يدور جدل في المملكة العربية السعودية حول إقدام بعض المشاهير على عرض الإعلانات على صفحاتهم الرسمية في مواقع التواصل الإجتماعي، وفيما أعتبر البعض بأنهم يستغلون متابعيهم بشكل غير اخلاقي، اعتبر البعض الآخر بأنه أمر عادي ولا بأس فيه.

حسن حاميدوى: ما بين رافض وموافق ومتحفَظ، تنوعت اراء متابعي المشاهر على موقع توتير حول احقية استخدام هؤلاء المشاهير لحسابتهم الشخصية كوسيلة للإعلان او التسويق او الترويج &للسلع او الخدمات، فضلا عن تقاضي الاجر عليها.
&
وانضم مؤخرا مشاهير في توتير من اعلاميين ورياضيين ومتخصصين ودعاة وغيرهم، إلى قائمة الأكثر استفادةً من حساباتهم المليونية، محققين استفادة مادية عبر الاعتماد على الإعلان بشكل غير مباشر، لتصل احيانا كلفة التغريدة الإعلانية الواحدة الى ثمانية الف دولار.
&
هذه التغريدات الاعلانية غير المباشرة، احدثت خلافا بين متابعي هؤلاء المشاهير، فمنهم من اعتبرها خرقا للمصداقية الشخصية باعتبار أنه ليس من حق صاحب الحساب أن يروج لسلعة أو خدمة على حساب المتابعين الذين ينتظرون منه امور أهم، وفي مقابل ذلك، اعتبر اخرون بأن أي شخص يملك الحق في كتابة ما يريد ضمن صفحته الشخصية، طالما أنه كان بعيداً عن الإساءة.
&
8 آلاف دولار!
&
وبحسب بيانات نشرتها صحف سعودية، فإن رسوم التغريدة الواحدة لأصحاب الحسابات المتوسطة التي يتراوح عدد متابعيها بين 100 ألف و 600 الف، تبلغ من 500 الى 1500 دولار، فيما تبلغ كلفة التغريدة الواحدة للحسابات المليونية بين ثلاثة الى اربعة الالاف دولار، إلا أن الأكثر كلفة هو حساب أحد اللاعبين السعوديين المعتزلين، وتبلغ كلفة التغريدة الواحدة 8 الاف دولار.
&
وبالرغم من ان المشاهير لا يقدمون على التغريد بإعلان بشكل مباشر وواضح، الا ان تفاعل المتابعين عادة ما ينحصر بين رأيين، بين توجيه الاتهام بأن هذه التغريدة مجرد اعلان وتأتي ضمن اتفاق مدفوع الثمن، وفريق آخر يبدى إعجابه بما جاء في التغريدة، ويدعمها من خلال تأكيده على جودة المنتج مثلاً، أو من خلال قيامه بإعادة نشرها.
&
ونادرا ما يفصح المشاهير بأنهم يطلقون تغريدات إعلانية، خشية اتهامهم بأنهم يستغلون متابعينهم او خشية من فقدان موثوقيتهم، الا ان شركات اعلان وتسويق أكدت ان مشاهير تويتر دخلوا على خط الإعلانات التجارية لاقتطاع نصيب من كعكة المعلنين &والذين اتجهوا بقوة الى مواقع التواصل الاجتماعي التي فرضت نفسها بقوة، نظراً لانخفاض كلفتها وارتفاع نسبة المشاهدة العالية.
&
انعكاس سلبي&
&
هذا التوجه الاعلاني نحو الاعلام الالكتروني، انعكس سلبا على ضعف الإعلانات الورقية، وبالتالي على عدد من الصحف اليومية السعودية التي قلصت عدد صفحاتها بنسبة 15% تقريبا، وشمل أيضا تقليص حجم التوزيع والاشتراكات وبالتالي انخفاض حجم المبيعات والموارد المالية، وهو ما ادخل بعض الصحف في حالات تقشف اقتصادية، ظهرت في تسريح عدد من &الموظفين وتحويل بعض الصحفيين إلى متعاونين، فضلا عن إغلاق بعض الفروع المحلية لتقليل المصاريف.
&
وائل كردي، مدير وكالة المسار للإعلان، اوضح إن عزوف المعلنين عن المطبوعات الورقية ليست مشكلة تواجه السعودية وحدها، بل إنها أزمة تهدد سوق الصحافة الورقية بشكل عام، مشيرا &في حديثه &لـ "ايلاف" إلى أن رصد حديث لسوق الإعلان بالسعودية اظهر أن مواقع التواصل الاجتماعي أضحت الوسيلة الفضلى للإعلانات، بسبب تزايد الوقت الذي يقضيه المستخدمون على الهواتف الذكية، وهو ما جعل المعلنين يحولون ميزانياتهم من الصحف الورقية &إلى الإعلانات عبر الإنترنت.
&
تجدر الاشارة، ان السعودية تعتبر من الدول الخليجية الأعلى إنتاجا للصحف الورقية، إذ يصل عدد صحفها اليومية إلى سبعة عشر &صحيفة، منها صحيفتان باللغة الإنجليزية، وثلاث صحف رياضية &كما تصدر عشرات المجلات ما بين أسبوعية وشهرية عدا المجلات المتخصصة، فيما يتراوح عدد صفحات الصحف اليومية السعودية &بين 26 صفحة &كحد ادني و35 &صفحة كحد أقصى.

&