تصاعد حدة التماحك بين لندن وموسكو إلى مرحة "عرقلة مهام البعثات الدبلوماسية" في كلا البلدين في سابقة غير معهودة في علاقات البلدين، من خلال قيام ناشطين بتظاهرات احتجاجية أمام سفارة كل بلد عند الآخر.

ورداً على تعطيل عمل السفارة الروسية في العاصمة لبريطاني لندن يوم الخميس، قام نشطاء برمي أجزاء من مجسمات بشرية بلاستيكية على مبنى السفارة البريطانية في موسكو، يوم الجمعة، وردد المشاركون في الاحتجاج "ارفعوا أيديكم عن روسيا" و"ارفعوا أيديكم عن سوريا"، حاملين لافتات كتب عليها: "بريطانيا هي الحرب" و"بريطانيا، قفي".

ورفضت المتحدثة باسم الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، تورط الوزارة في تنظيم الاحتجاج. بينما كانت مصدر بوزارة الخارجية البريطانية قال إن الوقفة الاحتجاجية أمام السفارة الروسية يوم الخميس كانت سلمية، مشيرا إلى أن هيئة الأمن الدبلوماسي كانت على اتصال مع موظفي السفارة.

ننفذ التزاماتنا&

وقالت زاخاروفا، في حديث لإذاعة (هنا موسكو)، إن وزارة الخارجية الروسية لم تدع أبدا لا نشطاء ولا ممثلين عن المجتمع المدني إلى تنظيم أي تظاهرات ضد سفارات أجنبية "لسبب بسيط وهو أن روسيا تنفذ التزاماتها، بما في ذلك، اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية، والتي تلزم بتوفير الحماية للبعثات الدبلوماسية الأجنبية وضمان مستوى محدد من الأمن لها".

كما وصفت الدبلوماسية الروسية في وقت سابق من الجمعة الوقفة الاحتجاجية أمام السفارة الروسية في لندن بـ"جزء من طلبية سياسية".

وأشارات زاخاروفا إلى "أن طريق استغلال السلطات البريطانية مواطنين عاديين وعدم احترامها &للمؤسسات الديمقراطية يمثل كارثة حقيقية، لأن الناس يتحولون بذلك إلى قطيع من الخرفان دون إرادة وتعليم، فلا يفهمون ولا يدركون جوهر المسألة".

السفارة الروسية&

وكانت مجموعة من المتظاهرين عمل السفارة الروسية في العاصمة البريطانية لندن، الخميس، حيث ردم البعض منهم مدخل القسم القنصلي بالسفارة بأجزاء من مجسمات بشرية بلاستيكية، في حين ربط آخرون أنفسهم بمدخل السفارة، احتجاجا على عمليات روسيا في سوريا.

وقالت السفارة الروسية في بيان إن "الشرطة تابعت أعمال الاستفزاز والشغب التي قام بها "المتظاهرون" دون تدخل"، مضيفة أن الاحتجاج رافقه تعطيل عمل خطوط اتصالات هاتفية للسفارة بالتزامن مع هجوم باتصالات "فارغة" تعرضت له البعثة الدبلوماسية الروسية.

دعوة جونسون&

وأضافت السفارة إن الحادث يأتي "في سياق الدعوة الرسمية الأخيرة التي أطلقها وزير الخارجية البريطاني، بوريس جونسون، في 11 أكتوبر/تشرين الأول، رسميا في البرلمان مؤخرا، إلى تنظيم احتجاجات بالقرب من السفارة الروسية في لندن احتجاجا على الحرب في سوريا".

وأكدت وزارة الخارجية الروسية تعليقا على ذلك أن تصريحات جونسون أثارت خجل موسكو من الدبلوماسية البريطانية

وقال مصدر في وزارة الخارجية البريطانية اليوم الجمعة: "علمنا من الشرطة أن وقفة احتجاجية سلمية صغيرة جرت الخميس أمام السفارة الروسية. وموظفون من هيئة الأمن الدبلوماسي كانوا موجودين في مكان الحدث، وكانوا على اتصال وثيق بموظفي السفارة الروسية. ولم تتم أي اعتقالات".

مذكرة احتجاج&

وكانت البعثة الدبلوماسية الروسية أعلنت أنها أرسلت إلى وزارة الخارجية البريطانية مذكرة احتجاج بسبب قلقها بشأن عدم رغبة السلطات البريطانية في تأمين العمل المستمر للسفارة وحماية أمن مبنى البعثة أثناء الاحتجاج يوم الخميس.

كما احتجت السفارة الروسية على عرقلة عمل البعثة الدبلوماسية الروسية هناك. وجاء في بيان السفارة الروسية أنه "في الـ3 من نوفمبر/تشرين الثاني قامت مجموعة من المتظاهرين، في إطار حملة احتجاجية، بعرقلة عمل السفارة عن طريق وضع أجزاء من المجسمات البشرية البلاستيكية أمام مدخل القسم القنصلي للسفارة، كما ربط "المحتجون" أنفسهم بمدخل البعثة الدبلوماسية، الأمر الذي أدى إلى عدم إمكانية دخول موظفين وزوار إلى مبنى السفارة".

تعطيل الاتصالات

وأضاف البيان أنه تم أيضا تعطيل عمل خطوط اتصالات هاتفية للسفارة بالتزامن مع هجوم باتصالات "فارغة" تعرضت له البعثة الدبلوماسية الروسية.

&وشدد البيان على أن أعمال المحتجين أسفرت عن ظهور تهديد واقعي لأمن البعثة الدبلوماسية الروسية في لندن، مشيرا إلى أن الشرطة البريطانية لم تتدخل في أعمال الشغب الاستفزازية التي قام بها "المتظاهرون".

وذكر البيان: "يبدو أن هذه "الحملة الاحتجاجية"، التي عرقلت عمل السفارة الروسية، تم تخطيطها سلفا، الأمر الذي لا يثير الاستغراب، لا سيما في سياق دعوة وزير الخارجية البريطاني بوريس جونسون إلى القيام بحملات احتجاجية أمام السفارة الروسية في لندن".

وأعربت السفارة الروسية عن قلقها من عدم رغبة السلطات البريطانية في ضمان أمن البعثة الدبلوماسية الروسية وتأمين عملها الطبيعي.

طلب تحقيق&

كما طلبت السفارة امن وزارة الخارجية البريطانية إجراء تحقيق في الاحتجاج الذي عرقل عمل البعثة الدبلوماسية أمس الخميس.

وقال السفير الروسي لدى بريطانيا، ألكسندر ياكوفينكو، في حوار مع قناة "أر تي": "طلبنا من وزارة الخارجية إجراء تحقيق وإبلاغنا بنتائجه، طلبنا أيضا من وزارة الخارجية تأميننا مستقبلا من مثل هذه الأعمال التي تشكل تهديدا أمنيا".&

واعتبر أن العملية كانت مدبرة، إذ من المستحيل تنفيذها من قبل مجموعة صغيرة، مفسرا تنظيم هذا الاحتجاج بامتناع بريطانيا عن التعاون مع روسيا في مكافحة الإرهاب في سوريا.&

وكان عدد من المتظاهرين قد عرقلوا عمل السفارة، يوم أمس الخميس، عن طريق وضع حاجز أمام مدخل القنصلية، وربطوا أنفسهم بمدخل مبنى البعثة الدبلوماسية بواسطة السلاسل.&

ووفق بيان السفارة، كان هناك تهديد لأمن البعثة الدبلوماسية، إذ أن الشرطة "لم تتدخل لوقف" تصرفات المتظاهرين.&