للعام الثاني يمثّل رئيس الحكومة تمام سلام لبنان في نيويورك ويحمل معه ملفات داخلية منها ملف الرئاسة اللبنانيّة الذي طال انتظاره وكذلك ملف اللاجئين السوريين.

بيروت: يتوجه رئيس الحكومة تمام سلام إلى نيويورك لتمثيل لبنان في الأمم المتحدة فما الذي يحمله معه من ملفات داخلية؟

يعتبر الوزير والنائب السابق بشارة مرهج في حديثه ل"إيلاف" أن رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام في رحلته المقبلة إلى نيويورك يحمل الملفات اللبنانية التقليدية، وبخاصة ملف اللاجئين السوريين في لبنان وضرورة مساعدة لبنان على تحمل هذا العبء الكبير إن كان على الصعيد التربوي أو الاقتصادي أو الأمني، وستكون هناك مهمة لسلام بلقاء قادة الدول في نيويورك العربية والأجنبية لشرح الأوضاع الدقيقة التي يمر بها لبنان، ورغبته بوجود تعاون عربي ودولي حقيقي لاستيعاب تلك المسألة التي بدأت تتفجر على أبواب العواصم الأوروبية كلها، فإذا كانت بعض البلدان الأوروبية تنوء بعشرات الأولوف من اللاجئين فكيف بلبنان وهو بلد صغير.

سلام والنظام

ولدى سؤاله اليوم يذهب رئيس الحكومة اللبناني تمام سلام إلى نيويورك بظل حراك لبناني داخلي، إلى أي مدى هذا الحراك يقلل من شرعية النظام اللبناني؟

في هذا الخصوص يؤكد مرهج أن سلام منذ البداية كان حريصًا على التجاوب مع المطالب الشعبية، واعتبر سلام هذا التحرك عفويًا وديموقراطيًا، وكان حريصًا أيضًا على سلمية هذا التحرك ووصوله إلى مبتغاه، وأهداف التحرك مشروعة ويتبناها الشعب اللبناني بأسره وخصوصًا الطبقات التي ترزح تحت الفقر، وتمام سلام كان مواكبًا لهذا الحراك ولا أعتقد أنه محرج بهذا الموضوع إطلاقًا، خصوصًا وأن كل هذا الحراك برغم المشاكل التي نشأت بسببه، لم تسقط فيه ضحية واحدة، وإن سقط بعض الجرحى والمصابين، وهذه ورقة بيد سلام، أن الشعب اللبناني يعاني ويتحمل ملفات أكبر منه، وفي الوقت عينه اللبناني يتمسك بالديموقراطية وبالحراك السلمي، وهنا يستطيع أن يواجه سلام الكثيرين من رؤساء الدول والحكومات بالموقف اللبناني، ويرى مرهج أن سلام يجب أن يكون مسلحًا بالديموقراطية اللبنانيّة التي اجتازت امتحانًا كبيرًا في الأيام الأخيرة مع ضرورة تطبيق قرارات الأمم المتحدة، لأن بدون تفعيل تلك القرارات ووقف العدوان الإسرائيلي على الأقصى والشعب الفلسطيني وبدون مواجهة التطرّف في المنطقة بشكل جماعي تحت مظلة الأمم المتحدة سيواجه الجميع مشاكل أكبر مما يواجهها الآن، بدليل ما يحصل اليوم في أوروبا.

دعم دولي

هل يحصل سلام على دعم دولي بانجاز مهامه الحكومية؟ يلفت مرهج إلى أنه من الواضح اليوم أن هناك توافق دولي على عدم انفجار الوضع الأمني في لبنان، على رغم من تباين المواقف السياسية تتقاطع مواقف لبنانية عند نقطة مساعدة لبنان على عدم الإنزلاق إلى أي فتنة داخلية، أو أي اضطراب أمني كبير، لكن تبقى المشكلة السياسية اللبنانية بعهدة اللبنانيين بالدرجة الأولى وهم الذين يجب أن يتولوا حلّها ضمن الدستور اللبناني والقوانين المرعية الإجراء.

رئيس للجمهورية

لأي مدى عدم وجود رئيس للجمهورية يمثل لبنان في نيويورك يقلل من دعم الغرب للبنان؟ يؤكد مرهج أن الجميع يشعرون بمرارة من عدم انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان، وغيابه عن هذا الحدث العالمي، ويشعرون بهذا الفراغ الذي يؤثر على مجمل الأوضاع الداخلية في لبنان ويساهم مع سواه من العوامل بتعطيل حركة الدولة وانتاجية المجتمع، ويلحق الضرر بلبنان، وبالمواطنين والمؤسسات على حد سواء، وقد تبين للبنانيين وللكثير ممن كانوا يعتبرون أن رئيس الجمهورية أصبح منصبًا فخريًا، خطأ هذه النظرة، لأنه تبين أن رئيس الجمهورية جزء فاعل جدًا في الحياة السياسية ولا يمكن للدولة بمؤسساتها أن تتحرك وتنتج ضمن الدستور بغياب رئيس الجمهورية.