة والقوات النظامية التي تم التوصل اليها منذ عام.

وفي شمال البلاد، تمكن جهاديو تنظيم جبهة النصرة (ذراع القاعدة في سوريا) من التقدم نحو قرية الفوعة التي تسكنها غالبية من الطائفة الشيعية وبسطوا سيطرتهم على بلدة صواغية المجاورة لها في ريف ادلب. واسفرت المعارك الجارية في هذه البلدة حسب المرصد عن مقتل مدنيين اثنين وتسعة مقاتلين من الجانبين.

من جهتها اعلنت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) مقتل ستة اشخاص في الفوعة &وكفريا. وقالت "ارتقى ستة شهداء أحدهم طفل في الثانية عشرة من عمره جراء سقوط عشرات القذائف الصاروخية أطلقتها التنظيمات الارهابية التكفيرية على بلدتي الفوعة وكفريا شمال شرق مدينة ادلب".

ولم يعد للنظام تواجد ملموس في محافظة ادلب في شمال غرب البلاد، باستثناء بلدتي الفوعة وكفريا اللتين تدافع عنهما ميليشيات موالية للنظام وحزب الله، ومطار ابو الظهور العسكري حيث تقاتل قوات نظامية.

ويحاصر مقاتلو المعارضة الفوعة وكفريا بشكل كامل منذ نهاية آذار/مارس.

وقتل اكثر من 240 &الف شخص في النزاع السوري منذ اندلاعه في منتصف آذار/مارس 2011. وكان بدأ بحركة احتجاجات سلمية مطالبة باصلاحات وتطور الى نزاع دام متشعب تشارك فيه اطراف عديدة.