شن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، هجومًا حادًا&على الإتحاد الأوروبي، بينما حذر رئيس وزرائه من&إلغاء الاتفاق حول اللاجئين ما لم يتم تنفيذ إلغاء تأشيرة دخول الأتراك&الى&دول الاتحاد.

نصر المجالي:&شدد إردوغان في خطاب نقله التلفزيون التركي (تي آر تي) على أن "تركيا لن تتراجع عن أهدافها لعام 2023، وعلى الاتحاد الأوروبي أن يعي ذلك جيدا"، مشيراً إلى أن "البرلمان الأوروبي طلب منا وقف بناء المفاعل النووي الذي نعمل على استكماله، وفي المقابل فإن هناك مئات المفاعلات حول العالم ولا نسمع لهم صوتا".

وتساءل الرئيس التركي: "لماذا تُمنع تركيا من امتلاك مفاعل نووي وتتم&محاولة عرقلة ذلك من قبل البعض؟"، مؤكدا أن "تقرير الاتحاد الأوروبي منحاز وغير موضوعي وتم وضعه من أشخاص غير محايدين".

وأردف قائلا: "لا نقوم بالإصلاح من أجل الأوروبيين، بل من أجل مواطنينا وشعبنا وحقهم علينا، وأن تقرير البرلمان الأوروبي حول تركيا كتب من أناس مرتبطين بحزب (بي كي كي) الإرهابي".

استغلال الطوائف

وحذر اردوغان من محاولات استغلال الأرمن والعلويين والأكراد لنشر الفتنة بين الأتراك، وقال "بعد إتمام المبادلات السكانية بيننا وبين اليونان لم يبق في بلادنا سوى المسلمين، ولذلك حاولوا اللعب بورقة التمييز العرقي"، مضيفا أنه "بوحدتنا لن يستطيع أي أحد أن يمنعنا من وصولنا لأهدافنا ولن يستطيع الاتحاد الأوروبي أن يصدر بيانات مليئة بالهذيان".

وأشار إلى أنه "عبر تمسكنا بالوحدة والترابط الداخلي فلن يمنعنا الإرهابيون من الوصول لأهدافنا"، لافتا إلى أن "الاتحاد الأوروبي يحاول منعنا من إتمام مشاريعنا العملاقة ويدعي أنها مضرة بالبيئة وهذا ما وصفه التقرير الأوروبي".

تعهد متبادل

وإلى ذلك، قال رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو يوم الثلاثاء إن "تركيا طرف جاد، وعندما تتعهد ننفذ، ولن تتراجع أبداً عن المسائل التي تعهدت بالقيام بها، هذا تعهد متبادل، إذا لم يقم&الاتحاد الأوروبي بالخطوات الضرورية بهذا الصدد (مسألة إلغاء تأشيرة دخول المواطنين الأتراك إلى بلدان الاتحاد)، فلا يمكن أن يُنتظر من تركيا أن تلتزم بالاتفاق (إعادة قبول المهاجرين)".

وقال في مؤتمر صحافي عقده في أنقرة، قبيل توجهه إلى فرنسا، رداً على سؤال حول خبر أوردته صحيفة ألمانية بخصوص اعتزام الاتحاد الأوروبي إضافة مادة إلى الاتفاق مع تركيا تتيح وضع تقييد حول اتفاق إلغاء تأشيرة الدخول للمواطنين الأتراك.

وأشار داود أوغلو أنه سيُلقي كلمة في اجتماع الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا، وأنه سيلتقي في إطار زيارته مع كل من الأمين العام للمجلس الأوروبي ثوربيورن ياغلاند، ورئيس الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا، بيدرو أغرامونت، و رئيس المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان غيدو ريموندي، ورئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر.

وأوضح داود أوغلو أنه سيبحث خلال اللقاءات الثنائية، محاربة الإرهاب، ومشكلة اللاجئين، والإسلاموفوبيا، وقضايا مشتركة أخرى في القارة الأوروبية.

وشدد داود أوغلو على أنه حينما تَعدُ بلاده بشيء، فإنها تنفذه دونما نقصان، وبالمقابل فهي لا ترضى بأي تنازلات عن الوعود التي قطعها الطرف المقابل.

وأضاف "هذا اتفاق متبادل، وإذا لم يقم الاتحاد الأوروبي بما يقع على عاتقه، فإنه من غير الصواب الانتظار من تركيا تنفيذ بنود الاتفاق"، واستدرك قائلا: "ما زلت على اعتقادي برفع الاتحاد الأوروبي تأشيرات الدخول عن المواطنين&الأتراك في حزيران (يونيو) المقبل".

الاتفاق

تجدر الإشارة إلى أن تركيا والاتحاد الأوروبي توصلا في 18 آذار/ مارس 2016 في العاصمة البلجيكية بروكسل إلى اتفاق يهدف لمكافحة الهجرة غير الشرعية وتهريب البشر، حيث تقوم تركيا بموجب الاتفاق الذي بدأ تطبيقه في 4 نيسان/ آبريل الحالي، باستقبال المهاجرين الواصلين إلى جزر يونانية ممن تأكد انطلاقهم من تركيا.

وستتُخذ الإجراءات اللازمة من أجل إعادة المهاجرين غير السوريين إلى بلدانهم، بينما سيجرى&إيواء السوريين المعادين في مخيمات ضمن تركيا، وإرسال لاجئ سوري مسجل لديها إلى بلدان الاتحاد الأوروبي مقابل كل سوري معاد إليها، ومن المتوقع أن يصل عدد السوريين في عملية التبادل في المرحلة الأولى 72 ألف شخص، في حين أن الاتحاد الأوروبي سيتكفل بمصاريف عملية التبادل وإعادة القبول.