ماريانا سبرينغ*: أثار أحدث مقطع فيديو لأميرة ويلز مع زوجها الأمير ويليام، وهما يتسوقان تكهنات ونظريات مؤامرة كاذبة تداولها المستخدمون على مواقع التواصل الاجتماعي.

"من المستحيل أن تكون كيت! هذه شبيهتها!"
لقد كان أول فيديو يظهر لي على مواقع التواصل الاجتماعي، هذا الصباح، عن أميرة ويلز، كيت ميدلتون.

وأظهر ذلك الفيديو محققاً هاوياً يروج لنظرية مؤامرة خاطئة تزعم أن آخر صورة متداولة لأميرة ويلز في متجر مزرعة قرب وندسور مع زوجها -والتي نشرتها صحيفة الصن البريطانية الإثنين الماضي- ما هي في الواقع إلا لمرأة شبيهة بميدلتون.

لا يوجد أي دليل يشير إلى أن هذا التكهن صحيح، إنما هو أحدث مثال على نظريات المؤامرة الكاذبة المنتشرة على وسائل التواصل الاجتماعي حول صحة كيت ميدلتون.

أثار غياب أميرة ويلز عن الحياة العامة، بعد إجراء عملية جراحية في البطن في كانون الثاني (يناير) الماضي، تساؤلات حقيقية وادعاءات جامحة.

وقال قصر كنسينغتون في لندن إن الأميرة تتعافى، ومن المتوقع أن تعود إلى مهامها العامة بعد عيد الفصح.

إن جنون وسائل التواصل الاجتماعي هذا، والذي تساهم فيه وسائل الإعلام أيضا، يمكن أن يسبب الأذى للعائلة والأصدقاء، وعلى نطاق أوسع، يؤدي إلى تآكل ثقة الجمهور.

ومؤخرا، شهدت وسائل التواصل الاجتماعي محادثات نشطة حول ميدلتون، بعد أن تبين أن صورة عيد الأم للأميرة وأطفالها، والتي نشرها القصر على وسائل التواصل الاجتماعي، قد تم تعديلها. لاحقا اعتذرت الأميرة عن الصورة المعدلة قائلة إنها تتحمل مسؤولية تعديلها.

كاثرين مع الأمير لويس والأميرة شارلوت والأمير جورج
أثارت صورة عيد الأم للأميرة وأطفالها جدلا واسعا بعد أن تبين أنها معدلة حيث قررت وكالات تصوير حظرها (Prince of Wales)

وليس هناك ما يشير إلى أن مقطع الفيديو الأخير للأميرة قد تم تغييره أو تعديله بأي شكل من الأشكال، لكنه وعلى الرغم من ذلك أثار مزيدا من نظريات المؤامرة والسخرية.

لم أتلق توصيات المشاهدة فقط عبر تطبيق "تيك توك" لمقاطع تتحدث عن نظرية مؤامرة "شبيهة كيت" وحسب، بل ظهر هذا المحتوى أيضا عبر تطبيق "إكس". وتقوم خوارزميات كلا الموقعين بدفع المحتوى بناءً على ما يُعتقد أن المستخدمين قد يرغبون في رؤيته.

وعلى مدار اليوم، تمت التوصية بعشرات مقاطع الفيديو والمشاركات الأخرى التي تروج لذات نظرية المؤامرة على كل من تطبيقي "تيك توك" و "إكس" الخاصان بي.

لقد وجدت أنه في أقل من 24 ساعة، حصدت الادعاءات الكاذبة حول "شبيهة كيت" أكثر من 12 مليون مشاهدة على "إكس"، وأكثر من 11 مليون مشاهدة على "تيك توك"، وفقا لبيانات مواقع التواصل الاجتماعي الخاصة.

من هم المستخدمون الذين شاركوا هذه النظريات؟

على تطبيق "إكس"، غالبا ما كان مقر هذه الحسابات في الولايات المتحدة، وكانت مخصصة للنشر عن أميرة ويلز على مدار الساعة تقريبا. والعديد منها كانت موثّقة تحمل العلامة الزرقاء، التي تشير إلى أنه تم التحقق منها. ويمكن الآن شراء علامة التوثيق الزرقاء مقابل حصول المحتوى الخاص بك على شهرة وأهمية أكبر على موقع التواصل الاجتماعي.

لقد قمت بمراسلة العشرات من مستخدمي تطبيق "تيك توك" ممن ينشرون مقاطع فيديو حول ميدلتون في جميع أنحاء العالم، وكان العديد منهم يقومون بتكبير وتحليل ملامح وجه أميرة ويلز، ومقارنتها بصور شبيهتها.

أميرو ويلز
Getty Images

وقد حقق مقطع فيديو على تطبيق تيك توك حول نظرية شبيهة كيت، لناشطة أميركية تدعى إزميرالدا، 2.9 مليون مشاهدة.

أخبرتني إزميرالدا أنها لم تنشر من قبل أي محتوى عن العائلة المالكة، ولكن ما دفعها لذلك هو مسألة "الاهتمام العام الحقيقي".

وتقول الناشطة الأميركية : "عادةً ما أحاول الرد على الأشخاص الذين يطلقون ادعاءات، وتلخيص ما يقال بشكل عام، سواء كنت أتفق مع نفس النظرية أم لا".

وتضيف أيضا: "إذا اكتشفت أن هناك نظرية محددة لم يعلم عنها الناس، فلن أواجه مشكلة في تصوير مقطع فيديو أقول فيه: مرحبا، لقد تم فضح هذه النظرية الآن وهذا هو السبب..".

أخبرتني كاري، وهي ناشطة على وسائل التواصل الاجتماعي في ألمانيا وشاركت نفس نظرية المؤامرة، أنها لا "تشعر بالذنب" بشأن منشوراتها على تطبيق "تيك توك".

تقول كاري: "من وجهة نظري، فإن أعظم خير هو حرية التعبير، وينبغي أيضا السماح بممارسة حرية التعبير على وسائل التواصل الاجتماعي".

كما اتُهمت وسائل الإعلام بتكرار وتبادل نظريات المؤامرة الخالية من الأدلة المنشورة على الإنترنت. وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، يبدو المحتوى متطرفا إلى أقصى الحدود، إذ يصل إلى ملايين الأشخاص، وهو عدد أكبر بكثير من وسائل الإعلام التقليدية في كثير من الحالات.

وعلى الرغم من عدم وجود ما يشير إلى أن لقطات تسوق الأميرة مع زوجها قد تم تعديلها بأي شكل من الأشكال، إلا أن المحققين يواصلون مشاركة مقاطع فيديو تشكك بذلك، وهو الأمر الذي أدى إلى ملايين المشاهدات واكتساب متابعين جدد أيضا.

وفقا لإرشادات تطبيق "تيك توك"، فإن موقع التواصل الاجتماعي لا يسمح بـ "المحتوى المضلل أو الكاذب الذي قد يسبب ضررا كبيرا للأفراد أو المجتمع، بغض النظر عن النية".

وقال الموقع سابقا إنه "يقلل من مدى وصول المحتوى الذي يروج للمؤامرات" حول العائلة المالكة والمجموعات القوية الأخرى التي قد تتعرض لمؤامرات شريرة دون دليل.

ولم يستجب تطبيق "إكس" على طلب بي بي سي للتعليق. ويقول التطبيق في إرشاداته إن الدفاع عن صوت المستخدم واحترامه هو أحد قيمه الأساسية.

*ماريانا سبرينغ هي مراسلة "بي بي سي" لمكافحة المعلومات المضللة