«إيلاف» من لندن: كشفت المعارضة الايرانية النقاب عن 42 مركزاً لانتاج وتجريب وإطلاق الصواريخ المرتبطة بالبرنامج النووي الايراني، حيث تتولي قوات الحرس الثوري هذا المشروع من خلال قوته "الجو فضاء"، حيث يأتي تأسيس وتوسيع مراكز الصواريخ في أنفاق تحت الجبال أو مراكز تحت الارض .

وخلال مؤمر صحافي في واشنطن مساء امس، أكد علي رضا جعفرزاده، نائب مسؤول مكتب المجلس الوطني للمقاومة في العاصمة الاميركية، أن قوات الحرس الثوري وبأمر صادر من المرشد الاعلى علي خامنئي كثفت نشاطاتها وترتيباتها لانتاج وتوسيع المشروع الصاروخي منذ بدء المفاوضات النووية في عام 2013 وخاصة بعد الاتفاق النووي، مضيفًا بأن تأسيس وتوسيع مراكز الصواريخ في أنفاق تحت الجبال أو مراكز تحت السطح يشكل قسمًا من هذه الاجراءات التي تتابعها قوة الجو فضاء لقوات الحرس تحت قيادة العميد أمير علي حاجي زاده.

وتأتي هذه المعلومات اعتماداً على التقارير الواردة عن وزارة الدفاع وقوات الحرس التي حصلت عليها منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة ، فيما جاء هذا المؤتمر الصحافي عشية انعقاد المؤتمر السنوي العام للمقاومة الإيرانية في الاول من الشهر المقبل في باريس تحت شعار "من أجل إيران حرة، اطردوا نظام الملالي من بلدان المنطقة"، بمشاركة عشرات الالاف من ابناء الجاليات الايرانية في العالم ومئات الشخصيات السياسية من خمس قارات العالم.

42 مركزًا تابعًا للحرس الثوري لانتاج واطلاق الصواريخ

واشار زادة خلال شرح مدعوم بالقوائم والخرائط والاحداثيات الى استنساخ نماذج كوريا الشمالية لانشاء المراكزالصاروخية، ومواقع 42 مركزاً لصواريخ قوات الحرس، فضلاً عن مواقع المراكز الصاروخية للنظام الإيراني في مختلف أنحاء البلاد وخاصة في العاصمة طهران وضواحيها ومركز صواريخ قوات الحرس في محافظة سمنان وتنسيقه مع منظمة "سبند" الجهة الصانعة للسلاح النووي.

وتطرق إلى 4 مراكز رئيسية من مجموعة تلك المراكز، ومنها مركز سمنان الصاروخي، قائلاً "هذا المركز يشكل أكبر مجمع صاروخي للنظام على مستوى البلد حيث يقع في الكيلو 70 من جنوب شرق مدينة سمنان في منطقة جبلية، وله عدة أقسام بما فيها مركز القيادة ومركز حفظ الصواريخ ومنصات اطلاق الصواريخ متوسطة المدى وموقع اختبار التفجيرات وموقع تدريب القوات.

واوضح ان هذا الموقع كان ساحة اختبار غالبية الصواريخ خلال السنوات الأخيرة، وتوجد في هذا الموقع منشآت واسعة تحت الأرض وفي الأنفاق، ولهذا المركز ارتباط نشط مع منظمة "سبند" الخاصة لانتاج السلاح النووي، ويتم بعض اختبارات منظمة سبند في هذا الموقع.

وسبند تلخيص لـ "منظمة الأبحاث الدفاعية الحديثة" الجهة الهندسية للسلاح النووي للنظام الايراني، وتم الكشف عن وجود هذه المنظمة من قبل المقاومة الايرانية في يوليو 2011 وبعد ثلاثة أعوام في 29 اغسطس2014 تم ادراجها حسب أمر تنفيذي برقم 13382 في قائمة العقوبات الخاصة لوزارة الخارجية الأميركية.

ومحسن فخري زاده مهابادي، المعروف بالدكتور حسن محسني، هو الرجل الأول في منظومة القنبلة النووية للنظام الايراني، وهو عميد في قوات الحرس ويرأس هذه المنظمة. وفي كل اسبوع يتردد فريق وتحت سيطرة حماية مشددة بقيادة عميد الحرس مصطفى سيري، قائد حماية معلومات منظمة سبند، الى مركز سمنان الصاروخي، وهو أحد المراكز التي يصفها النظام تحت عنوان "البلدة الصاروخية".

خامنئي هو الذي يصدر اوامر اطلاق الصواريخ

وأكد زادة ان المشروع الصاروخي يتم تحت اشراف مباشر لخامنئي، مشيرًا إلى ان لواء الحرس حسين فيروزآبادي الرئيس السابق لأركان القوات المسلحة للنظام صرح في 12 نوفمبر 2016 قائلا "اذا سمح السيد (خامنئي) سيتم اطلاق صاروخ واذا لم يسمح فلا يطلق وحتى توقيت الاطلاق يحدده هو".

وشدد على ان النظام الحاكم في ايران غير راغب في التخلي عن المشروع الصاروخي، وكما صرح علي خامنئي في 10 مايو من هذا العام "ان تغيير سلوك النظام لا معنى له سوى تغيير النظام".

اصرار مسؤولي النظام على مواصلة مشروعهم الصاروخي

واشار جعفرزاده الى انه وبعد قمة قادة الدول العربية الاسلامية الأميركية في السعودية مؤخرًا، والتي طالبت بوقف نشاطات النظام الايراني المؤججة للحروب ومنها النشاطات الصاروخية غير القانونية، اتخذ جميع مسؤولي النظام مواقف ضد قرارات قمة الرياض وأعلنوا انهم سيواصلون نشاطاتهم الصاروخية ومنهم حسن روحاني الذي أكد في 23 مايو الماضي على ضرورة استمرار النشاطات الصاروخية للنظام.

وشدد المتحدث بإسم المجلس الوطني للمقاومة الايرانية في الختام على ان الشعب الإيراني يعارض تماماً المشاريع النووية والصاروخية لنظام طهران وتدخلاته في بلدان المنطقة، لان كل ذلك يأتي ضد مصالح الشعب الإيراني. وقال إن الإيرانيين في باريس في الأول من يوليو المقبل وفي أكبر تجمع لهم سيعلنون معارضتهم الحاسمة لتصدير الإرهاب والنيل من بلدان المنطقة من قبل النظام، وكذلك رفضهم لمشاريعه النووية والصاروخية، وهذا هو مطلب عموم الشعب الإيراني .