إيلاف من الرباط: توفيت، الثلاثاء، بالدار البيضاء، الصحافية وكاتبة السيناريو والممثلة المغربية فاطمة الوكيلي، بعد صراع طويل مع المرض، وذلك عن عمر يناهز 67 سنة.

وبدأت الوكيلي مسارها الصحفي بإذاعة "ميدي 1"، قبل أن تعمل بالإذاعة والتلفزيون المغربيين، ثم بالقناة التلفزيونية الثانية "دوزيم"، التي تقلدت فيها مهمة رئاسة قسم الأخبار، كما أنتجت وقدمت برنامج "رجل الساعة"، أحد أبرز البرامج السياسية التي طبعت الإعلام التلفزيوني المغربي في العقود الأخيرة.

وفضلا عن تجربتها الإعلامية، اهتمت الوكيلي بالسينما، فكتبت سيناريوهات عدد من الأفلام المغربية، من بينها "نساء ونساء" (1998)، و"عطش" (2003) و"الإسلام يا سلام" (2008) لسعد الشرايبي، و"عود الورد" (2007) للحسن زينون، و"فيها الملحة والسكر ومابغاتش تموت" (1999) لحكيم نوري.

كما كان للراحلة حضور على مستوى التمثيل، من خلال مجموعة من الأفلام المغربية، بينها "باب السما مفتوح" (1986)، و"الدار البيضاء يا الدار البيضاء" (2002) و"كيد النسا" (2005) لفريدة بنليزيد، و"شاطئ الأطفال الضائعين" (1991)، و"ذاكرة معتقلة" (2003) للجيلالي فرحاتي، و"الصمت" لمصطفى الدرقاوي.

كما فتحت لها تجربتها الغنية على مستوى كتابة السيناريو التمثيل باب المشاركة في لجن تحكيم عدد من المهرجانات السينمائية الوطنية والدولية، كما ترأست لجنة دعم الإنتاج السينمائي الوطني، سنة 2019.

وأظهر حجم التفاعل مع خبر موت الوكيلي قيمة الراحلة ومكانتها داخل المشهد الإعلامي والسينمائي المغربي. وكتب الصحافي نور الدين مفتاح، ناشر صحيفة "الايام " الأسبوعية :"الله أكبر.. إنها الموت مرة أخرى تحصد بيننا، وتأخذ الزميلة فاطمة الوكيلي، نجمة البرامج الحوارية في البدايات المشرقة للقناة الثانية، والصحافية المتألقة قيد حياتها والسينمائية كاتبة السيناريو، والإنسانة التي لم تكن الحياة معها دائما رحيمة حتى توارت كما فعل ويفعل الكثيرون قبل الرحيل. يا رب في هذا الوقت الوجيز رحل الخلان تباعا من نورالدين الصايل إلى عبد الله الستوكي فخليل الهاشمي الادريسي فحسن العلوي (فريموس ) ثم السي عبد الله العمراني وفهد يعتة وعمر سليم ورضا دليل واللائحة طويلة، رب تولهم في هذا الشهر الفضيل برحمتك، واغفر لزميلتنا الوكيلي أنت الغفور الرحيم، وألهم أسرتها الصغيرة والكبيرة الصبر والسلوان".

وكتب الصحافية صباح بنداود: "فاطمة الوكيلي .. الإسم الذي اقترن بالميكرفون، وحمل عبر الهواء صوتا ناعما ولسانا فصيحا ورسخ في وجدان المستمعين شخصية سيدة تفننت في تقديم محتوى إذاعي يليق بقيمة الإذاعة كوسيلة تواصل جماهيرية. وحملت تجربتها لمجاراة تقديم الأخبار وإدارة الحوارات السياسية تلفزيونيا وبرعت في ذلك وكانت بذلك توثق لأوج عطاءها وتألقها الكبير ومهنيتها العالية. كان طبيعيا أن تجذبها السينما ، وأن تبصم وتساهم في علاقة جديدة للسينما المغربية وهي تبحث عن جمهور مغربي حيث خاضت تجربة كتابة السيناريو والحوار والتمثيل.سيدة الشاشة بتواضعها اللافت لم تغير من قناعاتها، ولا تشبتها بقيم الدفاع عن مهنة الصحافة كوسيلة لحماية القيم والأخلاق وتكريس مفهوم الرأي والرأي الآخر. فاطمة الوكيلي مسار قوي في مشهدنا الإعلامي السمعي البصري ( المسموع والمرئي) ينضاف اسمها إلى قائمة من اشتغلوا بصمت ونكران ذات...إذن لن نستغرب إذا رحلت في صمت".