استقالت وزيرة الداخلية البريطانية آمبر راد بعد أن اعترفت راد أنها "ضللت أعضاء البرلمان بصورة غير متعمدة" بشأن خطط الحكومة لترحيل أعداد من المهاجرين غير الشرعيين.

وانضمت راد إلى قائمة طويلة من المستقيلين من هذا المنصب المهم في حكومات متعاقبة كديفيد بلانكيت وجاكي سميث، وتشارلز كلارك الذين تركوا مناصبهم إما لأسباب شخصية أو إدارية تتعلق بالمنصب ذاته.

وقبل تصاعد الجدل الأخير المتعلق بقضية المهاجرين من دول الكومونولث المعروفة باسم ( ويندراش)، كانت راد معروفة بنجاحها ومثابرتها في عملها، باختصار كانت تعتبر أحد النجوم الصاعدة في حزب المحافظين.

استقالة وزيرة الداخلية البريطانية عقب أزمة ترحيل مهاجرين

بريطانيا تبحث أوضاع المهاجرين استعدادا للخروج من الاتحاد الأوروبي

ساجد جاويد: أول بريطاني من أصول مهاجرة يتولى منصب وزير الداخلية

نبذة عن حياتها

شغلت راد، 54 عاماً، منصب وزيرة الداخلية في يوليو/تموز 2016، وكانت نائبة في البرلمان منذ عام 2010. وكانت متزوجة لمدة خمس سنوات من أدريان أنتوني الكاتب الصحفي في الصنداي تايمز قبل أن يتوفى، ولديها ولدان.

وكانت تعمل في مجال المصارف بعد تخرجها مباشرة من جامعة إدنبره. وكانت رود من بين أقوى مؤيدي بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، وساعدها شقيقها في إدارة حملتها من أجل البقاء ضمن الاتحاد. واشتهر عنها الحسم والثبات والقوة في اتخاذ القرارات.

ترقّت راد بسرعة خلال عملها في حكومة ديفيد كاميرون، وعملت لفترة في الخزانة البريطانية، وأصبحت وزيرة للطاقة والتغير المناخي بعد فوز حزب المحافظين المفاجئ في الانتخابات العامة عام 2015.

رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي و وزيرة الداخلية آمبر رود
Getty Images
رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي ووزيرة الداخلية المستقيلة آمبر راد.

بروز نجمها

وبرز اسمها أكثر خلال استفتاء الخروج من الاتحاد الأوروبي (بريكست) عام 2016، وكانت واحدة من أبرز المتحدثين في مناظرة تلفزيونية انتقدت خلالها وزير الخارجية بوريس جونسون، أحد الوجوه العامة المدافعة بقوة عن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وقالت ساخرة منه إنه "ليس من نوع الأشخاص الذين قد ترغب به في أن يوصلك بسيارته في نهاية المساء."

وعندما تولت ماي منصب رئاسة الوزراء، لم تقم باستبعادها كما فعلت مع آخرين من حزبها، حزب المحافظين، خاصة من أنصار رئيس الوزراء السابق ديفيد كاميرون، بل كافأتها بأن عينتها وزيرة للداخلية رغم أنها كانت محسوبة على الجناح الليبرالي.

وظلت في منصبها في وزارة الداخلية بعد الانتخابات المبكرة العام الماضي، بل أن قيادات حزبية كانت تراها خليفة محتملة لماي التي تعرضت لانتقادات لاذعة بسبب التقدم الكبير لحزب العمال بزيادة 29 مقعداً في البرلمان وتراجع المحافظين بواقع 12 مقعداً.

ولكن مع ظهور محنة مهاجري "ويندراش" وعائلاتهم إلى الواجهة بشكل يومي تقريباً، بدت راد تدريجياً تقدم الاعتذارات بشكل متكرر بسبب حجم الأزمة وأهميتها الكبيرة.

بينما كانت تعتبر بأنها تتمتع بآراء ليبرالية ومرنة فيما يتعلق بشؤون الهجرة أكثر ممن سبقوها، لكن خطابا نشرته صحيفة "الغارديان" البريطانية يوم الأحد (29 أبريل/نيسان)، كانت قد أرسلته لماي، كشف عن اقتراحات لها لتشديد إجراءات الهجرة واعتزامها ترحيل 10 في المئة من المهاجرين غير الشرعيين، كشف عن سياسة غير معلنة أمام أعضاء مجلس العموم وهو ما دفع الكثيرين، ومن بينهم أعضاء بارزون في حزب المحافظين، باتهامها بتضليهلم.

سفينة امبراطورية ويندروش
BBC
سفينة "إمبراطورية ويندراش".

من هم "الويندراش"؟

هم المهاجرون الذين وصلوا إلى بريطانيا بين عامي 1948-1971 من بلدان الحوض الكاريبي، وأطلق عليهم " جيل الويندراش".

وتعود التسمية إلى سفينة باسم "إمبراطورية ويندراش" التي وصلت إلى مرفأ في مقاطعة إسيكس، شرقي إنجلترا، في 22 يونيو/حزيران 1948 وتحمل مهاجرين من جامايكا و ترينيداد وتوباغو وجزر أخرى كاستجابة لنقص اليد العاملة في المملكة المتحدة عقب الحرب العالمية الثانية. وحملت السفينة آنذاك مئات الركاب، معظمهم من الأطفال.