واشنطن: شدد مسؤول كبير بوزارة الخارجية الأميركية، اليوم الجمعة، على أن المجاعة تمثل خطراً ووجودها "محتمل جداً" في بعض المناطق على الأقل في شمال غزة، وأن ندرة الشاحنات تمثل عقبة رئيسية أمام تقديم مزيد من المساعدات الإنسانية في القطاع المكتظ بالسكان والواقع تحت الحصار الإسرائيلي.

وأضاف المسؤول، الذي اشترط عدم الكشف عن هويته، لرويترز: "يمكننا القول بثقة إن المجاعة تشكل خطراً كبيراً في الجنوب والوسط لكنها غير موجودة، غير أنها في الشمال تشكل خطراً ومن المحتمل جداً أن تكون موجودة في بعض المناطق على الأقل، وهو ما يفسر الإلحاح الذي يتعين علينا به نقل البضائع والأغذية على نطاق واسع إلى الشمال"، وفق رويترز.

كما أردف أن عدد الشاحنات التي توزع المساعدات في جنوب ووسط غزة تجاوز 200 شاحنة يومياً تقريباً فيما يمثل زيادة مقارنة بالشهر الماضي، إلا أن هناك حاجة لمزيد.

مشكلة كبيرة تتفاقم
وأوضح أنه "يتعين تلبية الاحتياجات الغذائية الكاملة لسكان غزة من جميع الأعمار، وهذا يعني أكثر من مجرد الحد الأدنى من مستوى التغذية اللازمة للبقاء على قيد الحياة".

كذلك قال إن سوء التغذية ومعدل الوفيات بين حديثي الولادة والأطفال يمثل مشكلة كبيرة تتفاقم، مؤكداً أن "معالجة هذه المشكلة تتعين بتقديم مساعدات إضافية ودخول النوع المناسب من المساعدات".

العدل الدولية: المجاعة وقعت
تأتي تلك التصريحات فيما أمرت محكمة العدل الدولية، أمس الخميس، إسرائيل بـ"ضمان توفير مساعدة إنسانية عاجلة" لقطاع غزة دون تأخير، مؤكدة أن "المجاعة وقعت".

وقالت المحكمة ومقرها في لاهاي، إن "على إسرائيل اتخاذ كافة الإجراءات الضرورية والفعالة لأن تضمن من دون تأخير ومن دون عراقيل توفير الخدمات الأساسية والمساعدات الإنسانية (لغزة) التي هي بأمس الحاجة إليها".

كما أضافت أن "الفلسطينيين في غزة لم يعودوا يواجهون خطر المجاعة فحسب، بل المجاعة وقعت".

وطلبت جنوب إفريقيا هذه الإجراءات الجديدة كجزء من قضيتها المستمرة التي تتهم إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية في غزة، الأمر الذي تنفيه إسرائيل.

"تذكرة قوية"
إلى ذلك اعتبر المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) فيليب لازاريني اليوم، أن القرار الذي أصدرته محكمة العدل الدولية يؤكد تفاقم الوضع الإنساني الكارثي في غزة، لكنه يرى أنه لا يزال من الممكن وقف تدهوره.

وقال لازاريني في حسابه على منصة "إكس" إن "الأمر الملزم الجديد الصادر عن محكمة العدل الدولية أمس إنما هو تذكرة قوية بأن الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة من صنيعة الإنسان ويزداد سوءا. وعلى الرغم من ذلك لا يزال بالإمكان وضع حد له".

كما شدد على ضرورة ممارسة المزيد الضغوط الدولية على إسرائيل لتنفيذ أمر محكمة العدل الدولية، وحث الدول التي علّقت تمويلها للأونروا على إعادة النظر في قرارها للسماح للوكالة بأداء مهامها بما في ذلك المساعدة على تجنب المجاعة.

كذلك أردف أن أمر المحكمة يعني أن على إسرائيل التراجع عن قرارها والسماح للأونروا بالوصول إلى شمال غزة وإدخال قوافل الطعام بصورة يومية وفتح معابر برية إضافية.

1.1 مليون
يذكر أن الأمم المتحدة كانت توقعت في أحدث تقاريرها الأسبوع الماضي، تفشي المجاعة من الآن وحتى مايو في شمال القطاع حيث لا يزال هناك 300 ألف شخص محاصرين بسبب القتال.

كما أوضحت أن عدد الأشخاص الذين يواجهون مستوى "كارثياً من الجوع" في جميع أنحاء غزة ارتفع إلى 1.1 مليون، بما يمثل حوالى نصف السكان.

ومنذ تفجر الحرب يوم السابع من تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، إثر الهجوم المباغت الذي شنته حماس على قواعد عسكرية ومستوطنات في غلاف غزة، فرضت إسرائيل حصاراً خانقاً على القطاع المكتظ بالسكان، مانعة دخول المساعدات إلا عبر معبر رفح الحدودي مع مصر وبوتيرة خفيفة جداً، ووسط إجراءات تفتيش معرقلة إلى حد بعيد.